زيادات ملحوظة واستعدادات مبكرة.. أسعار ياميش رمضان 2025

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تبدأ الأسواق المصرية في الاستعداد لاستقبال الموسم الأهم خلال العام، حيث يتجه المواطنون إلى شراء مستلزماتهم من السلع الرمضانية، وعلى رأسها "الياميش" الذي يُعد مكونًا أساسيًا على موائد الإفطار والسحور. إلا أن ارتفاع الأسعار هذا العام يثير تساؤلات حول مدى قدرة الأسر المصرية على تلبية احتياجاتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ارتفاع ملحوظ في أسعار الياميش بسبب عوامل اقتصادية
شهدت أسعار ياميش رمضان 2025 زيادات ملحوظة مقارنة بالعام الماضي، وهو ما أرجعه التجار إلى عدة أسباب، أبرزها ارتفاع تكاليف الاستيراد، وزيادة أسعار صرف العملات الأجنبية، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة النقل والتخزين.

التجار يكشفون أسباب الغلاء
في جولة بأسواق الجيزة، تحدثنا مع السيد مهنا، أحد التجار المتخصصين في بيع الياميش والمكسرات، الذي أكد أن الأسعار شهدت زيادة ملحوظة بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والجمارك، فضلًا عن تراجع المعروض من بعض المنتجات المستوردة.

وأضاف مهنا: "المكسرات المستوردة مثل اللوز، البندق، عين الجمل، والفستق تأثرت بشكل مباشر بارتفاع الدولار، ما جعلها تصل للمستهلك بسعر أعلى هذا العام". كما أوضح أن بعض المنتجات المحلية مثل التمر والزبيب شهدت أيضًا ارتفاعًا، لكن بشكل أقل مقارنة بالمكسرات المستوردة.

أسعار ياميش رمضان 2025 في الأسواق المصرية
تشهد أسعار ياميش رمضان 2025 تفاوتًا ملحوظًا وفقًا لنوع المنتج وجودته، حيث ارتفعت الأسعار مقارنة بالعام الماضي نتيجة لزيادة تكاليف الاستيراد وأسعار الصرف. وتعد المكسرات المستوردة مثل عين الجمل واللوز من بين الأصناف الأكثر تأثرًا، إذ وصل سعر الكيلوغرام الواحد من عين الجمل إلى 520 جنيهًا، بينما بلغ سعر اللوز 260 جنيهًا. كما شهدت الفواكه المجففة مثل القرصيا والزبيب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغ سعر القرصيا 265 جنيهًا والزبيب 210 جنيهات للكيلو.

أما المنتجات المحلية مثل البلح، فقد جاءت بأسعار متفاوتة تتراوح بين 35 و55 جنيهًا للكيلو حسب النوع والجودة، في حين بلغ سعر جوز الهند 200 جنيه للكيلو. ويعزو التجار هذه الزيادات إلى ارتفاع تكاليف النقل والجمارك، ما جعل العديد من الأسر تعيد النظر في كميات الشراء أو تبحث عن بدائل أرخص تتناسب مع ميزانياتها خلال الشهر الكريم.

تأثير ارتفاع الأسعار.. وردود أفعال المستهلكين

مع ارتفاع أسعار الياميش بشكل ملحوظ هذا العام، بات الكثيرون يعيدون النظر في مشترياتهم استعدادًا لشهر رمضان. أصبح الاتجاه العام يتمثل في تقليل الكميات المعتادة أو البحث عن بدائل أقل تكلفة، حيث يفضل البعض التركيز على السلع الأساسية بدلًا من إنفاق ميزانياتهم على المنتجات المرتفعة الثمن. هذا التغير في الأولويات قد يؤثر على حجم الطلب على بعض الأصناف الفاخرة التي كانت جزءًا أساسيًا من الموائد الرمضانية في السنوات الماضية.

من بين المتأثرين بهذه الزيادات، هناك من قرر التكيف مع الأوضاع عبر خفض الكميات التي اعتاد شراؤها، مفضلًا الاكتفاء بما هو ضروري فقط لتلبية احتياجات الأسرة. بينما كان في السابق يحرص العديد على شراء كميات كبيرة من الياميش قبل حلول رمضان، فإن الظروف الاقتصادية الحالية دفعت البعض إلى إعادة تقييم الإنفاق، حيث أصبح التركيز على الاحتياجات الأساسية بدلًا من المنتجات المكلفة التي يمكن الاستغناء عنها.

التقسيط نظام جديد يغزو السوق.. أم دحض حاجة؟

على الجانب الآخر، يحاول البعض إيجاد حلول أخرى للتغلب على ارتفاع الأسعار، مثل اللجوء إلى أنظمة التقسيط التي تتيحها بعض المتاجر أو انتظار العروض والتخفيضات قبل اتخاذ قرار الشراء. بالنسبة للكثيرين، لم يعد الياميش من الأساسيات كما كان في السابق، بل أصبح من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها ببدائل أرخص تتناسب مع الإمكانيات المادية المتاحة.

جهود التجار لتخفيف العبء عن المواطنين

لمواجهة هذا الارتفاع، يحاول بعض التجار تقديم عروض وتخفيضات على بعض الأصناف، كما توفر بعض السلاسل التجارية الكبرى أنظمة التقسيط لتسهيل الشراء على المواطنين.

يسعى بعض أصحاب المتاجر قدر الإمكان تقديم عروض مخفضة لعملائنا، ونوفر عبوات بأحجام مختلفة تناسب جميع الفئات، حتى يتمكن الجميع من شراء احتياجاتهم وفقًا لميزانياتهم".

بدائل أرخص لياميش رمضان
في ظل ارتفاع الأسعار، بدأ بعض المواطنين في البحث عن بدائل محلية أو أقل تكلفة، حيث أصبح هناك إقبال متزايد على:

التمر كبديل عن المكسرات باهظة الثمن
الزبيب المصري بدلًا من الزبيب المستورد
الفول السوداني كخيار أقل تكلفة مقارنة باللوز وعين الجمل
التين المجفف كبديل عن القرصيا والمشمشية المرتفعة الثمن
توقعات الأسواق خلال الأسابيع المقبلة
مع استمرار ارتفاع الطلب على الياميش خلال الأسابيع القادمة، يتوقع التجار أن تشهد الأسعار مزيدًا من الارتفاع مع اقتراب رمضان، خاصة مع تزايد الإقبال في الأيام الأخيرة من شهر شعبان.

ومع ذلك، يأمل المواطنون في تدخل الحكومة لتوفير بدائل بأسعار مناسبة، سواء من خلال منافذ البيع التابعة لوزارة التموين أو عبر تقديم تخفيضات من خلال المبادرات المجتمعية والجمعيات الخيرية.

كيف يستعد المصريون لرمضان رغم الغلاء؟
على الرغم من ارتفاع الأسعار، يظل شهر رمضان موسمًا خاصًا يحرص المصريون على الاحتفال به بطرقهم المعتادة، سواء بشراء الياميش أو تجهيز موائد الإفطار والسحور. وبينما يحاول البعض تقليل الإنفاق، يستمر آخرون في البحث عن حلول وبدائل تناسب ميزانياتهم، في انتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة من تطورات في الأسواق.