سوريا على مفترق طرق.. كيف علق الرئيس ترامب على سقوط نظام بشار الأسد؟
في تطور غير مسبوق في تاريخ الأزمة السورية، أعلنت المعارضة السورية اليوم عن إسقاط الرئيس بشار الأسد، مما يشكل نقطة فاصلة في الصراع المستمر منذ أكثر من عقد، هذا الإعلان يفتح الباب لمرحلة جديدة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في سوريا وتؤثر بشكل عميق على العلاقات الدولية، لا سيما في ظل التصريحات المدوية التي أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن التداعيات المحتملة لهذا التحول.
يأتي هذا بعد فترة من الضعف العسكري والسياسي لنظام الأسد، بالتوازي مع الصراع المحتدم بين روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي كان له تأثير كبير على المواقف الإقليمية والدولية.
تعليق ترامب
ففي أول تعليق له على إعلان المعارضة السورية المسلحة، صرح الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قائلًا: "بشار الأسد رحل، فقد فرّ من بلاده، ولم تعد روسيا تحت قيادة فلاديمير بوتين مهتمة بحمايته".
واعتبر ترامب أن روسيا لم يكن لها سبب في التورط في سوريا منذ البداية، مشيرًا إلى أن انسحابها وتخليها عن الأسد جاء نتيجة لانشغالها بالحرب في أوكرانيا.
وفي تغريدة له على منصة "إكس"، أضاف ترامب: "روسيا فقدت كل اهتمامها بسوريا بعد أن غرقت في حرب أوكرانيا، وأصبحت تواجه خسائر بشرية فادحة تتجاوز 600 ألف جندي بين قتيل وجريح".
واستعرض ترامب الوضع الدولي بشكل أوسع، موجهًا انتقادات حادة لروسيا وإيران، مشيرًا إلى أن الدولتين تعانيان من ضعف شديد: "روسيا وإيران الآن في حالة ضعف، الأولى بسبب الحرب في أوكرانيا، والثانية بسبب الخسائر التي تكبدتها في سوريا ومواجهتها المتزايدة مع إسرائيل".
كما أضاف أن "أوكرانيا، بعد فقدان 400 ألف جندي، تسعى الآن لإبرام صفقة للحد من التصعيد، وما يحدث في أوكرانيا يضر بشكل غير مباشر بمصالحهم في سوريا".
وفي ذات السياق، دعا ترامب إلى "وقف إطلاق نار فوري"، مؤكدًا أن "الدمار والدماء التي أُريقت لا لزوم لها"، وحذر من أن الصراع قد يتحول إلى "شيء أكبر بكثير وأسوأ بكثير إذا استمر".
وأضاف: "العالم ينتظر تحرك بوتين، ويمكن للصين أن تلعب دورًا في تسهيل المفاوضات".
التطورات في دمشق
وقد بثت المعارضة السورية المسلحة أول بيان لها عبر التلفزيون الرسمي السوري، في خطوة غير مسبوقة، أعلنت فيه "تحرير العاصمة دمشق"، معلنة "إسقاط بشار الأسد".
وتضمن البيان دعوة للإفراج عن المعتقلين، مشددة على ضرورة الحفاظ على المؤسسات العامة في دمشق، في خطوة تهدف إلى عدم تفاقم الفوضى في العاصمة.
وفي إطار هذا التحول، أكد رئيس الحكومة السورية، محمد غازي الجلالي، استعداده لدعم استمرارية إدارة شؤون الدولة، في وقت غاب فيه الأسد عن الساحة.
وظهر الجلالي في مقطع فيديو قائلًا إنه مستعد للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري، مؤكدًا أنه سيتولى مهام إدارة الحكومة حتى يتم تسليمها رسميًا.
التداعيات على المستوى الدولي
يمثل هذا التطور نقطة تحول هامة في الصراع السوري الذي يظل محل اهتمام دولي كبير. تصريحات ترامب تطرح تساؤلات حول الدور المقبل للقوى العالمية في مستقبل سوريا، وخصوصًا الدور الروسي الذي بدأ يتراجع في ضوء الأزمات المتلاحقة في أوكرانيا.
كما أن تخلي إيران عن الأسد قد يعني تغيّرًا في السياسات الإقليمية في الشرق الأوسط، حيث سيُترَك المجال لتسويات جديدة قد تشمل أطرافًا دولية مختلفة.