عاجل - رغم السحب والغيوم.. الشمس تتعامد على معبد رمسيس الثاني في أبو سمبل

تقارير وحوارات

تعامد الشمس
تعامد الشمس

في مشهد مهيب، شهد معبد رمسيس الثاني بمدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان، اليوم السبت، ظاهرة تعامد الشمس التي تحدث مرتين سنويًا، وسط حضور جماهيري ضخم يقدر بأكثر من 4 آلاف زائر من السائحين الأجانب والمصريين. وعلى الرغم من تكاثر السحب والغيوم، إلا أن أشعة الشمس تمكنت من اختراق بهو المعبد والوصول إلى قدس الأقداس لمسافة 60 مترًا، في تمام الساعة 6:20 صباحًا، واستمر التعامد لمدة 20 دقيقة على فترات متقطعة.

حضر الحدث عدد من كبار المسؤولين، يتقدمهم الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، والمهندس عمرو لاشين، نائب المحافظ، واللواء محمد شرباشي، مساعد وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد، واللواء محمد أبو الليل، مدير أمن أسوان، إضافة إلى قيادات وزارات الثقافة والسياحة والآثار ومديرية أمن أسوان.

تنظيم وتأمين الحدث وسط أجواء احتفالية

أكد الدكتور إسماعيل كمال أن المحافظة نجحت، بالتنسيق مع الجهات المعنية، في تأمين وصول الزائرين وتسهيل حركة الدخول والخروج داخل المعبد، مع توفير شاشة عرض كبيرة لنقل الظاهرة للحضور، إلى جانب استخدام عربات الجولف لنقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

وأشار المحافظ إلى أن الحدث تزامن مع مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون، الذي ضم عروضًا لفرق فنية من 14 دولة أجنبية وعربية و12 فرقة مصرية، مما أضفى طابعًا احتفاليًا فريدًا على هذه الظاهرة الفلكية النادرة.

تعامد الشمس.. إعجاز علمي عمره 33 قرنًا

تعتبر ظاهرة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني واحدة من أعظم الإنجازات الفلكية التي تركها قدماء المصريين، حيث تعكس مدى تقدمهم في علوم الفلك والهندسة المعمارية. تحدث الظاهرة مرتين سنويًا:

22 أكتوبر احتفالًا ببدء موسم الحصاد.
22 فبراير احتفالًا بموسم الفيضان والزراعة.
وتتم الظاهرة عندما تخترق أشعة الشمس الذهبية ممرات المعبد، لتصل إلى قدس الأقداس، حيث تتعامد على تماثيل رمسيس الثاني والإلهين آمون ورع حور، في مشهد يجسد عبقرية الفراعنة في تصميم المعابد واتجاهاتها الفلكية.

رغم الظروف الجوية، لم تمنع السحب والغيوم مئات الزائرين من الاستمتاع بهذه اللحظة التاريخية التي توثق براعة المصريين القدماء في علم الفلك والتخطيط الهندسي. يظل تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني أحد أهم الظواهر الفلكية الفريدة، التي تضع أبو سمبل على خارطة السياحة العالمية، وتؤكد أن الحضارة المصرية القديمة لا تزال تبهر العالم بإنجازاتها.