أمين عام نقابة المهندسين: إعادة إعمار غزة رسالة صمود ومسؤولية وطنية وإنسانية

أكد المهندس محمود عرفات، أمين عام نقابة المهندسين، أن إعادة إعمار غزة ليست مجرد عملية إنسانية، بل رسالة حياة وصمود تُرسلها مصر للعالم أجمع، موضحًا أن هذه المسؤولية تتطلب من المهندسين تسخير علمهم وخبراتهم لدعم أشقائهم الفلسطينيين، والمساهمة في ترميم ما دمره العدوان، من أجل إعادة الأمل في حياة كريمة لشعب يعاني الاحتلال والدمار منذ عقود.

جاء ذلك خلال كلمته في الندوة المتخصصة التي نظمتها النقابة تحت عنوان "إعادة إعمار غزة.. دور الهندسة والمهندسين"، حيث شدد على أن نقابة المهندسين كانت دائمًا في طليعة الداعمين للقضايا الوطنية والقومية، وأن مسؤوليتها تتجاوز الدور التقليدي تجاه المهندسين والمهنة، لتشمل المساهمة الفاعلة في جهود إعادة الإعمار.

وأشار عرفات إلى أن النقابة، انطلاقًا من هذا الدور، أعلنت عن تشكيل لجنة استشارية لإعادة إعمار غزة، تضم نخبة من الخبرات الهندسية المتميزة، بهدف وضع الخطط والرؤى اللازمة لدعم جهود الدولة المصرية وقيادتها السياسية في هذا الملف.

رؤية هندسية متكاملة للإعمار رغم التحديات

أعرب عرفات عن اعتزازه بعقد هذه الندوة في لحظة تاريخية فارقة، تحمل مسؤولية قومية وإنسانية كبيرة تجاه الشعب الفلسطيني، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها سكان غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف البشر والحجر، مخلفًا دمارًا واسعًا طال البيوت والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية، دون تفرقة بين طفل أو امرأة أو مسن.

وأوضح أن الهدف من الندوة هو طرح الأفكار والمناقشات وإعداد دراسات شاملة حول آليات الإعمار، مؤكدًا أن التحديات التي تواجه إعادة الإعمار ليست عائقًا، بل فرصة للإبداع والابتكار، مضيفًا:
"نحرص على تقديم حلول هندسية تأخذ في الاعتبار الواقع الجغرافي والاجتماعي والاقتصادي لقطاع غزة، ونعمل وفق نهج متكامل وتشاركي، يشمل جميع القطاعات الهندسية، لأن الإعمار لا يقتصر على بناء المنشآت فقط، بل يمتد إلى تطوير البنية التحتية، والمرافق العامة، والمجتمعات السكنية، لضمان حياة كريمة وآمنة للسكان."

دعوة للمشاركة في مهمة وطنية وإنسانية

وأكد عرفات التضامن الكامل لنقابة المهندسين مع الشعب الفلسطيني الصامد، مشددًا على أن الوقوف إلى جانبه واجب قومي وإنساني وأخلاقي. كما جدد العهد ببذل كل الجهود الممكنة لدعم الإعمار، داعيًا كافة المهندسين والمؤسسات الهندسية داخل مصر وخارجها إلى المشاركة الفعالة في هذه المهمة العظيمة.

واختتم حديثه بالتأكيد على تطلعه إلى اليوم الذي ينهض فيه قطاع غزة من تحت الركام، أكثر قوة وصمودًا وعزة، بفضل الإرادة الصلبة لشعبه، والدعم المستمر من الأمة العربية والمجتمع الهندسي.