«فلسطين ولبنان وسوريا».. أبرز ما جاء في البيان المصري الإسباني

تقارير وحوارات

الرئيس السيسي وملك
الرئيس السيسي وملك إسبانيا - الفجر

 

 

في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الإسبانية مدريد، أصدرت مصر وإسبانيا بيانًا مشتركًا يؤكد التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي، ومعالجة القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

وجاء البيان في وقت تشهد فيه منطقة المتوسط والشرق الأوسط تحديات غير مسبوقة، مما يتطلب تنسيقًا أكبر بين الدول الفاعلة لتعزيز الأمن والاستقرار.

العلاقات الأورو متوسطية

أكد الطرفان التزامهما بدعم منطقة المتوسط لتكون منطقة سلام واستقرار وازدهار مشترك، وذلك قبل حلول الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة. واتفقا على تعزيز الشراكة الإقليمية من خلال التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والنقل والطاقة والهجرة والزراعة والمصايد السمكية والعدالة والأمن، إضافة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات.

عملية السلام في الشرق الأوسط

عبّر الجانبان عن قلقهما إزاء الصراعات القائمة في الشرق الأوسط، ورحّبا بوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، مشيدين بالدور المصري كوسيط وضامن للاتفاق. كما شددا على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار دائمًا، لضمان توزيع المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح باقي الرهائن.


وأكد البيان دعم السلطة الفلسطينية في توفير الخدمات الأساسية بقطاع غزة، تمهيدًا لإعادة الإعمار، ورفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين. كما دعا الطرفان المجتمع الدولي إلى المساهمة في مؤتمر إعادة الإعمار الذي ستستضيفه مصر، ودعم وكالة "الأونروا" باعتبارها دعامة أساسية للعمل الإنساني في غزة.

الأوضاع في لبنان وسوريا

دعت مصر وإسبانيا جميع الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتهم وفقًا لقرارات مجلس الأمن لضمان استقرار لبنان، مرحّبين بانتخاب الرئيس جوزيف عون وتعيين نواف سلام رئيسًا للوزراء. كما أكدا ضرورة تنفيذ القرار 1701، واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
أما فيما يتعلق بسوريا، شدد الطرفان على ضرورة الالتزام بالانتقال السياسي وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254، مع دعم الجهود الإنسانية وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين بشكل آمن وكريم، إضافة إلى التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب ومنع تحول سوريا إلى ملاذ آمن للجماعات المتطرفة.

الملف الليبي والأمن الإقليمي

رحّب الطرفان بجهود توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية في ليبيا، مشددين على ضرورة انسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة، ودعم تشكيل سلطة تنفيذية موحدة تمهيدًا لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة. كما أكدا أهمية التعاون في قضايا الأمن الغذائي والمائي، والاستقرار في منطقتي الساحل والقرن الأفريقي، وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر وحماية سلاسل الإمداد العالمية.

الأزمة السودانية والمساعدات الدولية

ثمنت إسبانيا المساعي المصرية لتحقيق الاستقرار في السودان، مؤكدة على ضرورة احترام وحدة وسلامة أراضيه، وإطلاق عملية سياسية شاملة بملكية وقيادة سودانية. كما دعا البيان الدول المانحة للوفاء بتعهداتها لدعم السودان ودول الجوار التي تستقبل اللاجئين، مشددًا على أهمية سد الفجوة التمويلية التي لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا للمساعدات الإنسانية.

في النهاية يعكس البيان المشترك بين مصر وإسبانيا توافق الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية، وحرص البلدين على تعزيز التعاون في مختلف المجالات لمواجهة التحديات المشتركة، في إطار التزامهما بتحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة.