صلاة التراويح في رمضان

صلاة التراويح في رمضان.. فضلها وعدد ركعاتها بين السنة والإجماع

إسلاميات

صلاة التراويح في
صلاة التراويح في رمضان

تُعَدُّ صلاة التراويح من العبادات العظيمة التي يحرص عليها المسلمون في شهر رمضان المبارك، حيث تُقام بعد صلاة العشاء طوال الشهر الفضيل. وهي صلاة قيام الليل في رمضان، وتُؤدَّى جماعةً في المساجد أو بشكل فردي، طلبًا للأجر والثواب من الله. وعلى الرغم من أنها ليست فرضًا، إلا أنها سنة مؤكدة داوم عليها النبي محمد ﷺ، وأجمع الصحابة على أهميتها وأدائها.

حكم صلاة التراويح في الإسلام

أوضحت دار الإفتاء أن صلاة التراويح ليست فرضًا، وإنما هي سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، فمن صلَّاها حصل على أجر عظيم، ومن تركها لا يكون قد ترك فرضًا، لكنها تظل فرصة لنيل المغفرة والرحمة في هذا الشهر المبارك. كما أكدت أن الدين الإسلامي قائم على التيسير وعدم التكليف بما يفوق طاقة الإنسان، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.

عدد ركعات صلاة التراويح بين السنة والإجماع

1. رأي السيدة عائشة رضي الله عنها

ورد في "الصحيحين" عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما كان رسول الله ﷺ يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، منها الوتر". ويعني هذا أن النبي ﷺ كان يصلي ثماني ركعات للتراويح وثلاثًا للوتر، مما جعل بعض العلماء يقولون إن هذا هو العدد الأمثل لقيام الليل.

2. حديث ابن عباس ورأي الصحابة

رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان يصلي عشرين ركعة سوى الوتر، ولكن هذا الحديث ضعيف الإسناد، مما يجعل الحديث الوارد عن عائشة رضي الله عنها أكثر ثبوتًا.

3. إجماع الصحابة في عهد عمر بن الخطاب

على الرغم من أن النبي ﷺ لم يثبت عنه أنه صلى العشرين ركعة بنفسه، إلا أن الصحابة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أجمعوا على أدائها بعشرين ركعة، وهذا ما أكده الحديث الذي قال فيه النبي ﷺ: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" (سنن ابن ماجه).

وقد أقر الفقهاء أن ما أجمع عليه الصحابة في عهد الخلفاء الراشدين هو من السنن المشروعة، مما يجعل العشرين ركعة سنة مؤكدة عن النبي ﷺ عبر إقرار الخلفاء الراشدين لها، وليس بدعة كما يظن البعض.

طريقة أداء صلاة التراويح

 

يمكن للمسلم أن يصلي التراويح بما تيسر له، سواء كانت ثماني ركعات أو عشرين ركعة، على أن تكون كل ركعتين بتسليمة، ثم يختم بصلاة الوتر. فمن صلى عشرين ركعة فقد أتى بالكمال وله أجر عظيم، ومن صلى أقل من ذلك فله أجر أيضًا، لكنه لم يصل إلى درجة الكمال في أدائها.

ويُستحب أن يجلس المصلون بين كل أربع ركعات مدة قصيرة للراحة، ولذلك سُمّيت "التراويح"، إذ تعني الاستراحة بين كل ترويحة وأخرى. وخلال هذه الاستراحة، يمكن للمصلين التسبيح، التهليل، قراءة القرآن، أو حتى الجلوس في صمت وسكون.

هل صلاة التراويح سنة عمرية أم نبوية؟

هناك اعتقاد شائع بأن صلاة التراويح بعشرين ركعة سنة سنّها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولكن دار الإفتاء أكدت أن هذا غير دقيق، حيث إن الصحابة لم يبتدعوا هذه السنة، بل استندوا إلى توجيهات النبي ﷺ الذي قال: "ستحدث بعدي أشياء فأحبها إلي أن تلزموا ما أحدث عمر".

كما ورد في كتب الفقه مثل "الفتاوى الهندية" و"الجوهرة" أن صلاة التراويح بعشرين ركعة هي سنة نبوية وليست اجتهادًا شخصيًا لعمر بن الخطاب. وقد أقر الإمام أبو حنيفة والإمام الكمال بن الهمام أن السنة النبوية تشمل كل ما فعله النبي ﷺ أو أقره الصحابة، ولذلك فإن العشرين ركعة سنة مؤكدة بإجماع الصحابة.