سفاحو مصر.. تشابهات مروعة واختلافات صادمة بين جرائم المعمورة التجمع الجيزة والغربية

تقارير وحوارات

سفاح التجمع
سفاح التجمع

تتصدر قضايا السفاحين في مصر المشهد الجنائي، حيث شهدت البلاد جرائم بشعة هزت الرأي العام، كان آخرها جريمة سفاح المعمورة، الذي أعاد إلى الأذهان فظائع ارتكبها سفاحو الجيزة، التجمع، والغربية.

ورغم اختلاف التفاصيل، إلا أن هناك خيوطًا مشتركة تربط بين هذه القضايا، سواء في طرق الاستدراج، أو القتل، أو حتى الدوافع.

جرائم تهز الشارع المصري

تتواصل التحقيقات في قضية سفاح المعمورة، الذي يدعى نصر الدين السيد، محامٍ في الخمسينيات من عمره، والذي تورط في قتل ثلاثة أشخاص، بينهم زوجته السابقة، ودفن جثثهم داخل شقته. طريقة التنفيذ أعادت للأذهان جرائم سفاح الجيزة، قذافي فراج، الذي ارتكب جرائمه بين عامي 2015 و2018، وقتل أربعة أشخاص، بينهم زوجته وصديقه، ودفنهم في ممتلكاته.

أما في التجمع الخامس، فقد كانت الجريمة مختلفة بعض الشيء، حيث لجأ القاتل كريم محمد سليم، مدرس لغة إنجليزية، إلى استدراج ضحاياه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم قتلهم والتمثيل بجثثهم قبل التخلص منها في مناطق صحراوية. وعلى النقيض، تميز سفاح الغربية، عبد ربه موسى، بوحشية لا تقل عن سابقيه، إذ قتل خمس سيدات بطرق مختلفة، مدفوعًا بمزيج من الرغبة في الانتقام والاضطرابات النفسية.

أوجه التشابه بين السفاحين

تشير التحقيقات إلى أن جميع السفاحين الأربعة استهدفوا أشخاصًا مقربين منهم أو سهل استدراجهم. ففي الجيزة والمعمورة، كان الضحايا من الدائرة الشخصية للقاتل، بينما اعتمد سفاح التجمع على الإنترنت للإيقاع بضحاياه، وهو ما يعكس تطور أساليب الجريمة في العصر الرقمي.

كما اتسمت الجرائم بالتخطيط المسبق، حيث أعدّ القتلة أماكن خاصة لتنفيذ جرائمهم وإخفاء الجثث، وهو ما ظهر في حالات الدفن داخل المنازل أو التخلص من الجثث في أماكن نائية.

اختلافات في الدوافع والأساليب

رغم التشابه في وحشية الجرائم، إلا أن الدوافع اختلفت. ففي حين كان المال هو الدافع الأساسي لسفاحي الجيزة والغربية، بدت جرائم المعمورة والتجمع مدفوعة بعوامل نفسية وانتقامية.

أما في طرق التنفيذ، فقد لجأ بعض السفاحين إلى التسميم كما فعل قذافي فراج، بينما استخدم آخرون أساليب أكثر دموية مثل الطعن والخنق، كما هو الحال في جرائم المعمورة والتجمع.

الرعب مستمر.. والمجتمع في حالة ترقب

مع كل جريمة جديدة، تزداد المخاوف حول الأسباب التي تدفع بعض الأفراد إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة، مما يطرح تساؤلات حول دور العوامل النفسية، والاجتماعية، والتكنولوجيا الحديثة في انتشار مثل هذه الظواهر.

في ظل تكرار هذه الحوادث، يرى خبراء علم النفس الجنائي أن الجرائم الأخيرة تكشف عن أنماط جديدة للقتل تتطلب استراتيجيات أكثر تطورًا في مكافحتها، سواء عبر التشريعات، أو التوعية، أو تعزيز الرقابة الأمنية، حتى لا تتحول مثل هذه الجرائم إلى ظاهرة تهدد أمن المجتمع بأسره.