سياسة ترامب.. عودة لروح الإمبراطورية القديمة في مواجهة تحديات جيوسياسية جديدة

تقارير وحوارات

ترامب
ترامب

 


في عالم السياسة الدولية، يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمفهوم جديد لعلاقات الولايات المتحدة مع بقية دول العالم، حيث يسعى إلى إعادة بناء النفوذ الأمريكي، متجاهلًا تمامًا تأثير سياساته على الشعوب الضعيفة التي تُعتبر بيادق في لعبة الشطرنج الجيوسياسية.

يظهر هذا النهج في سياساته الخارجية التي تُعيد إحياء أسلوب الإمبريالية القديمة، والتي تعتمد على القوة والصفقات المباشرة دون النظر إلى العواقب الإنسانية أو الأمنية.

استعمار حديث بمعايير قديمة

يشير العديد من الخبراء إلى أن سياسة ترامب في التعامل مع قضايا السياسة الخارجية تعكس العودة إلى أسلوب الإمبريالية القديمة، حيث يسعى إلى فرض واقع سياسي جديد على الأطراف المتضررة، مثل الفلسطينيين والأفغان والغرينلانديين والبنميين، دون الأخذ في الاعتبار آلامهم أو مصالحهم.

هذه السياسات تُظهر انشغال ترامب الأساسي بالمصالح الاقتصادية الأمريكية على حساب الاستقرار الأمني في المناطق المتأثرة.

الأمن والاستقرار في خطر

تحذر الصحف العالمية من أن سياسات ترامب قد تفتح الباب لصراعات جديدة في مناطق مختلفة من العالم، مع تحميل الشعوب عبء هذه السياسات، مما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي بشكل أكبر.

فعلى الرغم من ذلك، تبقى الأسئلة قائمة: هل يمكن للولايات المتحدة فعلًا إعادة تشكيل العالم دون أن تستمع إلى الأصوات الضعيفة في طاولة المفاوضات؟.

الصفقات المشبوهة

يعتبر العديد من المحللين أن السياسة الخارجية لترامب تقوم على عقد صفقات سريعة، تتجاهل فيها المصالح المحلية للمتأثرين.

فعلى سبيل المثال، اقترح ترامب نقل الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر، وفي وقت لاحق، اقتراحات مماثلة حول قضايا أخرى مثل بنما وغرينلاند.

تلك السياسات تشير إلى نهج يعتمد على فرض القرارات السريعة، بعيدًا عن التشاور أو الحوار مع الأطراف المتأثرة.

علاقات مع الخصوم

يبدو ترامب في سياسته الخارجية أكثر راحة في التعامل مع الخصوم على حساب الحلفاء التقليديين، وهذا يتجلى في مفاوضاته مع روسيا وإيران، بالإضافة إلى سياسته تجاه بنما وغرينلاند، وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل التحالفات الأمريكية في ظل هذه الدبلوماسية المفاجئة.

الاقتصاد أولًا

تستند سياسة ترامب الخارجية إلى حسابات تجارية بحتة، حيث تتفوق المصالح الاقتصادية على الاعتبارات الإنسانية.

فتسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة على مناطق ذات أهمية استراتيجية، مثل غرينلاند وقناة بنما، في إطار استغلال الموارد الطبيعية والممرات التجارية.