صومعة حسان.. صُممت لتكون رمز الفن المعماري المغربي الأندلسي بقلب الرباط

داخل العاصمة المغربية الرباط، وعلى مقربة من ضريح الملك الراحل محمد الخامس، تقع صومعة حسان، التي تعد واحدة من أبرز المعالم التاريخية بالمنطقة، حيث تجسد تاريخ الدولة الموحدية وتعتبر رمزًا للفن المعماري المغربي الأندلسي.
وتقع الصومعة على رابية تطل على مدينة سلا ونهر أبي رقراق، وقد شيدت في عهد السلطان يعقوب المنصور الموحدي، فقد بدأت أعمال بنائها في عام 1197، كجزء من مشروع مسجد كبير أراد السلطان أن يكون من أكبر المساجد في عصره.
ومع ذلك، لم يكتمل بناء المسجد قبل وفاة السلطان عام 1199، مما جعل الصومعة وحدها تظل شاهدة على هذا المشروع الطموح.
تتميز الصومعة بتصميمها الفريد الذي يجمع بين الطراز المعماري المغربي الأندلسي. يبلغ ارتفاعها 44 مترًا، وكان من المفترض أن يصل ارتفاعها إلى 80 مترًا.
وتحتوي الصومعة على ست غرف داخلية تصلها سلم داخلي ملتو، مما يسهل الوصول إلى الجزء العلوي.
وتعتبر صومعة حسان رمزًا للتراث الثقافي المغربي، حيث تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. وقد أدرجت منظمة اليونسكو الموقع ضمن قائمة التراث العالمي، مما يعكس أهميتها التاريخية والمعمارية.
تعرضت الصومعة، لزلزال عام 1755، الذي ألحق أضرارًا جسيمة بالمسجد الذي كان من المقرر أن يكتمل، ولكن الصومعة بقيت صامدة، وقد أُعيد إحياء المنطقة المحيطة بالصومعة عام 1961 عندما قرر الملك الحسن الثاني بناء ضريح لوالده محمد الخامس بالقرب منها.
وتظل صومعة حسان رمزًا للفخر الوطني والتاريخ المغربي، حيث تمثل جزءًا من الهوية الثقافية للبلاد، من خلال تصميمها الفريد وتاريخها الغني، تستمر الصومعة في جذب الزوار وتذكيرهم بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي.