انطلاق فعاليات اليوم الأول من الأسابيع الثقافية بالفيوم: العلماء يتناولون "الإسلام دين الوسطية ونبذ التطرف"
انطلقت اليوم الأحد، فعاليات اليوم الأول من الأسابيع الثقافية بمحافظة الفيوم، تحت عنوان "وكذلك جعلناكم أمة وسطًا... الإسلام دين الوسطية ونبذ التطرف".
تقام الفعاليات في مسجد من كل إدارة، وتستمر بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبرعاية الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، بحضور نخبة من كبار العلماء والأئمة المتميزين.
خلال اللقاءات، أكد العلماء على أن الوسطية هي جوهر الإسلام في العقيدة، الشريعة، والسلوك، وأوضحوا أن من أبرز مظاهر الوسطية قبول التعددية والسعي لتحقيق التعايش السلمي مع الآخرين، ونبذ التعصب، كما شددوا على ضرورة الفهم الصحيح للكتاب والسنة، مع مراعاة تغيرات الواقع وضرورة التمسك بالثوابت الشرعية واحترام الهويات والخصوصيات.
وأشار العلماء إلى أن التصحيح المستمر للمفاهيم الخاطئة بين الشباب هو أمر بالغ الأهمية في ظل محاولات التشويه التي تتعرض لها صورة الإسلام والمسلمين، وأكدوا أن الجماعات التي تنتسب إلى الإسلام بينما أفعالها وأقوالها تتناقض مع تعاليمه، لا تمثل الدين الصحيح، كما تناولوا أزمة جمود الخطاب الديني الذي يؤدي إلى الركود الفكري وانتشار الفكر المتطرف.
واستشهد العلماء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»، مشيرين إلى أن التجديد في الدين ضرورة لاستمرار عطاء الأمة وازدهارها، وأكدوا أن الفهم العميق لمقاصد الشريعة هو السبيل لتحقيق التوازن الفكري والسلوكي في مواجهة تحديات العصر، وأن الإسلام دائمًا يدعو إلى الاعتدال كما جاء في قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143].
وشدد العلماء على أن التطرف لا يمكن نسبته إلى الإسلام ذاته، بل هو نتيجة لسوء فهم النصوص، وأكدوا على دور العلماء في إحياء معاني الرحمة واليُسر التي جاء بها الإسلام، مستشهدين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ».