اليونسكو تشهد.. مصر تتقدّم في تدريب المعلمين ودمج التكنولوجيا في التعليم
![اليونسكو](/themes/fagr/assets/images/no.jpg)
تخطر مصر خطوات واسعة في مجال التقانة الذكية، لا سيما في التعليم وعلاقته بالذكاء الاصطناعي والتطوير فيه. هذا يجعل من مصر محط نظر المؤسسات الدولية والأممية.
![](/Upload/libfiles/551/0/664.jpg)
شارك وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، في احتفال منظمة اليونسكو باليوم العالمي للتعليم، حيث تم الإعلان عن التقرير العالمي لرصد التعليم 2024-2025 تحت عنوان "القيادة في التعليم". وأكد عبد اللطيف أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تطوير نظامها التعليمي، مستندة إلى رؤية تركز على الابتكار، التميز، والمساواة في فرص التعلم.
إجراءات تحسين البيئة التعليمية
في إطار تطوير البيئة التعليمية، اتخذت مصر عدة إجراءات فعالة، أبرزها تقليص كثافة الفصول الدراسية من 250 طالبًا إلى 50 طالبًا كحد أقصى، ما ساهم في تحسين بيئة التعلم وزيادة تفاعل الطلاب مع المعلمين. كما تم العمل على معالجة العجز في أعداد المعلمين، عبر توفير برامج تأهيلية مكثفة وضمان توزيع المعلمين بطريقة أكثر كفاءة لتغطية احتياجات المدارس في مختلف المحافظات.
إلى جانب ذلك، تم إعادة هيكلة المناهج الدراسية في المرحلة الثانوية، بما يتماشى مع النظم التعليمية العالمية، حيث تم تقليل عدد المواد الدراسية لتخفيف العبء عن الطلاب. وساهم هذا التعديل في تقديم نموذج أكاديمي أكثر إنصافًا، يساعد الطلاب على التركيز على مهارات التفكير النقدي والاستعداد للحياة الجامعية وسوق العمل.
تطوير أساليب التقييم والتعلم الرقمي
شهدت منظومة التعليم في مصر تحولًا في أساليب التقييم، حيث تم إدخال نظم التقييم المستمر، مثل التقييمات التكوينية، والتعلم القائم على المشاريع، واستخدام الأدوات الرقمية في قياس مدى تقدم الطلاب. ساعدت هذه الأدوات في تقديم صورة أكثر دقة عن مستوى الطلاب الأكاديمي على مدار العام الدراسي، بدلًا من الاعتماد على الامتحانات النهائية فقط.
كما تم تعزيز دور التكنولوجيا في العملية التعليمية، من خلال توفير منصات تعليمية رقمية، وإدخال وسائل تفاعلية حديثة تساعد في تحسين تجربة التعلم. وتعد هذه الخطوة جزءًا من رؤية مصر للتحول الرقمي في قطاع التعليم، والتي تهدف إلى تهيئة الطلاب لعصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
الشراكة مع اليونسكو وتعزيز التعلم الرقمي
أكد وزير التعليم أهمية التعاون مع منظمة اليونسكو في مجالات تحديث المناهج، وتعزيز المساواة بين الجنسين، ودعم التعلم الرقمي، وبناء قدرات المعلمين. وشهدت هذه الشراكة نجاحًا كبيرًا، حيث ساهمت بشكل ملموس في تحسين جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية حديثة تتماشى مع المتطلبات العالمية.
من أبرز إنجازات هذه الشراكة، إطلاق مشروع "المدارس المفتوحة المعتمدة على التكنولوجيا للجميع"، والذي يهدف إلى تعزيز فرص التعلم الرقمي خاصة في المناطق النائية والمهمشة. كما دعمت اليونسكو برامج تدريب مكثفة لمعلمي المرحلة الابتدائية، مما أدى إلى رفع مستوى الأداء التدريسي وتحسين مخرجات التعلم للطلاب.
توصيات لتعزيز القيادة في التعليم
أشارت الدكتورة نوريا سانز، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بمصر، إلى ضرورة دعم استقلالية القادة التربويين، وتوفير فرص تدريب مستمر لهم لضمان قيادة تعليمية أكثر كفاءة. وأكدت أن التقرير العالمي لرصد التعليم قدّم أربع توصيات رئيسية لتحقيق ذلك، تشمل وضع معايير واضحة لدور القادة التربويين، والتركيز على تحسين جودة التعلم من خلال تطوير المناهج وأساليب التدريس الحديثة.
كما شددت على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة في قطاع التعليم، وبناء برامج تدريبية مستدامة للقادة التربويين، بما يمكنهم من مواكبة التغيرات السريعة في أنظمة التعليم العالمية. واعتبرت أن هذه الخطوات ضرورية لضمان استدامة التحسينات التي تم تحقيقها حتى الآن.
إنجازات مصر في مجال التعليم
حظي نظام التعليم المصري بإشادة خاصة في التقرير العالمي لرصد التعليم، حيث سلط الضوء على نجاح مصر في مجالات تدريب المعلمين، والتحول الرقمي، وتعزيز مفاهيم المواطنة العالمية والتنمية المستدامة. وأكد التقرير أن هذه الإنجازات تعكس التزام مصر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاع التعليم.
ومن بين الإنجازات المهمة، زيادة معدلات مشاركة المعلمين في برامج التدريب المهني، ودمج التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، ما ساهم في تحسين تجربة التعلم للطلاب. كما تم تنفيذ مشروعات لدعم التعليم في المناطق النائية، لضمان توفير فرص تعليمية متساوية لجميع الطلاب، بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية أو ظروفهم الاجتماعية.
التعليم المصري.. التحديات المستقبلية
رغم التقدم الملحوظ، لا تزال هناك تحديات تتطلب مزيدًا من الجهود لضمان استمرار تحسين جودة التعليم. وأبرز هذه التحديات، الحاجة إلى توفير المزيد من المعلمين المدربين، وتقليل نسب التسرب من التعليم، وضمان تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، خاصة في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة.
كما أشار التقرير إلى أهمية استمرار الجهود في تطوير المناهج، وتعزيز التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب، لضمان تخريج أجيال قادرة على المنافسة في سوق العمل المحلي والعالمي. ويظل التعليم هو المفتاح الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.