بين الإنجاز والتمييز العنصري.. كيف تم ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل؟

تقارير وحوارات

ترحيل يهود الفلاشا
ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل- الفجر

شهدت العقود الأخيرة عمليات سرية كبرى قادتها إسرائيل لنقل يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى أراضيها، مستندة إلى دوافع دينية وسياسية. هؤلاء اليهود، الذين عاشوا لقرون في عزلة بإثيوبيا، يُعتقد أنهم من بقايا القبائل اليهودية المفقودة.

ورغم نجاح إسرائيل في تنفيذ عمليات معقدة مثل "موسى" و"سليمان"، إلا أن رحلة الفلاشا لم تنتهِ بوصولهم إلى إسرائيل، حيث واجهوا تحديات اجتماعية واقتصادية عميقة كشفت عن فجوة في الاندماج وحقوق المساواة.

في هذا التقرير، نستعرض أصول يهود الفلاشا، الكواليس السرية للعمليات التي رحلتهم، والتحديات التي واجهتهم في أرض "الوعد".


أصول يهود الفلاشا


تُعرف طائفة بيت إسرائيل، أو يهود الفلاشا، بأصولها الإثيوبية الغامضة.

يعتقد البعض أنهم ينحدرون من نسل الملك سليمان وملكة سبأ، بينما تشير روايات أخرى إلى أنهم من بقايا القبائل العبرية المفقودة.

وقد حافظوا على تقاليدهم اليهودية رغم العزلة الطويلة والاضطهاد الذي تعرضوا له، لكن السلطات الحاخامية لم تعترف بيهوديتهم إلا في سبعينيات القرن العشرين.

عمليات الترحيل الكبرى

 

عملية موسى (1984-1985)


نفذت بالتعاون بين الموساد، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والسلطات السودانية، نُقل خلالها نحو 8،000 من يهود إثيوبيا من معسكرات اللاجئين في السودان إلى إسرائيل عبر بروكسل، ولكنها توقفت بعد تسريب أنباء العملية.


عملية سبأ (1985)


بفضل دعم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، تم نقل أكثر من 20،000 يهودي إثيوبي عبر طائرات أمريكية.


عملية سليمان (1991)


مع انهيار نظام منغستو هيلا مريام في إثيوبيا، أبرمت إسرائيل اتفاقًا مع الحكومة للحصول على موافقة لترحيل نحو 15،000 يهودي مقابل 35 مليون دولار.


عملية أجنحة الحمام (2010)


استمرت ثلاث سنوات لنقل 7،000 من الفلاشا مورا، الذين اعتنقوا اليهودية مجددًا.

 

مشكلات اندماج الفلاشا في إسرائيل


رغم الجهود لدمجهم، يواجه يهود الفلاشا تحديات كبيرة مثل التمييز، ارتفاع معدلات الفقر، والبطالة فضلًا عن التشكيك في يهوديتهم، وهو ما ظهر في تسعينيات القرن الماضي عندما أتلف بنك الدم الإسرائيلي تبرعاتهم خوفًا من الإيدز.

في النهاية تكشف قصة يهود الفلاشا عن أبعاد إنسانية وسياسية معقدة، تعكس صراعات الهوية والتمييز داخل المجتمع الإسرائيلي، رغم استمرار الجهود لتحسين أوضاعهم.