كلاكيت مفتوح.. ماذا يحدث في إثيوبيا؟

تقارير وحوارات

زلزال إثيوبيا - الفجر
زلزال إثيوبيا - الفجر

 


تتزايد المخاوف بشأن تأثير النشاط الزلزالي المتصاعد في إثيوبيا على سد النهضة، خاصة في ظل استمرار الخلافات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول المشروع وتأثيراته البيئية والجيولوجية.


زلزال قوي 


ضرب زلزال قوي بقوة 6.0 درجة على مقياس ريختر منطقة الأخدود الإثيوبي قرب بركان فنتالي، مساء الجمعة، في الساعة 10:28 مساءً بتوقيت القاهرة، على عمق 10 كيلومترات، ليصبح أقوى زلزال تشهده إثيوبيا منذ 64 عامًا. ويأتي ذلك بعد زلزال سابق بقوة 5.8 درجة ضرب المنطقة في 4 يناير الماضي، وسط نشاط زلزالي متزايد تشهده البلاد.

نشاط زلزالي غير مسبوق وتحذيرات من انفجارات بركانية

خلال الشهرين الماضيين، سجلت المنطقة 179 زلزالًا تراوحت قوتها بين 4.2 و6.0 درجة، ما أدى إلى تنشيط بركان دوفن، الذي بدأ في 3 يناير الماضي بإطلاق غازات وأبخرة وكتل صخرية ومياه ساخنة وطين نتيجة لغليان المياه في أعماق تصل إلى 10 كيلومترات.

وأمام هذه التطورات، أخلت السلطات الإثيوبية نحو 80 ألف شخص من المنطقة في 7 يناير خشية تفاقم النشاط الزلزالي أو حدوث ثوران بركاني كبير.

تأثيرات خطيرة على البنية التحتية والسدود

الهزات الأرضية المستمرة أدت إلى تشقق الطرق والمنشآت الحيوية، بما في ذلك خط السكة الحديد الذي يربط إثيوبيا بجيبوتي، كما تزايدت المخاوف من احتمال تجدد نشاط بركان فنتالي، مما قد يزيد المخاطر الجيولوجية في المنطقة.

ومن بين التحديات الخطيرة، يُعد سد كيسيم (Kesem)، الذي يبعد 20 كيلومترًا عن مركز الزلزال الجديد، أحد أكبر مصادر القلق.

فالسد، الذي يبلغ ارتفاعه 90 مترًا ويخزن نصف مليار متر مكعب من المياه، مصمم لتحمل زلازل بقوة 5.6 درجة فقط، أي أقل من قوة الزلزال الحالي. ويثير ذلك مخاوف من انهيار السد وحدوث فيضانات كارثية قد تؤثر على مئات الآلاف من السكان في مناطق المصب.

تأثير الزلزال على سد النهضة

أما بخصوص سد النهضة الإثيوبي، فإن الخبراء يؤكدون أن الزلازل الحالية التي تراوح قوتها بين 4 و6 درجات، والمسافة التي تبلغ 500-600 كيلومتر من موقع السد، لا تؤثر عليه بشكل مباشر. ومع ذلك، فإن أي زلزال بقوة تتجاوز 6.5 درجة، أو وقوعه على مسافة أقرب، قد يشكل خطرًا أكبر على استقرار السد.


احتمال وقوع زلازل مدمرة

على الرغم من أن معظم الزلازل المسجلة حتى الآن تتراوح شدتها بين ضعيفة إلى متوسطة، إلا أن خبراء يحذرون من إمكانية وقوع زلازل قوية قد تصل شدتها إلى 7 درجات أو أكثر، مما قد يشكل تهديدًا كبيرًا للبنية التحتية والسكان.

وتشير تجارب سابقة، مثل الزلازل التي شهدتها تركيا والمغرب، إلى أن مثل هذه الهزات يمكن أن تكون مدمرة، خصوصًا في المناطق التي تعاني من نشاط زلزالي مستمر.

دعوات للرقابة والتعاون الإقليمي

في ظل هذه التطورات، يدعو خبراء الجيولوجيا إلى تكثيف عمليات المراقبة للنشاط الزلزالي في المنطقة، بالإضافة إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، لضمان سلامة السد والمناطق المحيطة به، ومنع تفاقم التوترات الإقليمية.