عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس

عاجل - تصاعد العنف في الضفة الغربية: مقتل 70 فلسطينيًا منذ بداية 2025

العدو الصهيوني

مقتل 70 فلسطينيًا
مقتل 70 فلسطينيًا منذ بداية 2025

شهدت الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا خطيرًا خلال الأسابيع الأخيرة، حيث قُتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم امرأتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، خلال عملية عسكرية شنّها الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن القتلى الثلاثة هم سندس شلبي (23 عامًا) التي كانت حاملًا في شهرها الثامن، ورهف الأشقر (21 عامًا) التي قُتلت إثر تفجير باب منزلها من قبل الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى الشاب إياس الأخرس (20 عامًا) الذي قُتل برصاص القوات الإسرائيلية.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن الجنين لم يتمكن من النجاة بسبب إعاقة الجيش الإسرائيلي نقل المصابين إلى المستشفيات، حيث وصلت سندس شلبي مستشهدة مع جنينها بعد استهدافها داخل مركبة مع زوجها الذي أُصيب بجروح خطيرة. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف عناصر مسلحة داخل المخيم، مشيرًا إلى أنه يتحقق من التقارير حول مقتل شلبي بنيرانه.

حملة عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية

توسّع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في شمال الضفة الغربية، حيث شملت مخيمات جنين، طولكرم، ونور شمس بالإضافة إلى بلدات قباطية، طمون، وطوباس، في إطار ما وصفه الجيش بـ "تعزيز الأمن في المنطقة". وأظهرت مقاطع مصورة جرافات إسرائيلية تقوم بتدمير الطرق داخل مخيم نور شمس، فيما أكدت مصادر محلية أن المئات من المنازل تعرضت للتفتيش العنيف، وسط حملة اعتقالات موسعة.

ووفقًا لبيان وزارة الخارجية الفلسطينية، فإن إسرائيل تنفذ سياسة ممنهجة لتهجير السكان عبر استهداف المدنيين العزل، تدمير البنى التحتية، وتوسيع العمليات العسكرية، محذّرة من أن هذه الإجراءات تهدف إلى إفراغ المخيمات من سكانها بشكل قسري.

نزوح واسع وتزايد أعداد الضحايا

أدّت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، حيث أكد مسؤولون فلسطينيون أن أكثر من نصف سكان مخيم نور شمس قد غادروه منذ بدء العملية. وفي مخيم جنين، قال مساعد محافظ جنين منصور السعدي إن أكثر من 20 ألف مواطن فلسطيني اضطروا إلى ترك منازلهم قسرًا بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، متهمًا إسرائيل بـ "تنفيذ مخطط يستهدف اللاجئين الفلسطينيين".

وفي الوقت نفسه، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد القتلى في الضفة الغربية منذ بداية 2025 قد بلغ 70 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية. وبحسب منظمات حقوقية، فإن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا هجمات شبه يومية في مناطق الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أعداد الضحايا.

إدانات دولية وتحذيرات من التصعيد

أدانت العديد من المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث وصفت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية ما يحدث بأنه "حرب شاملة ضد الفلسطينيين"، مشيرة إلى أن المستوطنين ينفذون اعتداءات متكررة على القرى الفلسطينية، في بعض الأحيان بحضور القوات الإسرائيلية.

وفي السياق ذاته، حذرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) من أن القوات الإسرائيلية تحاصر مخيم طولكرم، وتفرض قيودًا صارمة على حركة الفلسطينيين، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة. كما أشارت إلى أن مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم يخضع لحصار مشدد، حيث تعيق القوات الإسرائيلية حركة سيارات الإسعاف والطواقم الطبية، مما يهدد حياة الجرحى والمصابين.

ومع استمرار العمليات العسكرية، تبرز تساؤلات حول أهداف إسرائيل من هذه الحملة الموسعة، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في الضفة الغربية، في ظل غياب أي جهود حقيقية للتهدئة أو استئناف مفاوضات السلام.