حكم صيام يوم النصف من شعبان إذا وافق يوم الجمعة وفقًا لدار الإفتاء المصرية
![صيام ليلة النصف من](/themes/fagr/assets/images/no.jpg)
أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن صيام يوم الجمعة منفردًا مكروه إلا إذا كان هناك سبب شرعي يدعو إلى ذلك، مثل أن يوافق يومًا اعتاد الصائم صيامه، أو أن يتزامن مع صيام نافلة مستحب مثل يوم عرفة، عاشوراء، أو النصف من شعبان.
وأكدت الدار في فتواها أن صيام يوم النصف من شعبان جائز حتى لو وافق يوم الجمعة، موضحةً أنه لا حرج في إفراده بالصيام، نظرًا لما ورد في السنة النبوية حول استحباب صيام هذا اليوم واغتنام فضله.
دار الإفتاء توضح حكم صيام يوم الجمعة منفردًا
وأشارت الفتوى إلى أن صيام يوم الجمعة وحده دون صيام يوم قبله أو بعده مكروه، إلا في بعض الحالات التي يجوز فيها، ومنها:
1️⃣ إذا وافق عادةً للصائم، كمن اعتاد صيام يوم معين في كل أسبوع.
2️⃣ إذا وقع ضمن صيام نافلة، مثل صيام يوم عرفة أو عاشوراء أو النصف من شعبان.
3️⃣ إذا كان الصيام قضاءً عن رمضان أو تنفيذًا لنذر.
واستشهدت الفتوى بما ورد في كتاب "المغني" لابن قدامة، حيث جاء فيه: "يُكره إفراد يوم الجمعة بالصوم، إلا أن يوافق عادة كان يصومها، مثل من كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو من اعتاد صيام أول الشهر أو آخره أو يوم النصف منه".
وبناءً على ذلك، لا حرج في صيام يوم النصف من شعبان منفردًا إذا وافق يوم الجمعة، بل على العكس، يعد من الأعمال المستحبة التي يثاب عليها المسلم.
فضل ليلة النصف من شعبان وأهميتها في التراث الإسلامي
وأكدت دار الإفتاء أن ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي يتنزل فيها الله سبحانه وتعالى بفضله ورحمته على عباده، مستشهدةً بما ورد عن عمر بن عبد العزيز في رسالته إلى عامله على البصرة، والتي جاء فيها:
"عليك بأربع ليالٍ من السنة، فإن الله يفرغ فيهن الرحمة إفراغًا: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة الأضحى".
كما نقلت عن خالد بن معدان قوله: "خمس ليالٍ في السنة من واظب عليهن رجاء ثوابهن وتصديقًا بوعدهن، أدخله الله الجنة، وهن: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة عاشوراء".
ومن جانبه، نقل عطاء بن يسار عن بعض التابعين قولهم: "ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل منها – أي ليلة النصف من شعبان – حيث ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا فيغفر إلا لمشرك أو مشاحن أو قاطع رحم".
دار الإفتاء تؤكد مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان
وحول مسألة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، أكدت دار الإفتاء المصرية أن إحياء هذه الليلة مشروع ومستحب، وقد دأب المسلمون على إحيائها عبر العصور من غير إنكار، مشيرةً إلى أن بعض الآراء التي تزعم أن الاحتفال بها "بدعة" لا تستند إلى أدلة صحيحة، ولا يصح الالتفات إليها.
وأضافت الدار أن الشرع الشريف حث على اغتنام نفحات هذه الليلة المباركة من خلال الذكر، الدعاء، الصلاة، وقيام الليل، موضحةً أن هذا الأمر من العبادات المستقرة في تراث الأمة الإسلامية.