برعاية الأمير محمد بن سلمان.. المملكة تعلن إنشاء الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034
أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اليوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024، عن إنشاء "الهيئة العليا لاستضافة بطولة كأس العالم 2034". يأتي هذا الإعلان عقب تأكيد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منح المملكة شرف استضافة هذه البطولة العالمية، وهو إنجاز يعزز مكانة المملكة على الساحة الرياضية الدولية.
مجلس الهيئة العليا
سيرأس ولي العهد مجلس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034، ويضم المجلس نخبة من المسؤولين البارزين، من بينهم:
- الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة.
- الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية.
- الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة.
- محمد آل الشيخ، وزير الدولة عضو مجلس الاقتصاد والتنمية.
- ماجد الحقيل، وزير البلديات والإسكان.
- محمد الجدعان، وزير المالية.
- المهندس عبد الله بن عامر السواحة، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات.
- المهندس أحمد الراجحي، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
- المهندس صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجستية.
- تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه.
- ياسر الرميان، ممثل صندوق الاستثمارات العامة.
- ياسر المسحل، الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي لكرة القدم.
يشكل هذا المجلس فريقًا متكاملًا لضمان تنظيم نسخة استثنائية من كأس العالم تعكس تطلعات المملكة وطموحاتها العالمية.
استضافة استثنائية في تاريخ كرة القدم
تعد استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034 خطوة غير مسبوقة، حيث ستكون أول بطولة يشارك فيها 48 فريقًا من كافة قارات العالم. يعكس هذا الإنجاز الدعم الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لقطاع الرياضة، والذي أصبح محركًا رئيسيًا لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
تعزيز التحول الرياضي والاجتماعي
تعتبر هذه الاستضافة خطوة استراتيجية لدفع عملية التحول في الرياضة السعودية. تتماشى الجهود مع برنامج "جودة الحياة"، أحد برامج رؤية السعودية 2030، والذي يهدف إلى:
- زيادة مشاركة المواطنين والمقيمين في الرياضة.
- تحسين الأداء الرياضي للرياضيين في مختلف الألعاب.
- تعزيز مهارات المواهب الرياضية السعودية.
كما ستساهم الاستضافة في تعزيز صورة المملكة كوجهة رياضية عالمية قادرة على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية.
الأثر الاقتصادي والثقافي
من المتوقع أن تحقق استضافة كأس العالم 2034 فوائد متعددة، منها:
- الاقتصاد والاستثمار: ستساهم البطولة في تعزيز مكانة المملكة كوجهة تجارية واستثمارية.
- السياحة والثقافة: ستتيح الفرصة للملايين من زوار المملكة للتعرف على ثقافتها وتراثها الغني.
- الترفيه والتنمية الاجتماعية: تعزيز أنشطة الترفيه وتوفير فرص جديدة لتحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين.
رؤية طموحة نحو المستقبل
تمثل استضافة كأس العالم 2034 محطة هامة في مسيرة التطور الرياضي والاجتماعي للمملكة، حيث تسعى إلى تحقيق التميز الرياضي وإبراز الإرث الثقافي والحضاري على مستوى العالم. من خلال التخطيط الاستراتيجي والعمل المتكامل، تواصل المملكة تقدمها نحو تحقيق رؤية 2030 وتؤكد جاهزيتها لاستضافة أحداث رياضية عالمية بكل احترافية وتميز.
ملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034: جاهزية وتفاصيل لوجستية
تستعد السعودية لاستضافة مباريات كأس العالم 2034 في خمس مدن رئيسية: الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم. وستكون هناك عشر مدن إضافية مخصصة لدعم البطولة من خلال توفير منشآت تدريبية ومرافق إقامة للفرق والحكام، وهي: الباحة، جازان، الطائف، المدينة المنورة، العلا، أملج، تبوك، حائل، الأحساء، وبريدة.
البنية التحتية الرياضية
الرياض:
تحتوي على ثمانية ملاعب مقترحة، من أبرزها:
- ملعب الملك سلمان الدولي: بسعة 92 ألف مشجع، سيشهد المباراتين الافتتاحية والنهائية. تبدأ أعمال البناء فيه عام 2025.
- درة الملاعب (مدينة الملك فهد الرياضية): يتسع لـ70 ألف مشجع.
- ملعب جنوب الرياض: بسعة تزيد عن 47 ألف مشجع.
- ملاعب أخرى تشمل ملعب القدية، ملعب المربع (2027)، وملعب روشن (2028)، وجميعها تتراوح سعتها بين 46 و47 ألف مشجع.
جدة:
تقدم أربعة ملاعب مقترحة ومرافق متطورة مع 43 ألف وحدة فندقية و30 منشأة تدريب.
الدعم اللوجستي والبنية التحتية
- المطارات والفنادق:
توفر السعودية 16 مطارًا دوليًا، وأكثر من 230 ألف وحدة فندقية، و134 منشأة تدريب. - النقل والمواصلات:
تطوير شامل لشبكة الطرق والمواصلات والفنادق والمنتجعات في كافة المدن المستضيفة.
مشاريع ريادية
- ملعب الملك سلمان الدولي: أحد أبرز المشاريع، ويعد مرفقًا عالميًا.
- مشروع القدية: يشمل ملعب الأمير محمد بن سلمان.
- مدينة نيوم: أحد المدن المستقبلية التي ستشارك في استضافة المباريات.
أرقام ومعطيات
- الرياض:
- يبلغ عدد سكانها أكثر من 7 ملايين نسمة.
- تضم 74 مسارًا جويًا دوليًا.
- احتضنت موسم الرياض 2023 بأكثر من 20 مليون زائر.
- جدة:
- عدد سكان أقل من 4 ملايين.
- استقطبت أكثر من 6 ملايين زائر خلال موسم جدة 2023.
من خلال هذا الملف، تقدم السعودية رؤية متكاملة تجمع بين الرياضة والتطوير الحضري، مما يجعلها مرشحة بقوة لتنظيم نسخة تاريخية من كأس العالم.
في جدة ستحضّر مدينة الملك عبد الله الرياضية، أو ملعب "الجوهرة المشعة" الذي يحتضن مباريات ناديي الأهلي والاتحاد، بسعة أكثر من 58 ألف مشجع، وكذلك ملعب القدية المنتظر بسعة أكثر من 46 ألف مشجع، وملعبان آخران جديدان، هما ملعب وسط جدة بسعة أكثر من 45 ألف مشجع، وملعب مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بسعة أكثر من 45 ألف مشجع.
وستحتضن المنافسات ثلاثة ملاعب في ثلاث مدن أخرى، هي ملعب جامعة الملك خالد في أبها، والذي ستبدأ أعمال تطويره في 2030 لتصل سعته إلى أكثر من 45 ألف مشجع، وملعب أرامكو في الخبر الذي سيتسع إلى أكثر من 46 ألف مشجع، وملعب نيوم المنتظر في مدينة نيوم والذي ستبدأ أعمال البناء فيه عام 2027، وسترتفع أرضيته أكثر من 350 مترًا عن سطح الأرض، وسيشكل سقفه امتدادًا لسقف المدينة ليوفر تجربة استثنائية لحضور المباريات.
وللتغلب على درجات الحرارة العالية خلال أشهر الصيف، تدرس السعودية مناقشة تغيير موعد البطولة لتقام في الشتاء كما حدث مع قطر، إلا أن المقترح سيكون بتقديم نسخة 2034 إلى يناير بدلًا من تأخيرها لنوفمبر وديسمبر، كما أعلن فيفا، بسبب تعارض ذلك الموعد مع شهر رمضان.
استطاعت السعودية تنظيم العديد من الأحداث الرياضية في السنوات الأخيرة في كرة القدم، كالسوبر الأوروبي لكرة القدم، والسوبر الإسباني والإيطالي وفي غيرها من الرياضات كجائزة السعودية الكبرى في الفورميلا 1، ورالي داكار، والعديد من بطولات التنس والجولف والفروسية والرياضات الإلكترونية، وغيرها.
السعودية استثمرت في كرة القدم بشكل كبير، عن طريق تطوير الكرة المحلية وجلب نجوم عالميين للعب في بطولة دوري روشن أو الدوري السعودي لكرة القدم، والاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي عن طريق صندوق الاستثمار السعودي، وغيرها من الأمور التي تهدف لتعزيز صورة السعودية أمام العالم كعنصر فاعل في المشهد الرياضي العالمي.
وعقدت شركة النفط العربية السعودية أرامكو الأكبر في العالم من ناحية القيمة السوقية شراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، لتصبح شريكًا رسميًا في مجال الطاقة، وداعمًا للأحداث الكبرى ككأس العالم لكرة القدم للرجال 2026، وكأس العالم للسيدات 2027.
وتعد السعودية في حال نيلها شرف استضافة كأس العالم 2034، بالتركيز على الاستدامة البيئية باعتبارها أحد الركائز الأساسية لملف الترشح، وبناء إرث بيئي مستدام من شأنه أن يلهم أجيال المستقبل، بخفض الانبعاثات الكربونية وإعادة تدوير وإزالة الكربون، وغيرها من الأمور التي تستثمر السعودية فيها لإحداث تأثير إيجابي وتعزيز الاستدامة البيئية.