فضل ليلة النصف من شعبان

فضل ليلة النصف من شعبان.. هل حقا يغفر الله فيها لجميع عباده؟

إسلاميات

فضل ليلة النصف من
فضل ليلة النصف من شعبان.. هل حقا يغفر الله فيها لجميع عباده؟

 

تُعد ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي تحظى بمكانة خاصة في الإسلام، فهي ليلة يتجلى فيها فضل الله على عباده، إذ يطلع الله إلى خلقه فيغفر لهم إلا لمشرك أو مشاحن، كما ثبت في السنة النبوية الشريفة. وقد اعتاد المسلمون على إحياء هذه الليلة بالدعاء والصلاة وذكر الله، طلبًا لمغفرته ورحمته، واستعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك.

وقد أكدت دار الإفتاء أن ليلة النصف من شعبان ليلة تتنزل فيها الرحمات وترفع فيها الأعمال إلى الله، مما يجعلها فرصة عظيمة لتجديد التوبة ومراجعة النفس والتقرب إلى الله بالطاعات. وقد جاء في حديث النبي ﷺ:

"يفتح الله الخير في أربع ليالٍ: ليلة الأضحى، وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان، وليلة عرفة" (رواه الدارقطني).

 

فضل ليلة النصف من شعبان في السنة النبوية

تُعتبر ليلة النصف من شعبان من الليالي العظيمة التي تتجلى فيها رحمة الله ومغفرته، فقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال:

"إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" (رواه الإمام أحمد).

ويشير هذا الحديث إلى أن هذه الليلة فرصة لكل مسلم للتخلص من الذنوب والتوبة الصادقة، بشرط تطهير القلب من الشرك والخصومة. فمن أراد أن يغتنم فضلها، فعليه أن يجدد إيمانه، ويصلح علاقاته مع الآخرين، ويكثر من الدعاء والذكر وطلب المغفرة.

 

حكم إحياء ليلة النصف من شعبان

أكدت دار الإفتاء أن إحياء ليلة النصف من شعبان جائز شرعًا، سواء كان ذلك بشكل فردي أو جماعي، جهرًا أو سرًا، إذ إنها من مواسم الطاعات التي يُستحب اغتنامها.

وقد استدلت دار الإفتاء بحديث النبي ﷺ الذي رواه البخاري:

"إن لله ملائكةً يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم".

ويوضح هذا الحديث فضل الاجتماع على الذكر والدعاء، مما يجعل إحياء ليلة النصف من شعبان بالعبادة والطاعات من الأمور المحببة التي يُرجى فيها القبول.

 

حكم صيام ليلة النصف من شعبان

أوضحت دار الإفتاء أن صيام يوم النصف من شعبان (15 شعبان) مستحب، خاصة لمن اعتاد الصيام مثل:

  • صيام يومي الإثنين والخميس، اقتداءً بسنة النبي ﷺ.
  • صيام يوم وإفطار يوم، كما كان يفعل نبي الله داود عليه السلام.

وأكدت دار الإفتاء أيضًا أنه لا حرج في صيام النصف الثاني من شعبان، سواء كان بنية النافلة أو القضاء أو النذر، خلافًا لما يعتقده البعض بأن الصيام بعد منتصف شعبان غير جائز.

كيف يمكن إحياء ليلة النصف من شعبان؟

للاستفادة من فضل ليلة النصف من شعبان، أوصت دار الإفتاء المصرية بعدد من العبادات المستحبة، ومنها:

  1. قيام الليل ولو بركعتين خاشعتين، تقربًا إلى الله.
  2. الإكثار من الاستغفار والدعاء لطلب الرحمة والمغفرة.
  3. قراءة القرآن الكريم والتدبر في معانيه.
  4. الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ: لما لها من فضل عظيم.
  5. تجديد التوبة إلى الله والعفو عن الآخرين تطهيرًا للنفس من الضغائن.

وتُعد هذه الأعمال فرصة روحية عظيمة يستعد بها المسلمون لدخول شهر رمضان بروح نقية وعزيمة قوية على الطاعة والعبادة.