تعرف على تاريخ العلاقات المصرية الإسبانية

تقارير وحوارات

مصر وإسبانيا
مصر وإسبانيا

 

 

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الإسبانية مدريد، في زيارة رسمية إلى مملكة إسبانيا، حيث يجري خلالها مباحثات مكثفة مع القيادة الإسبانية، تشمل لقاءات مع ملك إسبانيا فيليبي السادس، ورئيس الوزراء بيدرو سانشيز، ومسؤولي كبرى الشركات الإسبانية.

تعاون استراتيجي واتفاقيات جديدة

تتضمن الزيارة توقيع اتفاقية ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إضافة إلى توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الاقتصاد، النقل، الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، بما يعكس متانة العلاقات بين البلدين والتطلعات نحو تعاون أوسع في المرحلة المقبلة.

ملف فلسطين على طاولة المباحثات

تحظى القضية الفلسطينية بأولوية كبيرة خلال الزيارة، حيث يتقاطع الموقفان المصري والإسباني في رفض مخططات تهجير سكان غزة قسرًا.

وأشارت تقارير صحفية إسبانية، مثل صحيفة "الموندو"، إلى أن مصر تقود حملة دبلوماسية مكثفة ضد خطة تهجير الفلسطينيين، التي يدعمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. كما تعمل القاهرة على خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، دون إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم.


تاريخ العلاقات المصرية الإسبانية

 

بدأت الروابط بين مصر وإسبانيا منذ العصور القديمة، حيث كانت كلا الدولتين جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، مما ساهم في تعزيز التبادل التجاري والثقافي.

ومع الفتح الإسلامي للأندلس في القرن الثامن الميلادي، ازدادت أوجه التقارب، حيث تأثرت الحضارة الإسبانية بالثقافة الإسلامية التي كان لمصر دور بارز فيها، خاصة في العلوم والفنون والعمارة.

 

العلاقات في العصور الحديثة

 

شهد القرن التاسع عشر بداية العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، حيث سعى محمد علي باشا إلى توثيق علاقات مصر مع الدول الأوروبية، بما في ذلك إسبانيا. وفي القرن العشرين، بعد استقلال مصر، تعززت الروابط بين الجانبين، خاصة في المجالات التجارية والاستثمارية، مما جعل إسبانيا شريكًا اقتصاديًا مهمًا للقاهرة.

 

تعاون ثقافي وحضاري

 

العلاقات الثقافية بين مصر وإسبانيا كانت ولا تزال قوية، إذ لعبت الحضارة العربية الإسلامية دورًا بارزًا في تشكيل هوية الأندلس، فيما ظلت الدراسات العربية والإسلامية تحظى باهتمام واسع في الجامعات الإسبانية. كما شهدت السنوات الأخيرة تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية لتعزيز التبادل بين البلدين.

 


تنسيق سياسي ودبلوماسي

 

على الصعيد السياسي، تتميز العلاقات المصرية الإسبانية بالقوة والاستقرار، حيث يتعاون البلدان في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خاصة تلك المتعلقة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

 

 

علاقات اقتصادية متنامية

شهدت العلاقات التجارية بين مصر وإسبانيا تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 3.1 مليار دولار عام 2024.

وتعد الطاقة المتجددة، النقل، والسياحة من أبرز مجالات التعاون، حيث تلعب الشركات الإسبانية دورًا رئيسيًا في تطوير البنية التحتية المصرية، بما في ذلك مشاريع السكك الحديدية والمترو.

شراكة في قطاع النقل والطاقة

تعد إسبانيا شريكًا استراتيجيًا لمصر في قطاع النقل، حيث تشارك شركة تالجو في توريد 7 قطارات فاخرة، إضافة إلى مشروع تحديث نظم الإشارات على خط أسيوط – نجع حمادي. كما تعمل شركات إسبانية على إعادة تأهيل وصيانة قطارات مترو الأنفاق.

وفي قطاع الطاقة، تتماشى استراتيجية مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة مع التوجه الإسباني لدعم مصادر الطاقة النظيفة، ما يعزز التعاون بين البلدين في مشاريع الطاقة المتجددة.

إشادات إسبانية بالدور المصري

أبرزت الصحف الإسبانية، مثل "الديباتي"، أهمية الزيارة، مشيرة إلى أن ملك إسبانيا سيقيم مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس السيسي، فيما أكدت صحيفة "الموندو" على الدور القيادي لمصر في حل الأزمة الفلسطينية، وموقفها الثابت في رفض أي محاولات لفرض واقع جديد على الفلسطينيين.

آفاق جديدة للتعاون

تمثل زيارة الرئيس السيسي إلى إسبانيا خطوة جديدة نحو تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات، بما يرسخ العلاقات المصرية الإسبانية كأحد النماذج الناجحة في العلاقات الدولية.