رفيق شلغوم يكتب: رهان وزراء القوى الناعمة بالجزائر.. من ولماذا؟
رهانات المرحلة القادمة لعدد من البلدان العربية تتطلب عدة عوامل من الواجب توفرها، أو العمل على توفيرها أن لم تكن متوفرة.
الواضح جدا بأن عالم 2025 وما بعده، لن يكون كما كان الحال عليه من قبله.
والواضح جدا بأنه هناك رغبة لدى صناع القرار العالمي في خارطة جيو استراتيجية جديدة.
بالنسبة للجزائر أرى أن قطاعات معينة لها دورا كبيرا عليها أن تقوم به في المرحلة القادمة.
وأعني بالقطاعات التي هي على صله بالقوة الناعمة التي أصبحت هي القوة الحقيقية والفعلية التي تسوق وتحمي وتواجه وتستشرف.
قد يسأل البعض ما هي هذه القطاعات؟
وأقول هي:
1 ـ وزارة الاتصال
2 ـ وزارة الشؤون الدينية والأوقاف
3 ـ وزارة الرياضة
4 ـ وزارة الشباب
5 ـ وزارة الثقافة والفنون
قد يسأل البعض الآخر لماذا اخترت هذه القطاعات دون غيرها؟
وأقول بأن هذه القطاعات الخمسة (5 ) هي رأس حربة “القوة الناعمة” التي يمكن أن تؤثر في صناعة الرأي العام الوطني والدولي وتؤثر فيهما، أن توفرت عوامل نجاح هذه القطاعات وتميزت بالفعالية المطلوبة.
وللأمانة أقول:
1 ـ وزير الاتصال الجزائري الحالي الدكتور “محمد مزيان”: اشهد له كما يشهد له غيري بالوطنية الكفاءة وامتلاكه لثقافة الدولة، بالإضافة إلى الحكمة والرزانة التي يتطلبها المنصب.
كما يمتلك “مزيان” رؤية واضحة في القطاع وهو الدكتور في الإعلام.
أتذكر جيدا وعلى هامش حفل افطار أقامته سفارة المملكة العربية السعودية بالجزائر على شرف النخب الجزائرية أواخر مارس 2024، سألني الوزير الحالي عن رأيي حول مستقبل قطاع الاتصال وكيف أراه من وجهتي نظري؟، فأجبته بالقول: “أعتقد بأن الرئيس تبون سيضع شخصية ديبلوماسية بعيدة عن التجاذبات الإعلامية وتتحلى بثقافة الدولة وتكون قادرة على جمع جميع مكونات القطاع دون حسابات معينة.
كما قلت له بأنني أعتقد بأن الوزير القادم للاتصال وجب أن تتوفر فيه أيضا شرطي الرزانة والحكمة “.
كان وقتها الوزير الحالي الدكتور “محمد مزيان” يشغل منصب المديرا العام للإتصال والإعلام والتوثيق بوزارة الشؤون الخارجية.
وللأمانة شاطرني الدكتور مزيان الرأي في حينها وذهبنا لتناول الإفطار بعدما صلينا المغرب جماعة.
2 ـ وزير الشؤون الدينية الدكتور يوسف بلمهدي: يشهد له البعيد قبل القريب بأنه صاحب فكر ديني معتدل.
كما يشهد له الجميع بأنه رجل وطني مخلص بعيد كل البعد عن الجماعات والفرق الدينية.
يعرف مؤسسات الجمهورية وتعرفه.
وتقع على عاتقه مهام وطنية ثقيلة في المرحلة القادمة وأولها إيجاد الصيغة اللازمة لتكييف الخطاب الديني مع الظروف الحالية التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية وبالتالي الجزائر، بما يخدم الدين والوطن ويقض على الفتن ويزيد من الوعي.
3 ـ وزير الرياضة وليد صادي: سبق وأن خصصت مقالا منفردا لتحديات قطاع الرياضة ببلادنا وعلاقة القطاع بالأمن القومي للوطن.
وقد تحدثت مع الوزير وليد صادي في هذا الملف ووجدت الوزير على دراية بكل التحديات.
وما يطمئن أيضا في هذا القطاع هي كفاءة الوزير الشاب من جهة وترأسه لاتحادية كرة القدم في نفس الوقت، من جهة أخرى.
خاصة وأن ملف كرة القدم بالجزائر من الملفات التي تسعى “قوى الشر” الاستثمار فيها، والدخول من بابها لما تحوزه من كتل شعبية شبابية.
4 ـ وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى لشباب للشباب مصطفى حيداوي: الوزير الشاب الذي يسير في نفس الوقت المجلس الأعلى الشباب يبدل في مجهودات خارقة، لكنه حسب ما أعتقد، يحتاج إلى ضبط الأولويات والعمل في العمق الشباني.
رهان وزير الشباب مصطفى حيداوي هو أن يجعل من وزارة الشباب برغماتية أكثر منها جمعاوية أو سياسية، أو هكذا أعتقد.
5 ـ وزير الثقافة الدكتور زهير بللو: الوزير الجديد من أبناء القطاع، وبالتالي المنتظر منه أن يقوم يدور فعال مع المثقفين والفنانين وحتى المؤثرين الإيجابيين وجميع الفاعلين بالقطاع لجمعهم جميعا حول رؤية واضحة وهدف واحد وهو الجزائر.
نجاح هؤلاء الوزراء الخمسة في مهامهم في هذه المرحلة الحساسة من عمر الأمة الإسلامية والعربية سيعود بالفائدة على الجزائر.
لذلك الخطأ غير مسموح لوزراء قطاعاتهم تعتبر قاطرة القوة الناعمة للبلاد، بها الصحفي، الكاتب، الإمام، الفنان، الرياضي، الشاب، الشابة والجماهير الرياضية عبر 58 ولاية جزائرية