الزواج في المسيحية: سر مقدس ورابطة أبدية

أقباط وكنائس

الزواج
الزواج

يُعد الزواج في المسيحية سرًا مقدسًا، يُمثل اتحادًا روحيًا وجسديًا بين الرجل والمرأة، ويعكس العلاقة بين المسيح والكنيسة. فهو ليس مجرد عقد اجتماعي، بل هو عهد إلهي يُباركه الله ويُؤسس على المحبة والاحترام والتضحية المتبادلة، يتم  الزواج أمام الله والكنيسة، وهو غير قابل للانفصال إلا في حالات استثنائية. وتؤكد الكنيسة أن الزواج يقوم على أسس الحب والتفاهم والتكامل بين الطرفين.

يشترط في الزواج المسيحي عدة أمور لضمان استمراريته، ومنها، يجب أن يكون الزواج قائمًا على إرادة الطرفين دون إجبار أو ضغوط، تُفضل الكنيسة أن يكون الطرفان من ذات العقيدة المسيحية لتجنب الاختلافات الروحية،  يركز التعليم المسيحي على قدسية الجسد وضرورة احترام العلاقة الزوجية، يُنظر إلى الزواج كمؤسسة لتكوين الأسرة، مما يجعل الإنجاب والتربية من مسؤولياته الأساسية.

فبعد عقد صلاة نص الاكليل تضع الكنيسة بعد الشروط والمتطلبات يجب اتباعها وتقدمها قبل حجز الاكليل " الزواج " وكتابة عقد الزواج  ألا يقل سن الطرفين عن 18 سنة لإتمام الزواج، من لم يبلغا سن الزواج يشترط موافقة الأهل وأولياء أمورهم على هذا وأن يكون الطرفين صالحين للزواج من الناحية من النفسية والجسدية والصحية، وموافقة الطرفين على الزواج، وتكوين أسرة، وليس من حق أحد الأطراف أن يحرم الأخر من الإنجاب، يتم على يد رجل دين مسيحي  مصرح له وفقا لطقوس كل طائفة.

كما ان وضعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية  شرطا إلزاميا قبل إتمام الزواج،والحصول على شهادة معتمدة من معهد المشورة التابع لكل كنيسة، وهذا شرطا اساسيا لتجنب المشاكل بعد الزواج، ويتمثل في حصول المقبلين على الزواج على كورسات المشورة الأسرية، وتعطى هذه الندوات على مدار 3 اشهر يحضر الخاطب وخطيبته 75% منها قبل إتمام الزواج، حتى يُسمح لهما بدخول الامتحان النهائي، والهدف العام منها هو اختيار شريك الحياة الصالح، وضمان حياة زوجية مستقرة، حسب تصريح لقداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أدلى به خلال إحدى عظاته الأسبوعية.

ففترة الخطوبة هي مدخل للزواج هدفها معرفة كلا الطرفين لبعض، لذلك تفطنت الكنيسة لفكرة المشورة قبل الزواج، وخصوصا فى عصر مليئ بالتحديات والانفتاح. فالكورسات توضيح المعايير والمقاييس للاختيار، من خلال طريقة التفكير، الاهتمامات بالأمور، الأسلوب الانفعالي،  القيم الاخلاقية والروحية ومدى موافقتها لكل طرف، بالإضافة إلى عوامل آخرى كالمستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي، كما أن الدورات تقوم على فن التعامل وكيفية القيام به واستقراء الطباع لمعرفة مدى مناسباتها وقبولها. 

أما على مستوى الكنيسة الإنجيلية فأكد القس رفعت فكري الأمين المشارك في مجلس كنائس الشرق الأوسط في تصريحات خاصة لـ«للفجر»، أن الكورسات ليست إلزاميَة داخل الكنيسة الإنجيلية كشرط أساسي للزواج.

بعد الانتهاء من جميع الاجراءات واكتمال الكورسات يقوم العريس بحجز الكنيسة المناسبة له حيث إن اكثر شيوعا بين المقبلين على الزواج اختبار اشهر الكنائس المعروفة والمشهورة ومطرانيات لاتمام طقوس سر الزيجة بها، فيسلتزم دفع المبلغ المحدد من قبل الكنيسة لعقد وحجز الاكليل الذى يتراوح اسعارها من 5000 جنية إلى اكثر من 10 الف جنيه وتشترط الكنيسة بالاضافة إلى مبلغ مالى كتأمين يسارد فى حالة الحفاظ على الكنيسة والالتزام بالمعاد المحدد عقب انتهاء مراسم الاكليل.

وكل ما سبق ليس فقط جميع مصاريف الفرح يوجد ايضا تزين الكنيسة بالورود إذا كان صناعى أو طبيعى وعمل كوشة الفرح  بالانوار والتل والورود الذى يترواح اسعارها من2000 الف جنيه إلى 20000 الف جنية حسب كل ديكور، وتصوير فيديو لتسجيل كل طقوس ومراسم الاكليل والتصوير الفوتغرافي الذى يترواح اسعاره من 5000 حتى 15000.، وكل هذا بجانب فستان الزفاف والكوافير والميكب وسيارة الزفاف، بمعنى أن أقل تكلفة لاتمام صلاة الاكليل بداخل الكنيسة تتطلب مصاريف تتراوح ما بين 15000 إلى 20000 جنية.

وتؤمن الكنائس المسيحية بأن الزواج هو أحد الأسرار المقدسة السبعة، حيث يُمنح العروسان نعمة إلهية تساعدهما على تحمل أعباء الحياة الزوجية. ويتم الزواج خلال قداس كنسي يتضمن صلوات مباركة ووضع الأكاليل، تعبيرًا عن أن الزوجين أصبحا "ملكين" في حياتهما المشتركة.

في معظم الطوائف المسيحية، يُعتبر الزواج غير قابل للانفصال، إلا في حالات نادرة مثل الزنا أو الهجر غير المبرر. كما تُشجع الكنيسة على المصالحة والتسامح، وتقديم المشورة الزوجية لحل أي خلافات قبل التفكير في الانفصال.و يمثل الزواج المسيحي دعامة أساسية للمجتمع، حيث يسهم في بناء أسر قوية تقوم على الحب والتفاهم والتربية الصالحة للأجيال القادمة. كما أنه يشكل نموذجًا للعلاقات الصحية التي تحترم كرامة الإنسان وتقدس الالتزام الأسري.