مخاوف ألمانية من "ديبسيك".. مقابل طموحات إماراتية لإطلاق نماذج ذكاء اصطناعي مستوحاة منه

تخوفت سلطات الأمن السيبراني بألمانيا، بشأن نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديبسيك"، تتعلق بالعديد من النقاط، كالتخزين واسع النطاق لبيانات المستخدم، والتلاعب المحتمل بالتطبيق لأغراض إجرامية، ومدى قدرة أجهزة التجسس والمراقبة على الوصول إلى كامل بيانات المستخدم.
وتشير "ديبسيك" في سياسة الخصوصية الخاصة بها إلى أنه يتم تسجيل "أنماط أو إيقاعات ضغطات المفاتيح"، وقالت متحدثة باسم المكتب الاتحادي الألماني لأمن تكنولوجيا المعلومات ردًا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية، إنه باستخدام مثل هذه الأنماط، يمكن جمع معلومات عن بيانات المستخدم والتعرف على هويته الرقمية بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
"ديبسيك" ملزم بموجب القانون الصيني بتخزين جميع البيانات في الصين، وفي الوقت نفسه يلزم قانون الاستخبارات الصيني السكان والمنظمات، بالتعاون مع السلطات الأمنية، ويفسر العديد من مراقبي الصين هذا البند الشامل على أنه يمنح أجهزة التجسس الحق في الوصول لجميع البيانات المخزنة في الصين.
ويقوم مفوض حماية البيانات في ولاية راينلاند - بفالتس الألمانية حاليًا بالإعداد لإجراء مراجعة لـ "ديبسيك".. وقالت متحدثة باسم المفوض: "من المرجح أن تتحرك عدة سلطات إشرافية بالتوازي لحماية البيانات في ألمانيا".
ووفقًا للائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي، يجب على الشركة التي ليس لها منشأة في الاتحاد الأوروبي تعيين ممثل قانوني واحد على الأقل في الاتحاد، وهو ما لم تفعله "ديبسيك" حتى الآن.
أما في الإمارات.. فتخطط السلطات لإطلاق نماذج ذكاء اصطناعي جديدة مستوحاة من "ديبسيك"، إذ قال لوكالة فرانس برس الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة فيصل البناي، إن تحدّي "ديبسيك" لشركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة أظهر بأن المجال مفتوح على مصراعيه في السباق نحو الهيمنة على الذكاء الاصطناعي، كونه عالي الأداء ومنخفض التكلفة.
وكانت الإمارات قد أطلقت في العام 2023 "فالكون"، بوصفه نموذجًا لغويًّا مفتوحًا سُمي تيمّنًا بطائر الصقر الذي قورن بشكل إيجابي مع رواد هذه الصناعة، مما جعل الإماراتيين يعتقدون أن ما حدث مع "ديبسيك" يشكل دليلًا على أن الفرق والدول الرشيقة يمكنها التحرك بسرعة ويمكنها إحداث تأثير.
وإلى جانب "فالكون"، طوّرت الإمارات نموذج "جيس"، وهو روبوت محادثة بالذكاء الاصطناعي يستخدم اللغة العربية، وتعهدت بتخصيص عشرات المليارات من الدولارات في الأسابيع الأخيرة لبناء مراكز بيانات في فرنسا والولايات المتحدة، مما يمكن أن يجعلها لاعبًا جادًا في مجال الذكاء الاصطناعي