إعادة الإعمار والتخطيط والبنية التحتية.. محور أولى جلسات ندوة "إعادة إعمار غزة"
تحت عنوان "إعادة الإعمار والتخطيط والسكن والبنية التحتية والطاقة"، عقدت نقابة المهندسين الجلسة النقاشية الأولى ضمن ندوة "إعادة إعمار غزة.. دور الهندسة والمهندسين"، بحضور ومشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين، أدار الجلسة المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، واللواء أحمد زكي عابدين، رئيس اللجنة الاستشارية لإعادة إعمار غزة بالنقابة، وشارك فيها كل من:
- المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الاستراتيجية.
- الدكتور عبدالقوي خليفة، وزير المرافق ومحافظ القاهرة الأسبق.
- الدكتور طارق وفيق، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الأسبق.
- اللواء عادل عزت بحيري، مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
رسالة سياسية ودعم فني متكامل
أكد الدكتور طارق وفيق أن تشكيل اللجنة الاستشارية لإعادة الإعمار جاء في توقيت مناسب، ليس فقط لبدء التفكير العلمي والفني في آليات الإعمار، بل أيضًا كرسالة سياسية واضحة بأن مصر، بمؤسساتها وهيئاتها وشعبها، جاهزة تمامًا لدعم الأشقاء في غزة، باعتبار ذلك واجبًا قوميًا لا يمكن التخلي عنه.
وأشار "وفيق" إلى أن اللجنة عقدت اجتماعًا عبر تقنية "زووم" مع ممثلي نقابة المهندسين في رام الله وغزة، بالإضافة إلى الهيئة العربية للإعمار، حيث تم استعراض الدراسة الأولية التي أعدتها نقابة المهندسين بفلسطين أثناء الحرب، والتي تمثل تصورًا فنيًا بحتًا وخيارات تخطيطية لا تحمل أبعادًا سياسية.
وأوضح أن اللجنة المصرية تدرس هذا التصور بدقة، مؤكدًا أن هناك فرصة حقيقية لبناء نموذج عمراني جديد ومستدام يعكس هوية وثقافة الشعب الفلسطيني، ويساهم في إعادة كتابة تاريخ العمران في غزة.
إبداع المهندس المصري في مواجهة التحديات
من جانبه، شدد المهندس إبراهيم محلب على قدرة المهندس المصري على مواجهة جميع التحديات التي قد تعترض جهود إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن روح الإبداع والتحدي التي يتمتع بها المهندسون المصريون تجعل جميع الأفكار المطروحة قابلة للتنفيذ.
واستشهد محلب بتجارب مصر السابقة في إعادة الإعمار، مثل:
- إعادة إعمار مدن القناة بعد العدوان الثلاثي عام 1956.
- مشروعات التنمية العمرانية الكبرى خلال العقد الماضي.
وقال محلب: "التجربة المصرية في إعادة إعمار مدن القناة كافية لإلهام المهندسين المصريين، ومع مشاعرهم الجياشة تجاه غزة وخبراتهم المتراكمة، يمكننا تحقيق إنجازات عظيمة"، مؤكدًا أن المهندس المصري يمتلك من الكفاءة ما يجعله متفوقًا حتى على أكبر المكاتب الاستشارية العالمية. كما أعلن عن استعداده لتسخير خبراته الشخصية لدعم دراسات إعادة الإعمار، موجهًا الشكر إلى نقيب المهندسين طارق النبراوي الذي يعبر عن مشاعر 800 ألف مهندس مصري تجاه القضية الفلسطينية.
التخطيط للبنية التحتية وحلول عاجلة لمياه الشرب
من جهته، أشاد الدكتور عبدالقوي خليفة بالتعامل الحكيم للقيادة السياسية المصرية مع ملف غزة، مشيرًا إلى أن أكبر التحديات التي تواجه الإعمار هي نقص البيانات الدقيقة، إلا أنه تم بالفعل وضع سيناريوهات للتعامل مع الأوضاع الراهنة، تشمل:
- خطة عاجلة لتوفير مياه الشرب لنحو 2 مليون مواطن في غزة.
- إعادة تأهيل الآبار الصالحة للاستخدام، حيث يعتمد القطاع بشكل كبير على مياه الآبار، ويمكن إعادة تشغيلها بالمضخات بعد فحصها وتطويرها.
تكلفة تقديرية للمرافق والبنية التحتية
أوضح خليفة أن التقديرات الأولية لتكلفة إعادة تأهيل البنية التحتية قد تصل إلى 1.5 مليار دولار، تشمل:
- إنشاء 4 محطات مياه.
- مد خطوط النقل وشبكات الصرف الصحي.
- إنشاء محطتين لمعالجة الصرف الصحي.
وأشار إلى أن هذه الأرقام قابلة للتغيير وفقًا للبيانات التي سيتم استلامها من الجانب الفلسطيني، مؤكدًا أن إعادة الإعمار لن تقتصر فقط على إعادة المباني المدمرة، بل ستشمل تطوير بنية تحتية متكاملة ومستدامة تضمن حياة كريمة لسكان غزة.
