جبل جليدي عملاق A23a يثير قلق العلماء: تأثيره على الحياة البرية في القارة القطبية الجنوبية
في الآونة الأخيرة، بدأت تثار تخوفات كبيرة بين العلماء بشأن تحرك أكبر جبل جليدي في العالم، المعروف بالعملاق A23a.
فقد انفصل هذا الجبل عن موقعه بالقرب من القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، ما أدى إلى ظهور مخاوف من تأثيره الكبير على الحياة البرية في المنطقة، إذ يُحتمل أن يؤدي تحركه إلى تغييرات بيئية قد تساهم في انقراض بعض الحيوانات والطيور.
معلومات عن جبل A23a
قبل أن يُطلق عليه لقب "العملاق"، كان هناك جبل جليدي آخر يُسمى A-76 والذي كان يعد الأكبر في العالم حتى عام 2021، ولكن سرعان ما انقسم هذا الجبل إلى أجزاء أصغر، ليعود جبل A23a إلى الصدارة.
يعادل حجم هذا الجبل الجليدي نصف حجم مدينة لندن الكبرى، مما يجعله قطعة ضخمة من الجليد، ويقدر سمكه بين 1000 إلى 1200 قدم.
تاريخ تكون جبل A23a
يعود أصل جبل A23a إلى شتاء عام 1986 عندما انفصلت الحافة الأمامية لجرف فيلشنر الجليدي في جنوب أنتاركتيكا. هذا الانفصال أدى إلى تكون ثلاثة جبال جليدية ضخمة، هي A22، A23، وA24.
وفي أواخر عام 1991، أصبح الجزء الجليدي الأكبر من هذه الكتلة، وهو A23a، جبلًا جليديًا منفصلًا.
لفترة طويلة، ظل هذا الجبل الجليدي العملاق ملتصقًا بشاطئ رملي في المياه الضحلة، إلا أنه مع مرور الوقت بدأ في التحرك تدريجيًا نحو المياه العميقة، مدفوعًا بالتيارات البحرية والرياح وعوامل أخرى.
وفي عام 2020، بدأ الجبل الجليدي يتحرر بشكل ملحوظ، حيث بدأ في الدوران باتجاه عقارب الساعة نحو الزاوية الجنوبية الشرقية، وفي وقت لاحق، أصبح الجبل يتحرك بشكل جدي بعيدًا عن مكانه الأصلي، وهو ما وثقه العلماء مؤخرًا.
تأثير تحرك جبل A23a على الحياة البرية
يسلط العلماء الضوء على أن تحرك هذا الجبل الجليدي قد يكون له تأثيرات كبيرة على الحياة البرية في أنتاركتيكا، إذ قد يؤدي انحسار المياه وتغير البيئة البحرية إلى إضعاف مصادر الغذاء لبعض الكائنات الحية، مما يعرضها لخطر الانقراض.
بالإضافة إلى ذلك، يُحتمل أن يسبب الجبل الجليدي اختلالات بيئية قد تؤثر على التنوع البيولوجي في هذه المنطقة القطبية الحيوية.
مع تحرك A23a، يواجه العلماء تحديات كبيرة في فهم كيفية تأثير التغيرات الجليدية على النظام البيئي بشكل عام، مما يجعل هذه الظاهرة محط اهتمام عالمي في إطار البحث عن تأثيرات التغير المناخي.