هل ستحصل الحكومة الموازية في السودان على اعتراف دولي؟

في تصعيد جديد للأزمة السودانية، أعلنت قوات الدعم السريع، السبت، توقيع ميثاق سياسي مع عدد من القوى المسلحة والسياسية المتحالفة معها، تمهيدًا لتشكيل "حكومة سلام ووحدة" في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
الأمر الذي جعل الكثيرون يتساءلون هل ستحصل الحكومة الموازية على اعتراف، لذلك نجيب على هذا السؤال من خلال الخبراء.
أهداف الميثاق ومضامينه
ينص الميثاق، وفق مصادر "الفجر"، على إقامة دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، تضمن الحرية والمساواة، وتمنح الأقاليم صلاحيات واسعة في إدارة شؤونها. كما يتضمن إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية، وإنهاء الإفلات من العقاب، مع تشكيل قوات مسلحة جديدة تعكس التنوع السوداني.
مبررات الخطوة وتداعياتها
يبرر الموقعون على الميثاق هذه الخطوة بالسعي لتحقيق السلام، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وإعادة الحكم المدني الديمقراطي. غير أن الخطوة تأتي في وقت يحقق الجيش السوداني تقدمًا ميدانيًا، ما قد يزيد من حدة الاستقطاب السياسي والعسكري، ويؤثر على جهود الوساطة الإقليمية والدولية لحل النزاع.
هل ستحصل على اعتراف؟
قال صديق تاور، عضو مجلس السيادة السوداني السابق، إن الحكومة الموازية في نيروبي كشفت عن استعداد سبع دول للاعتراف بها.
وأضاف تاور، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذه الدول تلتزم بموقف الاتحاد الإفريقي، الذي لن يمنح الشرعية لأي طرف من أطراف الصراع، مؤكدًا أن الحكومة الموازية لم تحصل على أي اعتراف داخلي أو خارجي.
واختتم حديثه قائلًا: "هذه الحكومة جاءت بدافع المكايدة السياسية، بهدف تحريك مياه المفاوضات".
وفي سياق آخر أكد الدكتور أسامة أحمد المصطفى المحلل السياسي السوداني في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن الحكومة الجديدة ستحصل على تأييد كبير خلال الفترة القادمة من الخارج والداخل.
السودان يواجه المؤامرات بخطة إعلامية ودبلوماسية
أعلن وزير الإعلام السوداني، خالد الإعيسر، عن ترتيبات حكومية بالتنسيق مع الخارجية لشرح ما وصفه بالمؤامرة ضد السودان، مؤكدًا وجود رؤية إعلامية لمعالجة الملف الكيني عبر اتصالات دبلوماسية مؤثرة.
وشدد الإعيسر على رفض أي تدخل خارجي يمس سيادة البلاد، فيما استبعد وكيل الخارجية، السفير حسين الأمين الفاضل، أي سيناريو لتقسيم السودان، مشيرًا إلى الرفض الشعبي الواسع لممارسات الميليشيات، مؤكدًا أن المجتمع الدولي لا يدعم هذه التحركات.