سباق قيادة الاتحاد الأفريقي.. من سيخلف موسى فقي؟

تقارير وحوارات

القمة الـ38 للاتحاد
القمة الـ38 للاتحاد الأفريقي تنعقد في أديس أبابا- الفجر


 


على مدار يومي 15 و16 فبراير، يلتقي القادة الأفارقة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور قمة الاتحاد الأفريقي الـ38، حيث سيكون أحد الملفات الأبرز على الطاولة هو انتخاب رئيس جديد لمفوضية الاتحاد الأفريقي، خلفًا للتشادي موسى فقي محمد، الذي تنتهي ولايته الثانية بعد ثماني سنوات من القيادة.

انتخابات وفق نظام التناوب الإقليمي

تأتي هذه الانتخابات ضمن نظام التناوب الإقليمي الذي تم إقراره عام 2018، لضمان تمثيل عادل بين الأقاليم الأفريقية الخمسة: الشمال، الشرق، الغرب، الجنوب، والوسط.

وبحسب هذا النظام، يتناوب كل إقليم على شغل المنصب لضمان التوازن بين دول القارة. ومع تولي مرشحين من الوسط والجنوب والغرب رئاسة المفوضية منذ تأسيسها عام 2002، تتجه الأنظار هذه المرة إلى مرشحين من الشرق والشمال.

المرشحون البارزون لرئاسة المفوضية

مع انتهاء مهلة الترشح، برز ثلاثة أسماء رئيسية تتنافس على رئاسة المفوضية:

رايلا أودينغا (كينيا): رئيس وزراء كينيا الأسبق، وصاحب خبرة واسعة في العمل السياسي والدبلوماسي، حيث شغل منصب الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي للبنية التحتية بين 2018 و2023.

محمود علي يوسف (جيبوتي): وزير الخارجية الجيبوتي المخضرم، الذي لعب دورًا بارزًا في السياسة الإقليمية والدولية، لا سيما في مجال مكافحة القرصنة وتعزيز التعاون الدولي.

ريتشارد راندرياماندراتو (مدغشقر): وزير المالية والخارجية السابق، صاحب خبرة في الشؤون الاقتصادية والتخطيط الاستراتيجي.


وقد شكل الاتحاد الأفريقي لجنة متخصصة لمراجعة طلبات الترشيح، لضمان اختيار المرشحين وفق معايير الجدارة والكفاءة.

آلية التصويت والإجراءات التنظيمية

يتم انتخاب رئيس المفوضية وفقًا للمادة 42 من لوائح الاتحاد الأفريقي، حيث يتعين على المرشح الفوز بأغلبية الثلثين من أصوات الدول الأعضاء.

وفي حال عدم تحقيق الأغلبية بعد ثلاث جولات من التصويت، يتم استبعاد المرشح الأقل أصواتًا، وتُجرى جولات إضافية حتى تحقيق النصاب المطلوب.

أما في حال كان هناك مرشح وحيد ولم يحصل على الأغلبية المطلوبة بعد ثلاث جولات، يتم تعليق الانتخابات، ويتولى نائب الرئيس مهام الرئاسة مؤقتًا لحين إجراء انتخابات جديدة. وفي حالة عدم وجود نائب، يتولى المنصب أقدم المفوضين حتى اختيار رئيس جديد.

رهانات كبيرة على الرئيس القادم

تحمل هذه الانتخابات أهمية خاصة في ظل التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه القارة.

وسيكون الرئيس الجديد للمفوضية مطالبًا بتقديم رؤية واضحة لتعزيز دور الاتحاد الأفريقي في حل النزاعات، ودعم التكامل الاقتصادي، وتحقيق الاستقرار في المناطق المضطربة.

ويبقى السؤال: هل سيتمكن الرئيس القادم من إعادة إحياء الدور القيادي للاتحاد الأفريقي، أم ستبقى المنظمة غارقة في تحدياتها المعقدة؟.