ما مصير رئيس النيجر محمد بازوم؟

تشهد النيجر واحدة من أكثر الأزمات السياسية تعقيدًا منذ انقلاب يوليو 2023، الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم.
فبعد أكثر من عام ونصف على الإطاحة به واحتجازه، يواجه بازوم تطورات جديدة قد تحدد مصيره، مع قرار المحكمة العليا في البلاد برفع الحصانة عنه، مما يمهد الطريق لمحاكمته بتهم "الخيانة العظمى" وتقويض الأمن القومي.
وبينما تتزايد الإدانات الدولية والمطالبات بالإفراج عنه، يواصل المجلس العسكري ترسيخ سلطته، رافضًا التراجع أمام الضغوط الخارجية.
إطاحة بازوم
في 26 يوليو 2023، شهدت النيجر انقلابًا عسكريًا أطاح بالرئيس محمد بازوم، حيث قاد قائد الحرس الرئاسي، الجنرال عبد الرحمن تشياني، تحركًا عسكريًا أنهى حكم بازوم، وأعلن حل الحكومة وتعليق العمل بالدستور. أُنشئ "المجلس الوطني لحماية الوطن" كهيئة حاكمة جديدة، وسط تبريرات بأن الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية فرضت هذا التغيير.
مع احتجازه في قصره الرئاسي في نيامي، لم يكن بازوم قادرًا على التواصل مع العالم الخارجي حتى 30 يوليو، حين التقى بالرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، في أول لقاء رسمي له بعد الإطاحة به.
وعلى الرغم من الدعوات الدولية لإطلاق سراحه، رفض المجلس العسكري التنازل عن السلطة أو الاستجابة للضغوط الخارجية.
الأوضاع الصحية لبازوم
خلال الأشهر التالية، تدهورت ظروف احتجاز بازوم، مع ورود تقارير تفيد بعزله عن العالم وإجباره على العيش في ظروف قاسية. في فبراير 2024، بدأ المجلس العسكري إجراءات قانونية لمحاكمته، متهمًا إياه بـ "الخيانة العظمى" وتقويض الأمن القومي، وهي تهم وصفها أنصاره بأنها محاولة لتبرير استمرار احتجازه.
محاكمة بازوم
في فبراير 2025، أصدرت محكمة الدولة المنشأة حديثًا في النيجر قرارًا برفع الحصانة عن بازوم، مما مهد الطريق لمحاكمته رسميًا.
إدانات دولية
جاءت هذه الخطوة وسط إدانات دولية، حيث وصفتها منظمات حقوقية بأنها انتهاك صارخ لحقوقه القانونية.
تدخل ترامب
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تحاول أسرة الرئيس المعزول محمد بازوم استغلال هذا التغيير لحشد الدعم الأمريكي للإفراج عنه. فقد وقع أكثر من ألف سياسي وناشط حقوقي من 70 دولة على عريضة تطالب بتدخل ترامب، وسط توقعات بأن موقفه من الأزمة قد يكشف توجهاته الجديدة تجاه إفريقيا.
في ولايته الأولى، لم يُظهر ترامب اهتمامًا كبيرًا بالقارة الأفريقية، لكن مراقبين يرون أن الأزمة في النيجر قد تمثل فرصة له لاستخدام النفوذ الأمريكي للضغط على المجلس العسكري، خاصة مع تصاعد التنافس بين القوى الدولية مثل روسيا والصين في المنطقة.
ويرى محللون أن ترامب قد يعتمد على العقوبات الاقتصادية أو وسائل ضغط أخرى إذا رأى أن التدخل يخدم المصالح الأمريكية، لا سيما أن النيجر تُعد منتجًا رئيسيًا لليورانيوم، وهو مورد استراتيجي.
ومع طرد القوات الأمريكية من القواعد العسكرية في النيجر، قد يسعى ترامب إلى استعادة النفوذ الأمريكي هناك، مستغلًا الأزمة كورقة مساومة في سياسته الخارجية.
إخلاء سبيل بازوم
كما طلبت الأمم المتحدة من السلطة النيجر بإخلاء سبيل الرئيس النيجر المعزول محمد بازوم.