هل تميل إسرائيل لإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار؟

حماس تتوعد: الخيار العسكري على الطاولة في مواجهة تهديدات ترامب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

من الواضح أنَّ رد حماس على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، سيضع حدًا للصورة الضبابية المرعبة التي يحاول ترسيخها في الشرق الأوسط. فترامب، الذي لا يزال يسعى لفرض رؤيته القاسية، هدد بترك "الجحيم يندلع" إذا لم يتم تسليم جميع الرهائن خلال 12 ساعة وإلغاء وقف إطلاق النار، في خطوة تعكس استعداده لإشعال فتيل حرب جديدة في غزة. ولكن حركة حماس، وكعادتها، لم تتأخر في الرد، لتؤكد أن الخيار العسكري حاضر وبقوة لمواجهة هذه التهديدات، محذرة من تداعيات أي مغامرة عسكرية إسرائيلية جديدة.

حماس ترد: الخيار العسكري حاضر والمقاومة مستعدة


جاء رد حركة حماس سريعًا وحاسمًا، إذ أكد مسؤول المكتب الإعلامي للحركة في لبنان، محمود طه، أن حماس ترفض بشكل قاطع خطة ترامب، مشيرًا إلى أن الحركة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التهديدات، وأن "جميع الخيارات مفتوحة"، بما في ذلك الخيار العسكري.

وفي حديثه لوكالة "سبوتنيك"، شدد طه على أن الخطة الأمريكية لا تحظى بأي قبول من الشعب الفلسطيني ولا حتى من الدول العربية أو الأوروبية، التي عبرت عن رفضها لأي مشروع يهدف إلى فرض تهجير الفلسطينيين من أرضهم بالقوة.

وبحسب طه، فإن إسرائيل تحاول عرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار عبر منع إدخال المساعدات والخيام والمنازل الجاهزة، في محاولة لممارسة المزيد من الضغوط على المقاومة والشعب الفلسطيني لإجبارهم على القبول بالمخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها.

إسرائيل تمهد لإلغاء الاتفاق: خطة تهجير الفلسطينيين تلوح في الأفق
 

في ظل التهديدات المتصاعدة، تتجه إسرائيل نحو إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار، متذرعة بعدم التزام حماس بالإفراج عن الرهائن. ولكن خلف الكواليس، هناك مؤشرات واضحة على أن الهدف الإسرائيلي ليس مجرد استعادة الرهائن، وإنما تنفيذ مخطط أكبر يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بشكل دائم.

وقد جاء في تصريحات ترامب، التي تعكس تطابق الرؤى بينه وبين الحكومة الإسرائيلية، أن الفلسطينيين "يرغبون في مغادرة غزة إذا أتيحت لهم الفرصة"، مروجًا لفكرة أن الحل يكمن في إيجاد "أرض بديلة" لهم خارج القطاع، وهو ما رفضته الدول العربية بشكل قاطع في بيان مشترك لوزراء خارجية الأردن، الإمارات، السعودية، قطر، ومصر.

إسرائيل، التي لم تخف رغبتها في إعادة رسم الخريطة السكانية للقطاع، تعمل على التضييق على الفلسطينيين عبر منع المساعدات وتصعيد الهجمات العسكرية، في محاولة لدفعهم إلى مغادرة منازلهم والقبول بأي بديل يُعرض عليهم. وبهذا، يبدو أن إسرائيل تسعى لاستغلال تصريحات ترامب كغطاء سياسي لتنفيذ خطتها طويلة الأمد بخصوص غزة.

ترامب يشعل النار: "ألغوا الاتفاق ودعوا الجحيم يندلع"


في تصعيد خطير، قال ترامب في تصريحات أدلى بها من المكتب البيضاوي إن إسرائيل يجب أن تلغي اتفاق وقف إطلاق النار تمامًا إذا لم يتم تسليم جميع الرهائن بحلول الساعة 12 ظهر السبت. وأردف قائلًا:

"إذا لم يتم إعادتهم جميعًا... وليس اثنين أو ثلاثة أو أربعة... فبعد ذلك، سوف يندلع الجحيم."

وعندما سئل عن معنى "الجحيم" الذي يهدد به، رد قائلًا: "ستعرفون، وستكتشف حماس ما أعنيه."

هذا التهديد العلني ليس مجرد تصريح عابر، بل هو تحريض واضح لإسرائيل على التصعيد العسكري في غزة، وهو ما دفع حماس للرد بسرعة، مؤكدة أن أي تصعيد سيواجه برد عسكري حاسم، وأن المقاومة لن تسمح بفرض أي واقع جديد بالقوة.

هل نشهد تصعيدًا عسكريًا جديدًا في غزة؟


مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية والأمريكية، يبقى السؤال: هل تمضي إسرائيل قدمًا في تنفيذ تهديداتها، وتُلغي وقف إطلاق النار، مما يعيد المنطقة إلى أتون حرب جديدة؟ أم أن التحركات السياسية والدبلوماسية ستكون كفيلة بوقف هذا المخطط؟

كل المؤشرات تدل على أن الأيام القادمة ستكون حاسمة، خاصة مع إصرار حماس على التمسك بحقها في المقاومة وعدم القبول بأي تسويات غير عادلة. وبينما يستمر الاحتلال في التلويح بالخيار العسكري، يبدو أن المواجهة أصبحت أقرب من أي وقت مضى.