من يتحكم في أوروبا ويمنعها من مناصرة قضايا العرب؟

عربي ودولي

الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي - أرشيفية

أكد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة إيلي حاتم أن السياسة الأوروبية تظل خاضعة لجماعات الضغط، خاصة اللوبي الصهيوني، مما يمنعها من اتخاذ مواقف عادلة تجاه القضايا العربية.

وقال حاتم خلال حديثه في برنامج "قصارى القول" مع سلام مسافر على قناة "RT عربية": "كلامي هو ما صرح به الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، الذي عانى وشاهد ذلك بنفسه. فالموقف الأوروبي المتضامن مع إسرائيل، بالرغم من الإبادة الجماعية التي حدثت وما زالت تحدث ضد الشعب الفلسطيني وترحيله من أرضه في غزة، يعكس الخوف لدى الدول الأوروبية".

وأوضح حاتم أنه "في دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة في فرنسا، يُمنع الحديث عن وجود لوبي صهيوني أو لوبيات مرتبطة بإسرائيل. وبسبب ذلك، يتخوف السياسيون من اتخاذ قرارات ومواقف سياسية لصالح القضايا الوطنية في الدول العربية بطريقة تحترم القواعد والقوانين الدولية. أنا لا أقول إن على هذه الدول أن تتحيز للفلسطينيين ضد الإسرائيليين، ولكن ينبغي عليها أن تتخذ قرارات سياسية تتوافق مع ذلك".

وأضاف حاتم: "مثال آخر على الخوف الأوروبي من اللوبي الصهيوني هو النائب السابق في البرلمان الفرنسي جان ماري لوبان، الذي لم يصل في حياته إلى أي منصب رفيع رغم ترشحه للرئاسة، لأنه انتقد أفكار الصهيونية. وهو الشخص الوحيد الذي دافع عن غزة، وقال خلال الانتفاضة الأولى إن غزة تشبه سجنًا بسقف. كما شبه انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد احتلال أراضيهم بانتفاضة 'الجيتو' في فرنسا، واعتبر ذلك آنذاك زلزالًا في باريس".

وحول إمكانية عودة أوروبا إلى استيراد الغاز الروسي الرخيص بعد تصريحات ترامب بممارسة الضغوط الاقتصادية عليها، قال حاتم: "حتى الآن هي تصريحات سياسية، ولا توجد أعمال على الأرض. ولكن من المحتمل أن تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من إيقاف أو غلق خطوط الغاز، مما يستدعي من الدول الأوروبية البحث عن مصادر أخرى. على سبيل المثال، لدى إسبانيا وإيطاليا عقود مع الجزائر، ولكن فرنسا، للأسف، تتلاعب بها جماعات الضغط الصهيونية والأمريكية التي لا ترغب في وجود علاقة جيدة بين فرنسا والجزائر".

وتابع حاتم: "هناك من يسعى إلى تأجيج الأوضاع لإبعاد فرنسا عن علاقاتها التاريخية مع الجزائر، ومنعها من الحصول على الغاز الجزائري بأسعار أقل من تلك التي تدفعها حتى للولايات المتحدة الأمريكية. لذا، يجب على فرنسا وعلى جميع الدول الأوروبية أن تستفيق وتستيقظ على هذا المشروع، الذي تم، للأسف، في عهد الرئيس السابق بايدن، والذي دفع دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ مواقف تتعارض مع مصالحها".

وشدد حاتم على أنه بسبب هذه الهيمنة "تم فرض عقوبات على روسيا بحجة الاعتداء على أوكرانيا، بينما هذه الدول نفسها لم تتخذ أي إجراء أو تصريح واحد بشأن ما يحدث ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ولم تُفرض أي عقوبات على إسرائيل".

وتابع حاتم: "لذا يجب على دول الاتحاد الأوروبي مراجعة سياستها تجاه روسيا، واتخاذ مواقف محايدة من هذا الخلاف الذي كان بين الولايات المتحدة وروسيا فيما يتعلق بالأراضي الأوروبية، وقد تأثرت الدول الأوروبية بهذا الخلاف أكثر من تأثر واشنطن".