البداية المتواضعة لمسيرة غير متوقعة

في مثل ها اليوم.. وفاة رفعت على سليمان الجمّال: من المواطن العادي إلى أسطورة "رأفت الهجان"

منوعات

بوابة الفجر

ظل رفعت على سليمان الجمّال، الذي أصبح لاحقًا أشهر جاسوس في تاريخ مصر، يعيش كأي مواطن عادي، لا يعرفه أحد، ويعمل في أدوار صغيرة في السينما. وعلى الرغم من ظهوره في ثلاثة أفلام سينمائية، كانت أدواره بعيدة عن الأضواء ولم تحقق له الشهرة التي حصل عليها لاحقًا من خلال تجسيد شخصية "رأفت الهجان". لكن مع وفاته في 30 يناير 1982، بدأ اسمه يحقق صدى واسعًا ويصبح رمزًا للدراما المصرية والعربية.

البداية الشخصية والتحديات التي واجهها

وُلد "الهجان" في 1 يوليو 1927، لأسرة متوسطة الحال في القاهرة، حيث كان والده تاجر فحم. ورغم أن الهجان لم يكن مهتمًا بدراسته، إلا أنه ظل يميل للمسرح والسينما. بدأ حياته المهنية في شركة بترول ولكنه فُصل منها بسبب عدم انضباطه. ثم انتقل للإسكندرية حيث خالط المجتمعات الأجنبية، مثل اليونانيين والفرنسيين، وتعلم لغات جديدة ساعدته لاحقًا في مسيرته الجاسوسية.

رحلة الجاسوسية: من التورط في قضايا مقامرة إلى التجنيد

في بداية حياته المهنية، تورط الهجان في قضايا مقامرة فاشلة دفعته للهرب خارج مصر. لكن بعد أن اكتشف أمره، عاد إلى مصر ولفت انتباه ضابط مخابرات مصري، الذي اكتشف قدراته في التلاعب والتمويه. هذا الأمر دفعه للعمل مع المخابرات المصرية، حيث تم تجنيده ليكون عميلًا في إسرائيل.

العمل الاستخباراتي: 17 عامًا في قلب إسرائيل

منذ عام 1965، بدأ الهجان مهمته كجاسوس في إسرائيل تحت كود "العميل 313 جاك بيتون". عمل في البداية في بيئة صعبة، ولكنه تمكن من الاندماج في المجتمع الإسرائيلي. أسس شركته السياحية الخاصة، وجمع علاقات وطيدة مع شخصيات مؤثرة مثل موشيه ديان وجولدا مائير. وبعد نجاحه الكبير، كان على وشك الترشح للكنيست، ولكنه أنهى مهمته ليعود إلى مصر.

الأسطورة المستمرة: من الوفاة إلى الشهرة

على الرغم من وفاته في عام 1982، لم يكن اسم "رفعت الهجان" قد نال الشهرة التي يستحقها بعد. في عام 1988، عرضت الدراما العربية مسلسل "رأفت الهجان"، الذي أسس له أسطورة جديدة، حيث أصبح هذا الجاسوس المصري رمزًا للشجاعة والوطنية في مواجهة أعداء الوطن.