د. حامد بدر يكتب: الخلل داخل المجتمع الإسرائيلي.. فقدان الثقة في حكومة نتنياهو

مقالات الرأي

د. حامد بدر
د. حامد بدر

تصاعد الغضب داخل المجتمع الإسرائيلي تجاه حكومة بنيامين نتنياهو، وسط اتهامات مباشرة من عائلات الرهائن بفشل الحكومة في تأمين حياة ذويهم وإعادتهم سالمين. جاءت هذه الاتهامات عقب الإعلان عن استلام إسرائيل لجثث ثلاثة رهائن أطفال، بينما ظلت هوية جثة المرأة المرافقة لهم مجهولة، وهو ما زاد من حدة التوتر وأثار تساؤلات عن مدى كفاءة إدارة الأزمة.

عائلة "بيباس"، التي فقدت أفرادًا منها خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، عبّرت عن استيائها العلني من سياسات الحكومة، مؤكدةً أن نتنياهو "تخلى عنهم مرتين"، مرة أثناء الهجوم ومرة أخرى في محاولات إنقاذهم. ومع ازدياد الضغط الشعبي، يبدو أن فقدان الثقة في قيادة نتنياهو بلغ مستويات غير مسبوقة، مما يهدد مستقبل حكومته على الصعيدين الداخلي والدولي.

نتنياهو في مواجهة عائلات الرهائن

لم تكن تصريحات عائلة "بيباس" سوى جزء من موجة غضب أوسع تجتاح المجتمع الإسرائيلي، حيث ارتفعت أصوات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن الإخفاقات الأمنية والسياسية في التعامل مع ملف الأسرى. جاءت الاتهامات بشكل مباشر، إذ صرّحت عوفري بيباس، قريبة الرهائن، بأن نتنياهو لم يقدم حتى اعتذارًا عن فشله في استعادة أفراد العائلة أحياء، مؤكدةً أن الحكومة خذلتهم أكثر من مرة.

إضافةً إلى ذلك، منتدى عائلات الرهائن والمفقودين طالب الحكومة الإسرائيلية بالكشف تفاصيل عمليات التفاوض وإجراءات استعادة الأسرى، مشددًا على ضرورة تحمل القيادة الإسرائيلية مسؤولية ما حدث وعدم التستر على أي إخفاقات.

غموض حول جثث الرهائن.. أزمة جديدة لحكومة الاحتلال
أثار استلام إسرائيل لجثة مجهولة الهوية، ضمن الدفعة التي سلمتها حركة حماس، أزمة جديدة لحكومة نتنياهو. إذ أكدت إسرائيل هوية الطفلين "كفير وأرييل بيباس"، بالإضافة إلى "عوديد ليفشيتز"، إلا أنها نفت أن تكون الجثة الرابعة تعود لـ "شيري بيباس"، ما زاد الشكوك حول مدى دقة المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية بشأن مصير الرهائن.

حركة حماس، من جهتها، أوضحت أن جثمان "شيري بيباس" ربما اختلط مع أشلاء أخرى نتيجة قصف إسرائيلي على موقع احتجازها، وهو ما زاد من تعقيد المشهد وأثار تساؤلات حول جدوى العمليات العسكرية التي تنفذها تل أبيب في غزة، والتي يبدو أنها تضر بمصالح الإسرائيليين أكثر مما تحقق لهم الأمان.

ارتدادات سياسية.. هل تقترب نهاية نتنياهو؟

مع تصاعد الغضب الداخلي، تزداد الضغوط على نتنياهو من المعارضة الإسرائيلية وحتى من بعض أعضاء حكومته. فالانتقادات لم تعد مقتصرة على العائلات المتضررة فقط، بل امتدت إلى الساحة السياسية، حيث طالب قادة المعارضة بفتح تحقيق موسّع حول إدارة الحكومة لأزمة الرهائن.

المحللون يرون أن هذه الأزمة قد تكون القشة التي تقصم ظهر حكومة نتنياهو، خاصة مع التراجع الحاد في شعبيته، والاحتجاجات المستمرة ضد سياساته. إذ أن فقدان ثقة الشارع الإسرائيلي في قيادته الأمنية والعسكرية قد يؤدي إلى تحولات سياسية كبرى خلال الأشهر القادمة، وربما يصل الأمر إلى انتخابات مبكرة أو تشكيل حكومة جديدة أكثر قبولًا لدى الجمهور الإسرائيلي.

تعيش إسرائيل أزمة ثقة غير مسبوقة بين قيادتها وشعبها، في ظل الإخفاقات الأمنية والسياسية التي تكشفت خلال الأشهر الماضية. تصاعد الانتقادات لحكومة نتنياهو، وفقدان السيطرة على إدارة ملف الأسرى، يُنذر بأن الوضع الداخلي قد يتفاقم ليصل إلى اضطرابات سياسية حادة.

مع ازدياد الضغوط الدولية والاحتجاجات الداخلية، يبدو أن المجمع الإسرائيلي يعاني من خلل عميق في بنيته السياسية والأمنية، ما يجعل الأيام القادمة حاسمة لمستقبل نتنياهو وحكومته. فهل ستنجو حكومته من هذه العاصفة، أم أن الغضب الشعبي سيُجبره على التنحي؟

خيبات وراء خيبات

في محاول للتستُّر على خيبة حكومة الاحلال، رفض الكنيست الإسرائيلي، الأسبوع الفائت، مشروعًا لحجب الثقة عن حكومة بنيامين نتنياهو، في وقت زعم الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، أن إسرائيل لن تسمح بتسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة.

اليوم يرى العالم خيبة الصهيونية الكُبرى بعدما بدا، على مرأى ومسمع المتابعين مشهد تقبيل الأسير لرأ سأحد مقاتلي حماس في لحظات كانت سيرورتها على النفس كبلسم يشفي بعضًا من جروح ونفوس المكلومين والماكثين قهرًا يشاهدون..
ولا عزاء للمجرمين