«هتصل بأمك أعاكسها»| طالب «يفقع عين» زميله في البساتين.. واستشاري يكشف الأسباب

تقارير وحوارات

الطفل آدم
الطفل آدم

«هتصل بأمك أعاكسها».. كانت تلك الكلمات بمثابة الفتيل الذي أشعل شرارة التشاجر بين طلاب في المرحلة الإعدادية وزميله داخل أحد الفصول بمدرسة في منطقة البساتين بمحافظة القاهرة.

 

الطالب المعتدي لزميله: «أنا أخدت رقم أمك وهكلمها بليل عشان هي حلوة»

بداية الواقعة كانت عندما طلبت معلمة من طالب يدعى آدم الرقم الخاص بوالدته، وفي أثناء ذلك قام صديق له، بكتابة الرقم على يده، بعدها تعرض آدم لسخرية صديقه الذي قال له: «أنا أخدت رقم أمك وهكلمها بليل عشان هي حلوة»، ووجه لفظًا خارجًا عن والدة آدم، فنشبت مشاجرة بينهما فضها أحد المعلمين.

وبعد فض المشاجرة توجه آدم إلى مكانه، وأثناء جلوسه تفاجأ بالأخير ينقض عليه باستخدام «قلم رصاص»، ليصيبه في عينه بطريقة وحشية تسببت في فقء العين ووصولها إلى الأنف، فسقط آدم أرضًا ليركله الأخير في أنفه بعنف، الأمر الذي أثار فزع الطلاب في المدرسة.

 

التحريات الأمنية: الطالب تعرض لإهانة على يد زميله.. والمتهم استخدم قلم رصاص

وبناءًا عليه، تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، إخطارا من قسم شرطة البساتين تضمن ورود بلاغا من والدة طالب بأحد مدارس البساتين أفادت بإصابة نجلها على يد زميله داخل مدرسة، والتسبب في إصابته بجسم غريب محجر العين والجيوب الأنفية والخضوع لعملية جراحية لاستخراج الجسم الغريب، وعلى الفور انتقلت أجهزة أمن القاهرة لموقع البلاغ.

الطفل آدم
الطفل آدم

بالانتقال والفحص، تبين من التحريات التي أجرتها فرق المباحث في القاهرة، إصابة طالب بالمرحلة الإعدادية داخل مدرسة في البساتين بجوار عينه بقلم رصاص وكسر القلم في وجهه.

وأفادت التحريات أن الطالب المجني عليه كان متواجدا داخل الفصل وطلبت المدرسة رقم والدته وحصل زميله على الرقم ثم قام بتدوينه في ورقة، كما أن الطالب المتهم قام بمعايرة زميله بحصوله على رقم والدته وقال له «هتصل بيها بالليل وأعاكسها عشان هي جميلة»، واستشاط الطالب المجني عليه غضبا من كلمات زميله.

وأكملت التحريات الأمنية أن الطالب تعرض لإهانة على يد زميله ونشبت بينهما مشاجرة تطورت لقيام المتهم باستخدام قلم رصاص وإصابه المجني عليه في عينه.

والدة الطالب آدم: ابني خضع لعملية جراحية خطيرة.. ومش هسيب حقه

وحول هذا الأمر، قالت والدة الطفل آدم إن نجلها تعرض للضرب بقلم رصاص في عينه نتج عنها كسر جزء من القلم واستقراره داخل العين فخضع لعملية جراحية خطيرة وهو في سن صغيرة، ورغم ذلك لم نتلق أي رد أو إجراء من المدرسة ضد الطالب الجاني، متابعة: «أنا مش هسيب حق ابني».

الأداة المستخدمة في الواقعة
الأداة المستخدمة في الواقعة


وكشف الدكتور عاصم حجازي الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، عن الأسباب التي ساهمت في وقوع ذلك الحادث، وتتمثل في عدة عوامل متعلقة بالمدارس والأسرة.

وأضاف أستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ«الفجر»، أن هناك مجموعة من العوامل التي تقف خلف ظهور مثل هذه المشاهد السلوكية غير المقبولة داخل قاعات الدراسة والتي قد يرجع بعضها إلى المدرسة وبعضها إلى الأسرة ومنها:
 

ما يتعلق بالمدرسة:

  • غياب الإشراف التربوي الفعال إما لعدم وجود معلمين بعدد كاف أو لعدم تفعيل دورهم في الإشراف التربوي بشكل جيد.
  • اهتمام الوزارة بتوفير معلمين للمواد التي ترى الوزارة أنها أساسية دون الاهتمام الكافي بباقي المواد بزعم أنها غير أساسية مما يتسبب في وجود فراغ في اليوم الدراسي يتيح الفرصة لظهور بعض السلوكيات غير المقبولة.
  • عدم الاهتمام بالأنشطة المدرسية الجاذبة للطلاب وعدم الاهتمام بإشباع حاجة الطلاب للإثارة والنشاط من خلال طرق التدريس والعملية التعليمية بشكل جيد.
  • غياب دور الأخصائي النفسي في التوجيه والإرشاد النفسي وعدم وجود برامج تعديل سلوك معتمدة داخل المدارس.
  • غياب التواصل والتنسيق بين المدرسة والمنزل.
الدكتور عاصم حجازي الخبير التربوي
الدكتور عاصم حجازي الخبير التربوي


ما يتعلق بالأسرة:

  • هناك إهمال في متابعة وتوجيه الأبناء وتركهم فريسة للمحتوى غير المقبول على السوشيال ميديا والذي يعمل على تنشيط جوانب غير مقبولة في سلوكهم واستثارة دوافع غير مقبولة.
  • تراجع دور الأسرة في مقابل تعاظم دور جماعة الأصدقاء والتي تفرض على الأعضاء أن يتصرفوا بطريقة معينة للحصول على المكانة وجدير بالذكر أن قيام طالب بهذا السلوك في هذه المرحلة العمرية قد يكون بسبب الحصول على مكانة بين أفراد جماعة الأصدقاء التي ينتمي إليها والتي تشجع فرض السيطرة والخروج على المألوف باعتباره دليلا على القوة بدليل الإعلان عن هذا السلوك لاستثارة الطرف الآخر وحينما حاول الطرف الآخر معاتبته اعتبر أن هذا العتاب يهدد سيطرته ويهدد مكانته التي حققها بين جماعة الأصدقاء فكان رد فعله أقوى.
  • غياب القدوة والنموذج الحسن الذي يقتدي به الطالب في مقابل تعظيم إنجازات بعض الأفراد الذين يمثلون قدوة سيئة للأبناء لمجرد ظهورهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو في بعض المنصات الإعلامية.
  • عدم وجود أهداف إيجابية للطلاب يسعون لتحقيقها وعدم وجود خطط للتنمية الذاتية يلتزمون بها " تربية الأبناء بطريقة عشوائية غير مخطط لها".

 

وأشار الخبير التربوي إلى أنه بصفة عامة فإن تفسير هذا السلوك من الطالب يؤكد أنه اكتسب ميولا عدوانية وميولا للخروج عن القواعد ووصل إلى مستويات مرتفعة من الاستثارة لسلوكيات غير مقبولة تستدعي تدخل من متخصص لتقويم سلوكه ولا يجوز الاكتفاء بدور الأسرة لتعديل سلوك الطالب المذكور، وتجدر الإشارة إلى أن دوافع هذا السلوك يمكن إجمالها في:

  • نمذجة العنف ومشاهدة هذا الطالب ومعايشته لأنماط مشابهة للسلوك العدواني والسلوك غير المنضبط، وذلك في غياب دور الأسرة والمدرسة.
  • انتماؤه لجماعة من الأصدقاء تشجع وتحفز على القيام بهذه السلوكيات غير المقبولة.
  • عدم شعوره بالاهتمام والدفء الأسري.
  • عدم وجود أهداف إيجابية ودوافع إيجابية لتحقيق طموحاته.
  • معاناته من تشوهات معرفية تتعلق بكيفية الحياة والتعامل مع الناس وأخذ الحق والحصول على المكانة والاحترام وتحقيق ذاته حيث يرى أن ذلك كله يمكن تحقيقه بفرض السيطرة والعنف، وليس بتحقيق الإنجازات.
  • عدم وجود بيئة تعليمية محفزة وقادرة على جذب انتباهه وتحقيق طموحاته وعلاج مشكلاته والكشف قدراته وتوظيفها في أنشطة مفيدة.