حكم النوم طوال نهار رمضان
حكم النوم طوال نهار رمضان.. هل يؤثر على صحة الصيام؟
مع حلول شهر رمضان المبارك، يكثر المسلمون من العبادات والطاعات، ويحرصون على أداء الصيام بأفضل صورة. لكن بعض العادات التي يمارسها البعض خلال النهار قد تثير التساؤلات حول مشروعيتها وتأثيرها على صحة الصيام، ومن أبرز هذه العادات النوم طوال نهار رمضان حتى موعد الإفطار، فهل يبطل الصيام؟ وهل يؤثر على الأجر والثواب؟
أجابت دار الإفتاء على هذا السؤال موضحة أن صيام النائم صحيح، ما دام أنه استوفى أركان الصيام وشروطه، ولم يدخل إلى جوفه شيء. ومع ذلك، حذرت من أن تعمد النوم طوال النهار يُفوّت فرصة عظيمة لكسب الحسنات والطاعات التي تميز هذا الشهر الكريم.
وفي هذا التقرير، نوضح حكم النوم في نهار رمضان، وتأثيره على الصوم، وفقًا لآراء العلماء ودار الإفتاء.
هل يؤثر النوم طوال نهار رمضان على صحة الصيام؟
أكدت دار الإفتاء أن صيام النائم صحيح، لأنه لم يرتكب أي فعل يُفسد الصيام، مثل الأكل أو الشرب أو الجماع. فطالما أن الإنسان صائم ولم يُدخل إلى جوفه شيئًا، فصيامه صحيح من الناحية الفقهية.
لكن رغم صحة الصيام، فإن المبالغة في النوم دون حاجة يُكره، خاصة إذا كان الشخص يتعمد ذلك لتجنب الشعور بالجوع والعطش دون سبب مقبول، مثل الإرهاق الشديد أو العمل الليلي.
وقد استشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ (الروم: 23)، موضحةً أن النوم في النهار ليس محرمًا، لكنه لا ينبغي أن يكون وسيلة لإضاعة الوقت والعبادات.
هل يأثم المسلم إذا نام طوال النهار في رمضان؟
أكد الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن النوم طوال النهار لا يُبطل الصوم، لكنه يُفوّت على الصائم الكثير من الأجر والثواب. فالعبادة والذكر في رمضان لها فضل عظيم، ومن ينام طوال النهار فإنه يضيع على نفسه فرصة التقرب إلى الله بالطاعات.
وشدد على أن المسلم ينبغي أن يجتهد في استثمار وقته خلال نهار رمضان في الذكر وقراءة القرآن والصلاة، بدلًا من النوم المتواصل، مشيرًا إلى أن المحب لله تعالى يشتاق لعبادته وطاعته، ولا يُضيّع وقته فيما لا فائدة منه.
هل يفسد الصيام إذا نام الإنسان أكثر النهار؟
أجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن النوم لا يُبطل الصيام، حتى لو نام الصائم أغلب النهار، بل حتى لو استيقظ قبل أذان المغرب بلحظة، فإن صيامه يظل صحيحًا.
لكن الفرق بين الصيام الصحيح والصيام الذي ينال صاحبه الأجر العظيم، أن من يقضي يومه في العبادة والطاعة يكون له ثواب مضاعف، بينما من يقضي أغلب اليوم في النوم يفوّت على نفسه فرصة عظيمة للثواب.
واستشهد بحديث النبي ﷺ للسيدة عائشة رضي الله عنها «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» (رواه الحاكم في المستدرك)، موضحًا أن ثواب الصائم يكون على قدر المشقة والاجتهاد في العبادة، وليس فقط في الامتناع عن الطعام والشراب.
متى يكون النوم في نهار رمضان مُحرّمًا؟
رغم أن النوم في نهار رمضان لا يُبطل الصيام، إلا أن المسلم يأثم إذا كان نومه سببًا في ترك الصلوات المفروضة. فمن ينام حتى أذان المغرب دون أن يؤدي الصلوات الخمس، فإنه يأثم شرعًا، رغم أن صيامه يظل صحيحًا.
متى يكون النوم مبررًا؟
يُباح النوم في نهار رمضان إذا كان الشخص بحاجة إليه بسبب الإرهاق من العمل الليلي أو التعب والإجهاد الشديد أوالحاجة إلى الراحة لاستكمال العبادات بقوة ونشاط.
لكن تعمد النوم لتجنب الجوع والعطش، دون سبب ضروري، يُعتبر تفريطًا في الطاعات.
كيف يستثمر الصائم وقته في نهار رمضان؟
بدلًا من النوم طوال النهار، يُمكن للصائم الاستفادة من وقته عبر:
- قراءة القرآن والتدبر في معانيه.
- ذكر الله والاستغفار.
- أداء الصلاة في أوقاتها.
- الاستماع إلى الدروس الدينية.
- مساعدة الآخرين وعمل الخير.
