القواعد العسكرية الفرنسية في إفريقيا.. خريطة النفوذ والتحديات المتصاعدة
![القواعد الفرنسية](/themes/fagr/assets/images/no.jpg)
يشهد الوجود العسكري الفرنسي في إفريقيا تغييرات متسارعة، وسط تصاعد الضغوط لإنهاء القواعد الفرنسية في عدة دول بالقارة.
فبعد خروج القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تلوّح السنغال بخطوة مماثلة، ما قد يعيد رسم توازنات القوة في المنطقة.
السنغال تفكر في إنهاء الوجود العسكري الفرنسي
أشار رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو إلى إمكانية إغلاق القواعد العسكرية الفرنسية في بلاده، حيث ينتشر نحو 350 جنديًا فرنسيًا.
وفي تصريحات إعلامية، قال سونكو "بعد أكثر من 60 عامًا على استقلالنا، علينا أن نتساءل عن سبب استمرار الوجود العسكري الفرنسي في بلادنا ومدى تأثيره على سيادتنا الوطنية."
وأضاف أن ثلث منطقة داكار محتل الآن بحاميات أجنبية، وهو أمر لا يتماشى مع رغبة السنغال في تحقيق سيطرة كاملة على أراضيها.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تزايد المشاعر المناهضة للوجود الفرنسي في غرب إفريقيا، حيث تسعى عدة دول إلى إنهاء الاتفاقيات العسكرية التي أبقت القوات الفرنسية على أراضيها لعقود.
القواعد العسكرية الفرنسية في إفريقيا.. خريطة الانتشار
وفقًا لبيانات وزارة الدفاع الفرنسية، تنتشر القوات الفرنسية في عدد من الدول الأفريقية عبر قواعد دائمة وأخرى غير دائمة، تقدم دعمًا لوجستيًا وعسكريًا للحكومات المحلية، إضافة إلى لعب دور محوري في العمليات العسكرية الفرنسية داخل القارة.
القواعد العسكرية الدائمة:
الغابون (EFG)
الانتشار منذ: 1960
عدد الجنود: 350
المهام: نقطة دعم عملياتية ولوجستية في غرب إفريقيا، وتقديم التدريب للقوات المحلية.
كوت ديفوار (FFCI)
الانتشار منذ: 2015
عدد الجنود: 900
المهام: منصة تشغيلية ولوجستية رئيسية، وتقديم التعاون العسكري مع كوت ديفوار، والاحتياطي الاستراتيجي للتدخل في وسط وغرب إفريقيا.
السنغال (EFS)
الانتشار منذ: 2011
عدد الجنود: 350
المهام: قاعدة لوجستية لدعم العمليات الفرنسية في غرب إفريقيا، والمشاركة في التعاون العملياتي الإقليمي.
جيبوتي (FFDj)
الانتشار منذ: 2011
عدد الجنود: 1500 (أكبر قاعدة عسكرية فرنسية في إفريقيا)
المهام: تأمين الممرات البحرية، ودعم العمليات الإقليمية، وتقديم الدعم اللوجستي للقوات الفرنسية والوحدات المتحالفة.
القواعد العسكرية غير الدائمة:
تشاد (نجامينا - FFDJ)
عدد الجنود: 950
المهام: مركز عمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل ضمن عملية "برخان".
قاعدة نجامينا الجوية (تشاد)
المهام: دعم العمليات الجوية الفرنسية وقوات التحالف في المنطقة.
جمهورية الكونغو (بوانت نوار)
المهام: تقديم الدعم اللوجستي والعملياتي للقوات الفرنسية في وسط إفريقيا.
جمهورية إفريقيا الوسطى (بانغي)
عدد الجنود: 300
المهام: دعم عمليات حفظ السلام وتدريب القوات المحلية.
تحولات متسارعة في النفوذ الفرنسي بالقارة
تواجه فرنسا تحديات غير مسبوقة في إفريقيا، حيث تتزايد المطالب الشعبية والرسمية بإنهاء وجودها العسكري.
وبينما كانت القواعد الفرنسية تلعب دورًا رئيسيًا في دعم الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب، فإن التحولات السياسية في دول مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو، والآن السنغال، تهدد بإعادة تشكيل خريطة النفوذ الفرنسي في القارة.
وبينما تؤكد باريس أن وجودها العسكري يهدف إلى دعم حلفائها في المنطقة، يتصاعد الجدل حول مدى تأثير هذا التواجد على استقلال الدول الأفريقية، ما يجعل مستقبل القواعد الفرنسية في القارة مفتوحًا على جميع الاحتمالات.