تحولات دبلوماسية تبشر بمستقبل مشترك.. روسيا تعيد فتح قنوات الحوار مع أوكرانيا

في تحول دبلوماسي قد يسهم في إحداث انفراجة للأزمة المستمرة منذ سنوات، أدلت الرئاسة الروسية اليوم بتصريحات إيجابية تتعلق بالصراع الأوكراني، مما أثار تساؤلات حول إمكانية استئناف المفاوضات بين موسكو وكييف.
فقد أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للتفاوض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "إذا لزم الأمر"، رغم أن موسكو تواصل التشكيك في شرعية الأخير كرئيس لأوكرانيا.
إشارات متجددة للمفاوضات
منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، كانت المفاوضات بين الطرفين شبه مستحيلة، حيث كان الرئيس بوتين يرفض التفاوض مع زيلينسكي بشكل قاطع، بل كان يشترط أن يتم تمثيل كييف من قبل مسؤولين آخرين.
إلا أن تصريحات اليوم تبعث برسالة مغايرة، إذ أشار بيسكوف إلى استعداد بوتين للجلوس مع زيلينسكي بشرط تحديد إطار قانوني يناسب الطرفين، وهي مسألة يبدو أن موسكو تعتبرها حساسة للغاية في ظل الغموض المحيط بشرعية الحكومة الأوكرانية.
وفي سياق متصل، جدد بيسكوف التأكيد على أن روسيا تعترف بحق أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تُعارض بشدة انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرًا إلى أن هذه المسألة تتعلق بالقضايا الأمنية، التي يجب أخذها في الاعتبار بشكل شامل للوصول إلى حل دائم.
مكان اللقاء المرتقب بين القوى الكبرى
على جانب آخر، تمثل محادثات الرياض التي بدأها كبار المسؤولين الروس والأمريكيين هذا الأسبوع نقطة تحول في العلاقات بين موسكو وواشنطن، بعد انقطاع دام لثلاث سنوات بسبب الحرب في أوكرانيا.
ويُنظر إلى هذا الاجتماع على أنه تمهيد لقمة محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث يتوقع أن يكون الملف الأوكراني على رأس القضايا المطروحة.
ويُظهر اللقاء في الرياض، الذي يُعقد في إطار مساعي المملكة العربية السعودية لتعزيز الأمن والسلم العالميين، الاهتمام المتزايد من قبل الأطراف الدولية للتوصل إلى حل سياسي.
بينما يبقى المراقبون في ترقب لتطورات هذا الحوار، حيث يُعتبر الاجتماع خطوة أولى في إعادة ترتيب الأوراق الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
هل تُسهم هذه المباحثات في إنهاء الصراع؟
فيما يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه المباحثات ستؤدي إلى نتائج ملموسة، إلا أن تصاعد وتيرة الدبلوماسية بين القوى الكبرى يشير إلى أن احتمالية الوصول إلى حل سياسي قد تكون أقرب من أي وقت مضى.
وفي ضوء التصريحات الروسية الأخيرة، يبدو أن موسكو تفتح بابًا موصدًا قد يؤدي إلى إعادة ترتيب الأوراق ليس فقط في أوكرانيا، بل في العلاقات الدولية على نطاق أوسع.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التحولات تزامنت مع الذكرى الثالثة لبدء الحرب في أوكرانيا، وهو ما يجعلها نقطة فارقة في مسار الأزمة، التي لطالما شهدت تعقيدات سياسية وعسكرية في المنطقة.