ضغوط أدت نحو التجميد الكامل لبعضهم
عاجل - البنتاجون يستعد لتسريح 60 ألف موظف.. خطة إعادة هيكلة كبرى

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن خطط لتقليص قوتها العاملة المدنية بنسبة تتراوح بين 5% و8%، في إطار إعادة تنظيم كبرى تهدف إلى خفض التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية. هذه الخطوة تأتي وسط تحديات سياسية وعسكرية متزايدة، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى إعادة توجيه الموارد نحو تحديث القوات المسلحة وتطوير التقنيات العسكرية الجديدة.
يعد هذا القرار تحولًا كبيرًا في سياسة التوظيف داخل البنتاجون، ومن المتوقع أن يؤثر على آلاف الأسر الأمريكية، مما يثير تساؤلات حول تداعياته على العمليات الدفاعية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة مع روسيا والصين.
تجميد التوظيف وتسريح الآلاف.. بداية التنفيذ
من المقرر أن تبدأ الموجة الأولى من عمليات التسريح خلال الأسبوع المقبل، حيث سيتم الاستغناء عن 5400 موظف مؤقت. إلى جانب ذلك، سيتم فرض تجميد كامل للتوظيف في جميع الإدارات، مما يعني أن البنتاجون لن يعين موظفين جدد لتعويض المغادرين.
وفقًا لمسؤولين في وزارة الدفاع، فإن عمليات التسريح ستستهدف بشكل رئيسي الموظفين الذين لم يكملوا فترة الاختبار، مما يساعد الوزارة على تقليص التبعات القانونية والمالية الناتجة عن هذا القرار.
أسباب القرار.. بين الضغوط المالية والأولويات الاستراتيجية
يرى محللون أن التخفيضات تأتي نتيجة ضغوط من البيت الأبيض، الذي يسعى إلى إعادة توجيه الموارد نحو مشاريع أكثر أولوية مثل تطوير الأسلحة الحديثة والذكاء الاصطناعي العسكري.
كما أن هناك رغبة في تقليل البيروقراطية داخل البنتاجون، حيث يعتبر أحد أكثر الوكالات الحكومية تعقيدًا من حيث الإجراءات والتكاليف التشغيلية. وبحسب تقارير، فإن الجيش الأمريكي يحاول تبسيط هيكل القوى العاملة ليكون أكثر كفاءة في مواجهة التحديات المستقبلية.
التداعيات المحتملة على الأمن القومي
رغم التأكيدات الرسمية بأن هذا الإجراء يهدف إلى تعزيز الأداء العسكري، إلا أن هناك مخاوف من أن تؤدي هذه التخفيضات إلى إضعاف القدرات اللوجستية والإدارية للبنتاجون.
مع تصاعد التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، وأوروبا، ومنطقة المحيط الهادئ، يتساءل الخبراء عن مدى تأثير فقدان هذا العدد الكبير من الموظفين على العمليات الدفاعية والاستخباراتية للولايات المتحدة.
ما التالي؟.. مستقبل موظفي البنتاجون
لم يحدد البنتاجون حتى الآن الإدارات أو البرامج التي ستتأثر بشكل مباشر، لكن من الواضح أن الآلاف من الأسر الأمريكية ستواجه صعوبات مالية نتيجة لهذه التخفيضات.
وبالنظر إلى أن إجمالي عدد الموظفين المدنيين في البنتاجون يصل إلى 750 ألف موظف، فإن تقليص 60 ألف وظيفة على المدى الطويل يمثل تحولًا كبيرًا في سياسات الموارد البشرية داخل وزارة الدفاع.
قرار البنتاجون بتسريح عشرات الآلاف من الموظفين يعكس تحولات كبيرة في الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية، حيث تحاول واشنطن إعادة ترتيب أولوياتها المالية والعسكرية. لكن في المقابل، يثير هذا القرار مخاوف واسعة حول تأثيره على الأمن القومي، خاصة في ظل التحديات العسكرية المتزايدة عالميًا.
ومع استمرار الضغوط السياسية، يبقى السؤال: هل ستنجح هذه الخطة في تعزيز كفاءة الجيش الأمريكي، أم أنها ستفتح الباب أمام أزمات داخلية جديدة؟