الأمم المتحدة تحذر من تصعيد الأزمة السودانية بعد توقيع ميثاق سياسي جديد
الأمم المتحدة تعبر عن قلقها إزاء توقيع قوات الدعم السريع ميثاقًا سياسيًا في السودان

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء إعلان قوات الدعم السريع وائتلاف من القوى السياسية والمسلحة توقيع ميثاق تأسيسي يهدف إلى تشكيل سلطة حاكمة موازية في المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات داخل السودان، وهو ما يهدد بمزيد من التصعيد والتفكك الداخلي.
تحذيرات جوتيريش من تفاقم الأزمة
وفي بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسمه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن مخاوفه من أن هذه الخطوة تعزز الانقسام الداخلي وتهدد بتفاقم الأزمة السودانية.
وأكد جوتيريش على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، باعتبارها عاملًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار والسلام المستدام في البلاد والمنطقة بأكملها.
وأشار إلى أن تصاعد الاشتباكات المسلحة والانقسامات السياسية يزيد من معاناة الشعب السوداني، حيث يدفع المدنيون، بمن فيهم النساء والأطفال، الثمن الأكبر جراء استمرار العنف والانتهاكات ذات الدوافع العرقية.
إدانة دولية للعنف واستمرار الجهود الدبلوماسية
أدان الأمين العام الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها أطراف النزاع ضد المدنيين، محذرًا من أن التصعيد العسكري يقوض أي جهود لتحقيق وقف لإطلاق النار وحل سياسي شامل.
وأكد أن مبعوثه الشخصي إلى السودان، رمطان لعمامرة، يواصل جهوده الدبلوماسية بالتنسيق مع كافة الأطراف المتحاربة وأصحاب المصلحة الدوليين، بهدف دفع مفاوضات وقف الأعمال العدائية، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
توقيع الميثاق في نيروبي وردود الفعل السودانية
تم توقيع الميثاق السياسي الجديد في العاصمة الكينية نيروبي، بمشاركة قوات الدعم السريع وعدد من الحلفاء السياسيين والمسلحين.
وأثار ذلك استياء الحكومة السودانية، التي وصفت الخطوة بأنها انتهاك للقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة.
وفي بيان رسمي، انتقدت السلطات السودانية استضافة كينيا لهذا الاتفاق، معتبرة أنه يمثل تنكرًا لالتزاماتها القانونية بموجب ميثاق الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، فضلًا عن معاهدة منع الإبادة الجماعية.
كما وصفت الميليشيات المشاركة في التوقيع بأنها متورطة في جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وفقًا لما نقلته وكالة السودان للأنباء.
مخاوف من تصعيد جديد في السودان
يأتي هذا التطور في ظل استمرار الصراع الدموي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي أسفر عن أزمة إنسانية متفاقمة، وسط تحذيرات من انهيار الدولة السودانية إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل.
ودعت الأمم المتحدة كافة الأطراف إلى التهدئة، ووقف العنف، والانخراط في حوار سياسي شامل لإنهاء النزاع المستمر الذي يهدد استقرار البلاد والمنطقة بأكملها.