ترتيب الأبناء في الأسرة وتأثيره على شخصية الطفل وصحته النفسية

منوعات

ترتيب الأبناء في
ترتيب الأبناء في الأسرة وتأثيره على شخصية الطفل

تأثير ترتيب الأبناء في الأسرة على شخصية الطفل وحالته النفسية هو موضوع هام في علم النفس، حيث أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن هذا الترتيب له تأثير كبير، ولكنه ليس العامل الوحيد المؤثر في تشكيل الشخصية.

ترتيب الأبناء وأثره النفسي هو جزء من مجموعة من العوامل الجينية، البيئية، والاجتماعية التي تساهم في تشكيل سمات الشخصية لدى كل فرد في الأسرة.

الترتيب العائلي وتأثيراته المختلفة

في حديثه خلال حلقة برنامج "مع الناس" الذي يُبث عبر قناة الناس، أوضح الدكتور المهدي أن ترتيب الأبناء داخل الأسرة يعد عاملًا مهمًا ولكنه ليس العامل الحتمي في تحديد سمات الشخصية أو الحالة النفسية.

وقال المهدي: «الترتيب في الأسرة ليس عاملًا ثابتًا، هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر في شخصية الطفل، مثل العوامل الجينية والبيئية والاجتماعية».

وأضاف أنه لا يمكن الجزم بأن الطفل الأكبر سيكتسب سمات معينة، أو أن الطفل الأوسط سيكون له مشاعر محددة، أو أن الطفل الأصغر سيظهر سلوكيات خاصة، ولكن هناك ميل عام لهذه السمات نتيجة لتأثير الترتيب داخل الأسرة.

أثر ترتيب الأبناء على سمات الشخصية

الطفل الأول (أكبر الأبناء):
عادةً ما يكون الطفل الأكبر في الأسرة هو مركز الاهتمام الأول بسبب كونه الأول في كل شيء.

يلقى هذا الطفل حبًا ورعاية خاصة مما يجعله يشعر أحيانًا وكأنه "ملك البيت"، ولكن، وعلى الرغم من الحصول على اهتمام الوالدين، يُلقى على عاتقه مسؤوليات أكبر مثل تحمل مسؤولية الإخوة الأصغر أو المشاركة في تربية الأبناء، مما قد يسبب له ضغطًا نفسيًا. 

كما قد يعاني الطفل الأول من غيرة شديدة إذا حصل أي فرد آخر على جزء من اهتمام الوالدين.

الطفل الأوسط:
يُعاني الطفل الثاني في الأسرة أو الطفل الوسطاني من تحديات مختلفة، حيث يدخل إلى أسرة بها نموذج سابق (الطفل الأكبر)، وغالبًا ما يسعى هذا الطفل إلى تقليد الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى. 

لا يعاني الطفل الثاني عادةً من الغيرة الشديدة لأنه لا يعيش نفس التنافس الكبير الذي يشعر به الطفل الأول، بل يميل ليكون أكثر تواضعًا ومرونة، ويكتسب مهارات التفاوض والتعامل مع الآخرين بشكل أفضل.

الطفل الأصغر (أصغر الأبناء):
يتمتع الطفل الأصغر في الأسرة عادةً بمزيد من الاهتمام والرعاية، خاصة إذا كان الوالدان أكبر في السن.

قد يشعر هذا الطفل بتدليل زائد، ولكنه في الوقت نفسه قد يواجه شعورًا بالتهميش من قبل إخوته الأكبر سنًا.

 كما أن هذا الطفل لا يتعلم بنفس القدر من المسؤولية كما يفعل الأطفال الأكبر، حيث يعتمد بشكل أكبر على مساعدة الوالدين أو الإخوة الأكبر في تلبية احتياجاته.

التوجيه الصحيح لتأثيرات الترتيب داخل الأسرة

واختتم الدكتور محمد المهدي حديثه بالتأكيد على أن ترتيب الأبناء في الأسرة له تأثير واضح على تشكيل شخصية الطفل وحالته النفسية، لكن من المهم أن يتفهم الآباء والأمهات هذا التأثير ويسعون إلى تحقيق توازن يضمن نمو الأطفال بشكل صحي وسليم. 

يجب أن يدرك الوالدان أن ترتيب الطفل في الأسرة ليس عاملًا حتميًا، بل يمكن تعديل تأثيره وتوجيهه بطريقة إيجابية لضمان بيئة أسرية متوازنة.