وزير النقل: طريق جديد يربط مصر وليبيا وتشاد

أخبار مصر

بوابة الفجر

أكد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، أن مشروعات البنية التحتية تلعب دورًا محوريًا في تحقيق الربط الإقليمي والقاري، وهو ما يساهم في تسهيل التجارة البينية وتعزيز الاستثمار المشترك بين الدول الإفريقية.

وأوضح أن مصر تولي اهتمامًا بالغًا بمثل هذه المشروعات التي تعزز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول، مما يحقق التنمية المستدامة ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة.

وأشار الوزير إلى أن مشروع طريق الربط البري بين مصر وليبيا وتشاد يمثل محورًا أساسيًا للتكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث، حيث سيكون بمثابة شريان رئيسي للتنمية والتجارة البينية، وسيسهم في تحويل تشاد إلى مركز تجاري استراتيجي يربط بين البحر الأحمر والمحيط الأطلسي.

تفاصيل المشروع وتقسيم مراحله

أوضح الوزير أن الطريق ينقسم إلى ثلاثة قطاعات رئيسية، تشمل:

القطاع الأول: داخل الأراضي المصرية، ويمتد على مسافة 400 كيلومتر، حيث يجري حاليًا تنفيذ الطريق في هذه المرحلة من شرق العوينات وحتى منفذ الكفرة، وذلك بواسطة الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية.

القطاع الثاني: داخل الأراضي الليبية، بطول 390 كيلومترًا، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة المقاولون العرب والحكومة الليبية للبدء في أعمال الدراسات المساحية والبيئية وأعمال التصميم المبدئي للطريق، والذي سيربط بين منطقة الكفرة جنوب شرق ليبيا على الحدود المصرية، ويمتد داخل الأراضي الليبية حتى يصل إلى الحدود التشادية.

القطاع الثالث: داخل الأراضي التشادية، ويبلغ طوله 930 كيلومترًا، ويمتد من الحدود الليبية التشادية مرورًا بمدينة أم الجرس وصولًا إلى مدينة إبشا.

وقد قامت شركة المقاولون العرب بتوقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة التشادية للشروع في أعمال الدراسات المساحية والبيئية والتصميم المبدئي لهذا القطاع. كما تم توقيع عقود تنفيذ الطريق بين الحكومة التشادية والشركة، حيث يجري حاليًا إعداد الدراسات التفصيلية الخاصة بالمشروع لضمان تنفيذه وفقًا لأحدث المعايير الهندسية.

أهمية المشروع وانعكاساته الإيجابية

أكد الفريق كامل الوزير أن تنفيذ هذا المشروع الطموح يأتي في إطار حرص مصر على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الإفريقية، مشيرًا إلى أن الطريق سيساهم بشكل كبير في تسهيل حركة التجارة، وتعزيز التواصل بين شعوب المنطقة، وخلق فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى معيشة المواطنين في الدول الثلاث.

كما أوضح أن المشروع سيشكل محورًا استراتيجيًا يربط بين دول شمال ووسط إفريقيا، مما سيمكن الدول من الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية والصناعية، بالإضافة إلى تحسين كفاءة النقل البري وتسهيل حركة السلع والبضائع بين مصر وليبيا وتشاد.

وشدد الوزير على أن الحكومة المصرية عازمة على إزالة أي عقبات قد تعترض تنفيذ المشروع، مؤكدًا أن الطريق لن يكون مجرد ممر للنقل، بل سيكون نقطة تحول اقتصادية تسهم في تحقيق التنمية الشاملة في المنطقة.

تعاون مشترك ورؤية مستقبلية

أشار الوزير إلى أن المشروع يعكس رؤية الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، التي أكدها خلال مباحثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث شدد الرئيس ديبي على أن التحديات الكبرى تتطلب أفكارًا وحلولًا جديدة للتغلب عليها، وهو ما يتجسد في مشروع طريق الربط البري، الذي يعتبر خطوة رئيسية نحو تعزيز الترابط الاقتصادي بين دول القارة الإفريقية.

شكر وتقدير للقيادة التشادية

في ختام حديثه، أعرب الوزير عن تقديره العميق للرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، وللحكومة والشعب التشادي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا أن مصر ستظل دائمًا داعمًا وشريكًا أساسيًا لتشاد في مسيرتها نحو التنمية والتقدم والازدهار.