بعد لقاء اليوم.. تاريخ العلاقات بين مصر وغينيا الاستوائية

تقارير وحوارات

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الغيني أوبيانج نجيما- الفجر

 


استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، أوبيانج نجيما، على هامش فعاليات معرض مصر الدولي للطاقة "إيجبس 2025".

وأكد الرئيسان، خلال اللقاء، على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. كما شدد الرئيس السيسي على استعداد مصر الكامل لدعم جهود التنمية في غينيا الاستوائية، في إطار التزام مصر العميق بمساندة الدول الأفريقية وتعزيز التعاون بين شعوب القارة.

وتناول اللقاء أيضًا الأوضاع المتعلقة بالأمن والسلام في القارة الأفريقية، حيث بحث الرئيسان سبل تحقيق الاستقرار وتعزيز آليات العمل داخل الاتحاد الأفريقي، بما يساهم في تعزيز التكامل الأفريقي ودعم البرامج المشتركة.

واتفق الطرفان على ضرورة تعزيز التنسيق والعمل المشترك لحماية مصالح القارة في المحافل الدولية.

 

تاريخ العلاقات بين مصر وغينيا الاستوائية

 

تمتد العلاقات بين مصر وغينيا الاستوائية لعدة عقود، حيث بدأت بعد استقلال غينيا الاستوائية عن إسبانيا في عام 1968. كانت مصر من بين أولى الدول التي اعترفت بغينيا الاستوائية ودعمت استقلالها، مما يعكس التزام مصر الراسخ بدعم استقلال الدول الأفريقية وتعزيز الوحدة الأفريقية. ومنذ تلك الفترة، عملت مصر على تعزيز العلاقات مع غينيا الاستوائية في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

على الصعيد السياسي، تتمتع مصر وغينيا الاستوائية بعلاقات قوية في إطار الاتحاد الأفريقي، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز السلام والاستقرار في القارة السمراء. لقد قدمت مصر دعمًا كبيرًا لغينيا الاستوائية في المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، في العديد من القضايا المتعلقة بالتنمية والأمن القومي.

كما تتعاون الدولتان في المبادرات الأفريقية المشتركة، مثل "أجندة إفريقيا 2063"، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكامل القاري.

في مجال التعاون الاقتصادي، تتركز العلاقات بين مصر وغينيا الاستوائية على عدد من المجالات الحيوية مثل التجارة والاستثمار. تمتلك مصر خبرات واسعة في قطاعات البنية التحتية والطاقة، مما يتيح لها تقديم الدعم الفني والاستثماري لغينيا الاستوائية، التي تعد دولة منتجة للنفط.

وهناك فرص كبيرة لتعزيز التعاون في مجالات أخرى مثل الطاقة المتجددة والزراعة، حيث يمكن لمصر أن تسهم بخبراتها في مجالات مثل إدارة الموارد المائية والري، التي تعتبر أساسية بالنسبة للتنمية المستدامة في غينيا الاستوائية.

أما على الصعيد الثقافي، فإن العلاقات بين البلدين تشهد تعزيزًا ملحوظًا من خلال التبادل التعليمي والثقافي. تقدم مصر منحًا دراسية للطلاب من غينيا الاستوائية في الجامعات المصرية، ولا سيما في مجالات الطب والهندسة والعلوم الإنسانية، مما يساهم في بناء الكوادر البشرية في غينيا الاستوائية.

وعلاوة على ذلك، يتم تعزيز العلاقات الثقافية بين الشعبين من خلال الفعاليات الثقافية والفنية، بما في ذلك الأفلام والموسيقى، مما يسهم في تعزيز التفاهم المتبادل بين البلدين.

لقد شهدت العلاقات بين البلدين بعض الزيارات الرسمية المتبادلة بين المسؤولين على مدار السنين، وهو ما ساعد على تعزيز التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة وهذه الزيارات ساهمت في توطيد العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك.

رغم أن العلاقات بين مصر وغينيا الاستوائية تتمتع بمستوى جيد من التعاون، إلا أنه لا يزال هناك مجال كبير لتعزيز هذه العلاقات ويمكن أن يكون للتعاون في مجالات الزراعة والطاقة المتجددة تأثير إيجابي على اقتصادات البلدين بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز التبادل التجاري والاستثماري من شأنه أن يعود بالفائدة على كلا الجانبين.

في النهاية تبقى العلاقات بين مصر وغينيا الاستوائية علاقات متينة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ومع وجود العديد من الفرص لتعزيز هذه العلاقات، فإن هناك آفاقًا واسعة للتعاون في المستقبل، خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.