نشاط زلزالي غير مسبوق يثير المخاوف بشأن أمان السد
زلزال قوي يضرب إثيوبيا.. تحذيرات من خطر يهدد سد النهضة

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الزلزال الذي ضرب إثيوبيا مؤخرًا بقوة 6 درجات على مقياس ريختر يُعد من أقوى الزلازل التي شهدتها المنطقة منذ 64 عامًا، مما يثير تساؤلات حول تأثيره على سد النهضة.
زيادة غير مسبوقة في النشاط الزلزالي
أوضح شراقي، خلال مداخلة تلفزيونية في برنامج حديث القاهرة المذاع عبر فضائية القاهرة والناس، أن النشاط الزلزالي في إثيوبيا بات غير مسبوق، حيث شهدت البلاد 120 زلزالًا خلال يناير الماضي، و77 زلزالًا في ديسمبر، ليصل العدد الإجمالي إلى 180 زلزالًا خلال شهرين فقط.
ويُعد هذا الرقم مرتفعًا للغاية مقارنة بالمعدل الطبيعي للزلازل في إثيوبيا، والذي يتراوح بين 3 إلى 5 زلازل سنويًا بقوة 4 درجات أو أكثر.
علاقة الزلازل بسد النهضة
وأشار شراقي إلى احتمالية وجود علاقة بين هذا النشاط الزلزالي وسد النهضة، مؤكدًا أن هناك حاجة إلى دراسات علمية للتحقق من هذا الارتباط، وكشف أن الحكومة الإثيوبية لم تسمح لمكتب الدراسات الفرنسي BRL بإجراء أبحاث حول تأثير الزلازل على السد، مما يترك العديد من التساؤلات حول مستوى الأمان الهيكلي للسد ومدى قدرته على تحمل هذه الاهتزازات الأرضية المتكررة.
خطر انهيار سد النهضة
وأضاف الخبير الجيولوجي أن سد النهضة يحتجز حاليًا نحو 60 مليار متر مكعب من المياه، مما يجعله يشكل تهديدًا بيئيًا خطيرًا في حال تعرضه لأي تصدع أو انهيار.
وشدد على أن وقوع زلزال قوي بالقرب من السد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، حيث يمكن أن يتسبب في طوفان مدمر يهدد السودان بأكملها ويعرض حياة ملايين البشر للخطر.
تحذيرات من زلازل جديدة قرب السد
وحذر شراقي من أن زلزالًا آخر، مماثلًا أو أقوى، قد يقع بالقرب من سد النهضة، مؤكدًا أن المنطقة المحيطة بالسد نشطة زلزاليًا، حيث سبق أن شهدت زلزالًا بقوة 4.4 درجات في 8 مايو 2023.
كما سجلت إثيوبيا سابقًا زلازل بلغت قوتها 6.5 درجات، مما يزيد من المخاوف بشأن استقرار السد وإمكانية تعرضه لأضرار جسيمة في المستقبل.
مطالب بإجراء دراسات عاجلة
واختتم شراقي تصريحاته بالتأكيد على ضرورة إجراء دراسات جيولوجية وهندسية عاجلة لتقييم المخاطر المحتملة، مشيرًا إلى أن تجاهل هذه التحذيرات قد يؤدي إلى كارثة لا يمكن السيطرة عليها، خاصة في ظل تزايد النشاط الزلزالي في المنطقة.