طلقة حبر..
عادل حمودة يكتب: شهادة شخصية جدًا عن الرئيس مبارك

ترفض حركة التاريخ مبدأ الإيجارات الطويلة.
لم يستطع أحد أن يظل قائما على طول الزمان أو يسكن بيتا على مر العصور.
انتهت أسطورة طعام «أمبروسيا» الذى تقدمه «حور الجنة» إلى الآلهة فى جبل «أوليمبس» ليحظوا بالخلود.
لكن البشر سعوا إلى تخليد أنفسهم فى صورة أو لوحة أو نحت أو مذكرات أو مسجد أو مقام من رخام.
على أن عائلة مبارك لم يكفها ذلك.
بعد عقود قضاها مبارك فى الحكم تسرب إلى العائلة الرئاسية فيروس «التوريث» لينقل الحكم من الأب إلى الابن مباشرة أو بواسطة «مجلس وصاية على العرش» يدعمه مليارديرات من رجال أعمال أرادوا الحفاظ على ثرواتهم التى جمعوها أو الفرار من جرائم فساد ارتكبوها.
هناك بالقطع جماعات متزايدة تشكك فى التوريث، وترى أنه خرافة اخترعتها المعارضة للنيل من نبل مبارك، ولكن لنعيد قراءة هذه الواقعة التى نشرتها وهو على قيد الحياة، كما أن بطلها لا يزال قائما بيننا ينعم بوفرة الحياة ولا يرفض ذكر اسمه ومنصبه إذا ما نسبتها إليه.
فى يوم الخميس ٩ فبراير ٢٠٠٥ اتصل بى «أبو الوفا رشوان» السكرتير الخاص للرئيس طالبا أن نلتقى فى صباح اليوم التالى مبكرا أمام نادى «الشمس» فى «مصر الجديدة» ونحن ننتعل أحذية رياضية.
فى الثامنة تماما التقينا ومشينا معا فى مضمار الخيل بعد أن تركنا التليفونات المحمولة مع أحد رجاله انتظرنا فى غرفة إلى جانب البوابة.
بعد دقائق لم أحددها توقف الرجل قائلا:
ــ «الباشا» يسأل عن رأيك فى ترشح جمال للرئاسة فى الانتخابات القادمة؟
الباشا هو الرئيس وكثيرا ما وصف بـ «الباشا الكبير» لتحظى زوجته بلقب «الهانم» ويصبح لقب «الأستاذ» من نصيب جمال وعلاء.
أجبت دون تردد:
ــ لو ترشح جمال فلن يخسر وحده وإنما سيخسر مبارك أيضا.
ــ لمَ؟
ــ تأثير الجيش فى السياسة لا يمكن إنكاره وإن لم يظهر التأثير فى العلن، وهو يعتبر مبارك واحدا من أبنائه الكبار الذين دعموا ثقة الشعب فيه بدوره فى حرب أكتوبر، لكن لا يتصور أنه سيقبل بجمال ليأخذ مكان والده، إنها حسابات معقدة لا يجوز التعامل معها بسهولة.
شرحت كيف تغلب طبيب العيون بشار الأسد على تلك المشكلة عندما التحق بالأكاديمية العسكرية وعهد إليه بملف التواجد السورى فى لبنان وبمساعدة العماد مصطفى طلاس (صديق والده) تولى قيادة كتائب الحرس الجمهورى، وما إن توفى الأب حتى كان الابن مستوفيا الشرط الأهم.
ولكن رجل مبارك المخلص قال:
ــ خذ وقتك فى التفكير ولنلتقِ بعد أسبوع.
فى يوم الجمعة التالى كان اللقاء على «دكة» بواب عمارة فى حى «المهندسين» يسكنها شقيقه الأكبر محمد رشوان النائب فى البرلمان.
لكن رأيى لم يتغير.
ورشح مبارك نفسه فى أول انتخابات تنافسية بعد تعديل المادة (٧٦) من الدستور على أن تبدأ التغييرات الهيكلية فى المؤسسات المختلفة (الصحافة والبرلمان والحكومة والحزب الحاكم والنقابات المهنية) ليسيطر عليها رجال جمال مبارك ليكونوا فى انتظاره على باب القصر الجمهورى بعد ست سنوات برايات الانتصار.
واحتفل فى القصر الجمهورى بتعديل الدستور، ويومها سألت مبارك:
ــ لمَ أبقيتم على المادة الثانية من الدستور التى تبرر تشكيل تنظيمات دينية سرعان ما يلجأ بعضها إلى السلاح؟
أجاب:
ــ وضعنا مادة تمنع قيام أحزاب دينية.
ــ لكنها لا تمنع قيام تنظيمات دينية تبدأ بالدعوة وتنتهى بالقنبلة.
صمت كعادته إذ لم يجد إجابة.
وجاء الوريث ليهمس فى أذنه بشيء ما تقدم على أثره نائب إخوانى ليصافح الرئيس.
فيما بعد عرض الإخوان الموافقة على دعم جمال مبارك إذا ما ترشح للرئاسة مقابل السماح لهم بحزب ولكن للإنصاف فإن العرض رفض.
وذات يوم سألت المهندس رشيد محمد رشيد، وكنا فى إحدى قاعات فندق «فورسيزونز» القاهرة نعطى وجهينا للنيل عن دور جمال مبارك فأجاب: «هو يساعد والده» وبدا التفسير غريبا لا يستند إلى عرف أو قانون.
ولكن يوما بعد يوم لم يكتف جمال مبارك بمساعدة والده، وإنما أصبح يمارس صلاحيات والده وعومل معاملة والده، فلا يدخل أحد بعده الاجتماعات التى يرأسها ومنع الحضور بالتليفونات المحمولة، وتضاعفت الحراسة عليه.
لكن السؤال الأهم:
لمَ اختارنى مبارك ليسألنى رأيى فى مسألة شديدة الحساسية مثل «التوريث»؟
الإجابة:
لا أعرف، ربما أراد رأيا صادقا بعيدا عن آراء أصحاب المصالح التى تحاصره. ربما أراد التأكد من أن رأيى فى التوريث لم يتغير بعد أن أشدت بقوله «مصر ليست سوريا» عندما سئل فى واشنطن عن التوريث وكنت هناك أغطى زيارته صحفيا.
لم تغلق واشنطن عينيها لحظة منذ أن طفا جمال مبارك وأصبح همس «التوريث» صخبا، وتبادلت مع تل أبيب كل صغيرة وكبيرة عن «الوريث» و«البديل» فلا يمكن أن يحدث تغيير فى مصر ولا تتأثران سياسيا وأمنيا.
لم يكن الاهتمام بالتوريث مصريا فقط وإنما كان إسرائيليا وأمريكيا أيضا.
فى واشنطن كذلك التقيت بمبارك أول مرة وجها لوجه.
سبق أن صافحته فى إحدى قاعات الجهاز المركزى للمحاسبات عندما كان يلتقى بأطقم تحرير الصحف بعد حادث المنصة، كما صافحته مرة أخرى فى «الأوبرا» وأنا أتسلم منه وسام جائزة الدولة التشجيعية التى حصلت عليها فى أدب الرحلات عن كتاب «أمريكا الجنة والنار».
كنت مثل «كمبارس» صامت، لم ينتبه إليه بالقطع، لكن ما إن توليت مسئولية تحرير «روز اليوسف» (فبراير ١٩٩٢) حتى لفت انتباهه الدور الجريء الذى لعبته المجلة فى مواجهة الإرهاب وتشجيع المجتمع على التصدى لتنظيماته المسلحة.
وبنجاح التجربة الصحفية تأثيرا وتوزيعا بدأت مؤسسات الدولة تعاملنى معاملة رئيس تحرير الذى كنت أمارس مهامه فعلا رغم أن المنصب الرسمى نائب رئيس التحرير.
يشهد الدكتور مصطفى الفقى أنه وهو سكرتير المعلومات فى الرئاسة كان يكلفه مبارك بالاتصال بى إذا أراد توضيح أمر مخالف لما نشرنا.
حدث ذلك عندما نشرنا خبرًا عن صرف معاش استثنائى لأسرة الدكتور فرج فودة بعد اغتياله.
وحدث ذلك عندما طرحنا قضية اغتيال الليثى ناصف فى لندن.
بتلك المعاملة دعيت فى منتصف إبريل ١٩٩٥ إلى تغطية رحلات الرئيس الخارجية وأهمها رحلاته إلى الولايات المتحدة، حيث كانت المباحثات فيها تدور حول السياسات والمهمات التى يطالب البيت الأبيض بها مبارك.
ولم أختلف مع هيكل عندما وصف تلك الرحلات بـ «موسم الحج إلى واشنطن».
غطيت ٢٢ رحلة قام بها مبارك إلى الولايات المتحدة من رئاسة بيل كلينتون الأولى إلى رئاسة باراك أوباما الثانية. دخلت المكتب البيضاوى خلالها ٢١ مرة. المرة ٢٢ كانت فى مزرعة «جورج بوش» الابن فى تكساس.
سهلت تلك الرحلات التعرف على شخصيات مؤثرة فى السياسة الأمريكية منهم «كولن باول» وهو وزير خارجية بفضل أسامة الباز الذى كان على موعد معه لمناقشة خطة تدريب الشرطة العراقية فى مصر فوافق على أن أذهب معه، ومنهم «روبرت ماكفرين» مستشار الأمن القومى الأمريكى فى رئاسة رونالد ريجان، ومنهم وليد فارس الوجه العربى فى حملة دونالد ترامب الذى عرفنى عليه عمرو بدر (أحد أبرز نجوم السياحة)، وجمال هلال المستشار السياسى للبيت الأبيض الذى أصبح صديقا مقربا، وساهمت فى تقديمه للميديا العربية بعد أن نشرت قصة حياته واستضفته أكثر من مرة فى البرامج التلفزيونية التى كنت أقدمها على فضائية «النهار».
كانت زيارة ١٩٩٥ زيارة رسمية،
والزيارة الرسمية تأتى بدعوة من «البيت الأبيض»، وتعنى أن الرئيس ضيف على الدولة الأمريكية ويفتح له قصر «بلير هاوس» على الجانب الآخر من «البيت الأبيض» والذى يعد الاستراحة الرسمية لكبار الزوار، وغالبا ما ينام فيها الرئيس الأمريكى ليلة تنصيبه (فى ٢٠ يناير) أو عند وجود إصلاحات فى البيت الأبيض أو يستخدمه نائب الرئيس إذا شاء.
فى هذه الحالة لا يستضاف إلا الرئيس وعدد محدود من سكرتاريته، أما الطاقم السياسى المرافق له فنجده معنا فى فندق «ويلارد انتركونتننتال» أو فندق «ماديسون» حسب الظروف.
أما الزيارة التى يطلبها الضيف بنفسه فتفرض عليه تحمل تكاليفها.
فى الزيارة غير الرسمية كان مبارك وفريقه ينزلون فى فندق « فور سيزونز» الشهير بمبانيه الحمراء فى منطقة «جورج تاون» السياحية ويعد ذلك الفندق ملتقى السفراء والنواب ونجوم الميديا الكبار فى واشنطن ومن ثم وصف بـ «المطبخ»، مطبخ الأخبار.
وكان من عادة مبارك أن يلتقى برؤساء التحرير فى نهاية زيارته ليشرح لهم ما جرى خلالها وأحيانا كان يترك هذه المهمة لبعض مساعديه (مثل عمر سليمان وأسامة الباز وعمرو موسى) حيث كنا نلتقى بهم على عشاء يدعو له وزير الإعلام (صفوت الشريف) فى مطعم «أوليف» داخل غرفة خاصة مغلقة علينا.
فى قاعة كلاسيكية الأثاث علقت على جدرانها لوحات زيتية لشخصيات فى التاريخ الأمريكى التقيت مبارك أول مرة فى «بلير هاوس» وما إن صافحته وقدمت له نفسى حتى فوجئت به يقول:
«أنت بقى عادل حمودة دول قالوا لى على شخص آخر».
حدث ذلك فى نهاية زيارة ١٩٩٥.
تعجلت. ذهلت. صدمت. سكت.
لكن فيما بعد عبر عبد العال الباقورى رئيس تحرير «الأهالى» عن دهشته مما سمع وكتب متسائلا:
«من هم الذين ضللوا الرئيس وكذبوا عليه؟».
على أن أسامة الباز هون مما حدث قائلا:
«الرئيس كان يمزح معك».
ثم أضاف: «يا بختك».
وحتى اليوم لم أجد تفسيرا لما حدث.
خصصت منطقة الوسط فى الطائرة الرئاسية للوزراء ورؤساء التحرير وأمامنا يجلس مبارك على مقعد من ثلاثة فى مواجهتنا يشرب اليانسون، وقد تحرر من السترة ورباطة العنق سامحا لنا بالتدخين إذ لم تكن السيدة زوجته ترافقه.
ولو لم يجلس معنا مبارك ــ بعد رحلة سريعة إلى دمشق مثلا ــ ليكشف لنا ما حدث بينه وبين حافظ الأسد فإن الرحلة تصبح بلا قيمة بعد انتظار ساعات من الملل فى قصر «الشعب» يقطعها تناول الطعام.
وحدث فى رحلة إلى العقبة أن قدمنى مبارك إلى الملك حسين فإذا بالعاهل الأردنى يقول مبتسما: «سلام قولا من رب رحيم» فعلق مبارك بأن الأردن يمكنه مصادرة «روز اليوسف» إذا لم تعجبه وهو ما لا يقدر عليه مبارك فى مصر ولم يجرؤ أحد على تكذيبه.
كما أنه رد على شكوى عمر البشير مما أنشره ضده بأنها «حرية الصحافة التى لا يتدخل فيها» وفى قرارة نفسه كان سعيدا بالهجوم عليه، فهو لم يكف عن التآمر عليه ويهرب السلاح إلى التنظيمات الإرهابية فى مصر ويأوى قياداتها الهاربة فى السودان وسمح لها بتدبير محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا (يونيو ١٩٩٥).
وكشفت إحدى الرحلات الخارجية عن هاجس الأمن الذى سيطر على مبارك منذ أن نجا من الاغتيال فى حادث المنصة.
كانت التعليمات أن نصل إلى القاعة الرئاسية فى مطار القاهرة فى موعد محدد دون أن نعرف إلى أين سنطير مع الرئيس، ولكن فى ذلك اليوم كان من السهل معرفة أننا سنهبط فى دمشق لوجود السفير السورى معنا.
سأل مبارك:
ــ تفتكروا مسافرين فين؟
أجاب أحدنا:
ــ سوريا يا ريس.
ــ كيف عرفتم؟
ــ السفير السورى معنا.
ــ كده الرحلة القادمة سآتى بالسفير السعودى ونسافر سوريا.
لكن رحلات واشنطن كانت قصة أخرى.
هنا نسجل أن أسوأ رئيس أمريكى تعامل معه مبارك كان جورج بوش الابن.
فى ١٠ إبريل ٢٠٠٤ سبقنا مبارك إلى هيوستن عاصمة تكساس ونزلنا معه فى فندق «إنتر كونتيننتال» تمهيدا لزيارة جورج بوش فى مزرعته الريفية.
بعد يومين ركبنا الطائرة الرئاسية من هيوستن إلى واكو، وهناك استقل مبارك وطاقمه وابنه جمال طائرتين هيلوكوبتر تابعتين للرئاسة الأمريكية بينما كانت سيارات سوداء فى انتظار رؤساء التحرير لنصل إلى المزرعة فى «كراوفورد» برا بعد نحو ثلاث ساعات.
المزرعة بلا أسوار مفتوحة على ١٥٠٠ فدان، بها بحيرة صناعية لصيد السمك وبيت كبير للعائلة وبيت صغير للخدمة والحراسة، باستهتار وضعونا خلف مبنى متهدم نحن والمراسلين الأمريكيين لنجد أنفسنا وسط «كراكيب» خردة متناثرة إلى جانب حمام واحد يجلس عليه حارس تنقلب سحنته إذا ما طلبنا استعماله.
لم نجد مقاعد نجلس عليها ولم يُسمح لنا بالتدخين رغم أننا فى الهواء الطلق وبقينا واقفين على أقدامنا حتى ظهر الرئيسان بعد ثلاث ساعات من المباحثات ليبدأ المؤتمر الصحفى المشترك.
وفى رحلة العودة فوجئت بعدد من المراسلين الأمريكيين على متن الطائرة يتناولون معنا طعام العشاء بعد أن استأذنوا فى توصيلهم إلى هيوستن وتمنيت أن نعاملهم بالمثل لكن لا أحد أنضم إلى رأيى.
لم تكن الرحلة شاقة بدنيا فقط، ولكنها كانت سيئة سياسيا أيضا.
عندما عدنا إلى هيوستن التقى بنا مبارك فى إحدى قاعات الفندق، وقد ظهر عليه الغضب وهو يتحدث عن مباحثاته مع بوش بطريقة فهمنا منها أنها فشلت وعرفت من أحد مساعديه إنه قرر ألا يزور واشنطن مرة أخرى مادام بوش رئيسا وبالفعل نفذ وعده.
ولكن الرئيسين التقيا فيما بعد فى شرم الشيخ وقد تضاعف التوتر بينهما إلى حد يصعب إخفاؤه وكان موقف مبارك فى رأيى يجسد شعورا وطنيا مستقلا ولو لبعض الوقت.
ولا تمر زيارة إلى واشنطن إلا ويصر اللوبى اليهودى خاصة «أيباك» أو «لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية» على فرض حاخاماته على جدول أعمال مبارك وكانوا دائما يأتون بملفات ضخمة فيها تضم كل المقالات والكاريكاتيرات والنكات المصرية التى تسخر من اليهود.
ومن شدة الصداع الذى يسببه الحاخامات طلب مبارك من إبراهيم نافع (رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام) أن يبحث عن حل وكان رأى إبراهيم نافع أن نكوّن لجنة تجمع ما يكتب عن مصر فى الصحف الإسرائيلية ونرسلها إليهم قائلا: «واحدة بواحدة».
أما أنا فكان لدىّ الحل الأسهل الذى حصلت عليه بالصدفة.
بعد أن انتهينا من تغطية رحلة الرئيس فى واشنطن سافرنا عبد الستار الطويلة وعبد العال الباقورى وأنا إلى نيويورك بالسيارة لنقضى يوما هناك قبل العودة إلى القاهرة، وعلى رصيف فى حى «مانهاتن» وقفت عربة يد عليها كتب قديمة وقفنا نفتش فيها، ولفت نظرى كتاب يحمل عنوان «موسوعة النكتة اليهودية» تأليف يهودى عاش فى الجيتو (حارة اليهود) هو «هنرى سبالدنج» اشتريته بخمسة دولارات.
قلت للرئيس:
ــ المسألة بسيطة نصور عشرات النسخ من الكتاب لنقدم واحدة منها إلى كل من ينتقد ما يكتب فى مصر عن اليهود ولنقل له «إذا كف اليهود عن السخرية من أنفسهم سيكف العالم عن السخرية منهم».
ولا أعرف ما حدث لكن عرفت أن الشكوى اختفت.
وفيما بعد نشرت كتابا عن «النكتة اليهودية ــ سخرية اليهود من السماء إلى النساء» استعنت فيه بكتب لا حصر لها عن «الفكاهة اليهودية» اشتريتها من المكتبات الأمريكية حيث تخصص أقساما ثرية للكتابات الساخرة.
وأكثر رحلة خارجية تأملت فيها مبارك «الجد» عندما كنا فى بكين نحضر القمة الصينية الإفريقية (عام ٢٠٠٨)، ونزلنا فى الفندق نفسه الذى يقيم فيه هو ورجاله، وبينما بدا وزير الخارجية أحمد أبو الغيط حريصا على رياضته البدنية محتفظا برشاقته هبط مبارك عدة درجات ليتفقد المركز التجارى الملحق بالفندق ليشترى لحفيده «محمد» أشياء لم نعرفها لوجودها فى أكياس يحملها أحد أتباعه وبدا مبارك سعيدا مرحا يتحدث معنا مبتسما ــ عندما التقيناه فى اللوبى وهو يؤكد رخص الأسعار فى المحلات التى اشترى منها.
كان محمد يسكن قلب مبارك بعقد غير قابل للفسخ، وكان كل ما يطلب من جده مجابا فى الحال، ولن نجد صورة يبتسم فيها مبارك ابتسامة حقيقية أكثر من صورته وهو يقود سيارة فى أحد المنتجعات ومحمد يجلس على حجره.
إن أسوأ معادلة يفرضها الموت هى الإخلال بترتيب من يقبض أرواحهم فيأخذ الصغير قبل الكبير ويصطحب الحفيد قبل الجد.
لكن الأطفال على ما يبدو يحبون الألعاب السماوية والعوالم الضوئية ويحبون ركوب عربة الموت ويتعلقون بمعطف الحوذى الأسود الداكن ويعجبون بحصانه وحوافره الفضية.
وبسبب وجع قلب مبارك على فراق حفيده تأجلت رحلة إلى واشنطن للقاء الرئيس الجديد باراك أوباما كانت الإدارة المصرية تنتظرها بعد قطيعة غير معتادة مع سلفه جورج بوش.
وللسبب نفسه وافق مبارك بصعوبة وبضغوط من مساعديه على لقاء أوباما عندما هبط القاهرة ليلقى محاضرته الشهيرة فى جامعة القاهرة، ولم يستمر اللقاء الذى جرى فى قصر القبة أكثر من أربعين دقيقة انصرف بعدها الجميع دون إفطار (فول وطعمية وعسل وفطير مشلتت) كما نشرت بعض الصحف.
فى كتابه «الأرض الموعودة» كتب أوباما انطباعاته عن الزيارة مشيرا إلى الشوارع الخالية تماما من المارة بما فيها الشوارع الشهيرة بالزحمة والفوضى باستثناء عناصر الشرطة المنتشرة فى كل مكان رغم اعترافه بأنه كان مستهدفا من التنظيمات الإرهابية.
ليذكرنا بالجملة الشهيرة فى فيلم «طباخ الرئيس»: وديتوا الشعب فين؟».
من جانبه أطلق أوباما مبادرة للسلام ودعا إلى البيت الأبيض مبارك وملك الأردن (عبد الله بن الحسين) والرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو) وعقد القمة فى إحدى قاعات البيت الأبيض، وكنت هناك متابعا لتفاصيلها التى لم تسفر إلا عن فضيحة صحفية لجريدة الأهرام.
كان مصور البيت الأبيض قد التقط صورة لمجموعة قادة القمة يظهر فيها باراك فى المقدمة وخلفه كل من أبو مازن ونتنياهو ثم الملك عبدالله الثانى ومبارك، ولكن رئيس تحرير «الأهرام» أسامة سرايا تلاعب فى الصورة حتى يبدو مبارك فى المقدمة.
وقامت الدنيا ولم تقعد واستغلت المعارضة الصورة لتتهم «الأهرام» بعدم الأمانة المهنية وتصور العقلاء أنها نهاية رئيس تحرير الأهرام لكنه على ما يبدو تلقى تهنئة على ما فعل.
كانت تلك الرحلة فى منتصف سبتمبر ٢٠١٠ آخر رحلات مبارك إلى واشنطن فلم تمر سوى عدة أشهر حتى قامت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ليجد أوباما وإدارته فى حيرة: هل يساندون مبارك أم يتخلون عنه؟
قبل أسبوع من التظاهرات اتصل أوباما بمبارك ليسأله:
ــ هل يمكن أن تمتد التظاهرات من تونس إلى مصر؟
ــ مصر ليست تونس.
يضيف أوباما فى مذكراته: «كنت أعتقد تماما أن مبارك كان معزولا يرى ويسمع ما يريد أن يراه ويسمعه فقط ولم يكن هذا يبشر بالخير».
فعلا مبارك كان معزولا.
وبدأ عزله منذ عام ٢٠٠٥ حين كف عن لقاء رؤساء التحرير ولم يعد يلتقى بالمثقفين عند افتتاح معرض الكتاب واكتفى بالممثلين لعلهم يرفّهون عنه، وبدا واضحا أن مساعديه يجنبونه الأخبار السيئة حتى «لا ينكدوا عليه» مما ضاعف من سلطات البعض (خاصة جمال عبد العزيز مدير مكتبه وزكريا عزمى رئيس الديوان).
وأتذكر أننا فى «الفجر» نشرنا «حكايات صيفية» دون ذكر أسماء أبطالها ثلاثة، منها «نميمة» شخصية وواحدة «نميمة» سياسية واتصل بى أحد رجال مبارك بتكليف منه يسأل عن أسماء أبطال النميمة الشخصية، ولم يسأل عن بطل النميمة السياسية الأهم لأنها كانت تحذر من تزوير آخر انتخابات لمجلس الشعب كما حدث فى مجلس الشورى.
وليس صحيحا أن مبارك كان «صوته من دماغه» وما يخطر على باله يصر عليه دون استشارة أحد.
فى وجود أسامة الباز صدق مبارك على أسلوب «اللجان الفجائية» التى تتكون فى لحظات لمساعدته فى اتخاذ قرار عاجل يؤثر على مصر دوليا.
كانت اللجان متغيرة الأعضاء حسب الحالة وأتيح لى المشاركة فيها مرتين.
يوم ١٣ سبتمبر ١٩٩٣ وقع رئيس وزراء إسرائيل إسحق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات فى واشنطن بحضور الرئيس الأمريكى بيل كلينتون «إعلان مبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتى» الذى توصل إليه الفلسطينيون والإسرائيليون فى مدينة أوسلوا بعد مفاوضات سرية وأفرز الاتفاق ما عرف بمؤتمر مدريد.
تلقى مبارك دعوة لحضور التوقيع لكن دون الجلوس على المنصة الرئيسية باعتباره ضيف شرف يمثل أول دولة وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل.
كان رأى اللجنة التى شكلت لبحث الدعوة (يقبلها مبارك أو يرفضها) ألا يسافر مبارك حتى لا يبدو مثل كومبارس فى عرض سياسى لن ينال سوى القليل من أضوائه،
واستجاب مبارك للقرار دون نقاش.
شاركت مرة أخرى فى لجنة ثانية شكلت فى دقائق على إثر اغتيال إسحق رابين (فى ٤ نوفمبر ١٩٩٥ برصاصات أطلقها عليه طالب يهودى إسرائيلى متشدد دينيا هو إيجال عامير) وكان السؤال المطروح علينا:
ــ يسافر مبارك للعزاء أم يكتفى بإرسال مندوب عنه؟
وكان مبرر السؤال أن مبارك سعيد بأنه لم يسافر إلى إسرائيل من قبل، ولم يستجب للدعوات التى تلقاها من قادتها واعتبر ذلك ميزة سياسية يتمتع بها، ولكن اللجنة انتهت إلى قرار بأن يسافر ولو لعدة ساعات للعزاء ويعود، وكان مبررها أن فضائيات العالم ستتابع الحدث بكل لغات البشر ولا يجوز أن يبقى الرئيس بعيدا عن الكاميرات.
وفى كثير من الأزمات كان مبارك يلجأ إلى وسطاء لحلها بشرط أن يكون الوسطاء على علاقة طيبة بأطراف الأزمة.
مثلا كان يوسط أسامة الباز لحل ما ينشب بين النظام و«روز اليوسف» من أزمات مثل أزمة وزير الداخلية اللواء حسن الألفى الذى شنت المجلة حملة شرسة ضد تهاونه مع مساعدين فاسدين بالقرب منه، وأدت إلى تعرضنا إلى حملات تشهير تجاوزت كل الحدود.
وإذا غاب أسامة الباز تولى المهمة مصطفى الفقى لنفس سبب الصداقة الشخصية.
وإذا غاب مصطفى الفقى تولى المهمة أبو الوفا رشوان لما بيننا من مساحة ود واحترام.
ويشهد أبو الوفا رشوان أن مبارك طلب منى ترشيح عشرة أسماء لتعيينهم فى دورة مجلس الشعب التى بدأت فى ٢٠٠٥ فى وجود ٨٨ عضوا من الإخوان وإن لم يختر اسما واحدا منها.
كما طلب منى التوسط بين محافظ الإسكندرية عبد السلام المحجوب والدكتور محمد عبد الله فى انتخابات مجلس الشعب فى تلك السنة، وكانت الأصوات بدعم من الإدارة المحلية تتجه نحو مقاول فاز بالمقعد فى النهاية.
كان مبارك قيد الحبس الاحتياطى بعد اتهامات وجهت إليه وامتدت من قتل المتظاهرين إلى التربح من منصبه، ولكن سجله الصحى وكبر سنه شفعا له وقبلت النيابة العامة أن يوضع فى مستشفى تحت حراسة مشددة.
قبض على مبارك وهو فى شرم الشيخ بعد بدء التحقيق معه ولم يمانع المحقق من نقله إلى المستشفى الحديث المبنى على شكل هرمى هناك بناء على تقرير طبى جاء فيه:
« بالكشف على المريض محمد حسنى مبارك تبين إصابته بهبوط فى ضغط الدم (٨٠ على ٦٠) وارتجاف فى أذنين القلب».
ولكن فجأة خرج هيكل ليحذر من وجود مبارك فى شرم الشيخ متخيلا أنه يخطط هناك لعودته إلى الحكم ولم يكن ذلك صحيحا، إلا أن الجماعات الثائرة فى القاهرة صدقته، وهددت بالسفر إلى شرم الشيخ فى طابور من السيارات لتنضم إلى التظاهرات التى وقفت تحت نافذة العناية الفائقة تطالب بتسليمه أو طرده من المدينة وكان الهتاف «بره بره بره».
كان لا بد من نقله إلى مكان أكثر أمانا لضمان حمايته، وكان هذا المكان هو المركز الطبى العالمى على بعد ٤٣ كيلومترا من القاهرة فى الطريق الصحراوى المؤدى إلى الإسماعيلية.
فى الساعة الثالثة من عصر يوم الاثنين ١٨ إبريل ٢٠١١ وصلت إلى شرم الشيخ ثلاث سيارات مغطاة بزجاج (فيميه) لا يكشف من بداخلها ونزل منها خمسة رجال، أربعة منهم من مكتب النائب العام عبد المجيد محمود والخامس لواء فى الجيش وتوجهوا على الفور إلى جناح مبارك.
ما إن دخلوا عليه حتى أصيب بحالة من التشنج العصبى مصحوبة ببكاء وتشبث بالفراش متسائلا فى خوف: «أنتو حتحبسونى؟» متصورا إنه سينقل إلى السجن الذى استقر فيه علاء وجمال.
فى تلك اللحظة تعرض مبارك لانتكاسة صحية أدت إلى قصور فى وظائف القلب وفى أطراف القدمين وامتنع عن تناول الدواء، واضطر الأطباء إلى التدخل بحقنه بدواء «ترابيون» ممزوج بفيتامين «بى مركب» إلى جانب أدوية ضبط ضغط الدم.
عند خروجه من مستشفى شرم الشيخ كان فى الجناح وخارجه ١٩٤ سلة زهور حملت التمنيات بالشفاء، وتكررت أمنيات الشفاء من أطباء المستشفى الذين استقبلهم عدة دقائق واكتفى بهز رأسه تحية لهم وإن رفض التصوير معهم بعد أن كشفت أجهزة الأمن وجود موظف فى المستشفى اتفق مع قناة «الجزيرة» على تسريب أخبار وصور مبارك إليها.
استقر مبارك فى محبسه الطبى الجديد وتحسنت صحته النفسية والبدنية واسترد بعضا من علاقاته واتصالاته الاجتماعية ومن هناك كان ينقل جوا إلى أكاديمية الشرطة حيث تعقد جلسات محاكمته.
وحدث أن نشرت خبرا عن سعى جهات التحقيق إلى فتح قضية فساد أخرى قبل أن يصدر الحكم فى القضية المنظورة كى يضمنوا استمرار حبسه لو نال البراءة.
فى اليوم نفسه تلقيت اتصالا من أحد رجاله قائلا:
«عندى رسالة لك من الطريق الصحراوى».
وترجمة الشفرة «عندى رسالة من مبارك المقيم فى المركز الطبى على الطريق الصحراوى إلى الإسماعيلية».
وكانت الرسالة:
«الريس يرجوك ألا تنشر شيئا عنه حتى تنتهى محاكمته ويصدر الحكم النهائى فى القضية القائمة».
وكان ردى على الرسالة:
«سيادة الرئيس لن أساهم فى استمرار حبسك».
فى تلك اللحظات تذكرت مواقف كثيرة ساندنى فيها مبارك.
وهنا لا بد من الاعتراف بالحق مهما صعب علينا.
ولعل أول اعتراف أسجله على نفسى أن مبارك منح جيلنا من الصحفيين مساحة من حرية التعبير لم نعرفها من قبل حتى ولو تصل إلى حدوده إلا نادرا.
فى عام ١٩٩٥ نشر يوسف إبراهيم، مراسل صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، تقريرا بعنوان: «مجلة لها أشواك فى الشرق الأوسط» مشيدا بجرأة «روز اليوسف» فى فتح ملفات حساسة مسكوت عليها منذ عقود وسألني:
س: أنت مسؤول عن رفع سقف المجلة فهل تطول الرئيس؟
ج: لا نقترب منه.
ولكن فى الخمس سنوات الأخيرة من حكم مبارك جرى تخطى الخطوط الحمراء فى صحف مستقلة.
حسب الحكم الصادر يوم الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠٠٧ قضت محكمة جنح العجوزة بحبس رؤساء تحرير أربع صحف مستقلة لمدة سنة بعد «إدانتهم بتهمة سب وقذف الرئيس حسنى مبارك وابنه جمال» إلى جانب نشر أخبار كاذبة تسىء إلى رموز الحزب الوطنى الحاكم هم إبراهيم عيسى (الدستور) ووائل الإبراشى (صوت الأمة) وعبد الحليم قنديل (الكرامة) وأنا (الفجر).
لكن للإنصاف فإن السبق فى تناول قضية التوريث يجب أن ينسب إلى عبد الحليم قنديل وعبد الله السناوى عندما كان يرأسان تحرير جريدة «العربى».
حسب ما سمعت من الدكتور فتحى سرور (وكان رئيسا لمجلس الشعب) فإن مبارك لم يعجبه أن أسجن وطالبه بالبحث عن حل قانونى قائلا:
ــ أنا عارف أن قلمه «تقيل» ولكنه مجنون صحافة يكتب بدوافع وطنية وسبق أن حذرته من أن الذين يهاجمهم لن يتركوه.
وأعترف أيضا بأن مبارك كان متسامحا ولا يميل للشدة فى التعامل مع الصحفيين بصريح العبارة لم يكن «مؤذيا».
لكن كانت مشكلته «التعميم» لو قصد صحفيا بعينه تحدث عنه بصيغة الجمع فيلوث كل الصحفيين.
حسب «هيكل» (كتاب مبارك وزمانه) فإن مبارك وصف الصحفيين بأنهم «عالم لبط» يدعون أنهم يعرفون كل شيء و«فالحين قوى» رغم أنهم «هجاصين» لا يعرفون شيئا.
وفى موضع آخر وصفهم بأنهم «يخبطوا على مزاجهم ولا يسألوا أحدا».
علق «هيكل» قائلا:
«ليس هناك صحفى يحترم نفسه تصل إليه أخبار حقيقية ويتردد فى نشرها».
لكن مبارك ظل عند رأيه:
«المسألة أنهم لا ينشرون، إما أن لهم مصلحة خاصة وإما أنهم لا يفهمون».
وحدث بعد نجاة مبارك من محاولة اغتياله فى أديس أبابا (يونيو ١٩٩٥) أن زاره وفد نسائى كويتى فى استراحة «برج العرب» يضم ناشطات وصحفيات تخرجن فى جامعات مصرية لتهنئته على السلامة، ودون مبرر راح ينتقد الشعب المصرى ويتهمه بالكسل «يريد أن يأخذ ولا يعمل» و«لا يبرع إلا فى الإنجاب» وطال انتقاده الصحفيين الذين اتهمهم «ببيع ضمائرهم وأقلامهم لمن يدفع أكثر»،
فاعترضت صحفية تجلس أمامه قائلة:
«إننا تعلمنا الصحافة على يد أساتذتنا المصريين ولم نجد منهم خروجا على المبادئ».
علّق جمال بدوى (رئيس تحرير الوفد) على ما حدث فى مقال نشره تحت عنوان «أصابت امرأة وأخطأ الرئيس».
فى اليوم التالى اتصل بى صفوت الشريف متسائلا:
ــ هل قرأت مقال جمال بدوى؟
ــ نعم.
ــ ما رأيك فيه؟
ــ مقال رائع.
ــ أريدك أن ترد عليه.
ــ صعب الرد عليه.
أشهد أنها المرة الوحيدة التى طلب فيها صفوت الشريف (أو غيره) منى كتابة موجهة بالريموت كنترول لكن المقال لم يمر بخير.
كان جمال بدوى عائدا إلى بيته ليلا عندما اعترضه ثلاثة رجال أشداء وجهوا إلى وجهه لكمات استدعت ذهابه إلى المستشفى.
وفيما بعد أشاد جمال بدوى بموقفى فى «الوفد» من رفضى الهجوم عليه.
وفى دفتر ملاحظاتى المهنية سجلت ذات مرة: «إن مبارك وهبه الله حظا سحريا لم يمنحه لغيره» ورحت فيما بعد أدلل على ما كتبت.
عرض الإخوان الموافقة على دعم جمال مبارك إذا ما ترشح للرئاسة مقابل السماح لهم بحزب ولكن العرض رُفض
١٩٨١.. حلف اليمين
حين سألت المهندس رشيد محمد رشيد عن دور جمال مبارك أجاب: «هو يساعد والده»
١٩٨٥.. مع نجوم الفن
١٩٩٣.. مع شيخ الأزهر والبابا
تجربة «روز اليوسف» لفتت انتباهه.. وغطيت ٢٢ رحلة قام بها إلى الولايات المتحدة من هم الذين ضللوا الرئيس وكذبوا عليه؟
رد مبارك على شكوى البشير مما أنشره ضده بأنها «حرية الصحافة التى لا يتدخل فيها» وفى قرارة نفسه كان سعيدا بالهجوم عليه
١٩٩٧.. فى جولته بمشروع توشكى
٢٠٠٨.. صورة تذكارية مع كأس الأمم الإفريقية
لماذا اختارنى مبارك ليسألنى عن رأيى فى مسألة شديدة الحساسية مثل «التوريث»؟
٢٠١١.. الخطاب الأخير
١٩٨٩.. رفع العلم المصرى على طابا
٢٠٠٩.. مع حفيده محمد
قرر ألا يزور واشنطن مرة أخرى ما دام بوش رئيسا وبالفعل نفذ وعده