«المتاجرة بشعائر الله».. «عمرة ترانزيت» الباب الخلفى لشــــــــــــــركات السياحة للنصب على المعتمرين

العدد الأسبوعي

حجاج في المطار
حجاج في المطار

تعددت طرق النصب والتزوير فى شتى المجالات حتى وصل الأمر للمتاجرة بشعائر الله والاستيلاء على أموال الفقراء من خلال الإيقاع بهم فى فخ الأسعار الرخيصة بعد استغلال رغبتهم فى السفر لأداء مناسك الحج والعمرة، حيث أعلنت شركات السياحة عن تأشيرة جديدة للعمرة تُعرف باسم عمرة الترانزيت، والتى تصل مدتها لخمسة أيام، يقضى خلالها المُعتمر ثلاثة أيام فى مكة المكرمة ويومًا واحدًا بالمدينة المنورة.

وتقل تكلفة عمرة الترانزيت ٧٠٪ عن أسعار العمرة التى تنظمها شركات السياحة، لذا لقيت هذه التأشيرة إقبالًا كبيرًا من جانب المعتمرين، حيث تبدأ أسعار رحلة عمرة الترانزيت من ١٥ ألف جنيه، وتتطلب آلية الحصول عليها تقديم طلب لبعض شركات الطيران للسفر إلى وجهة ثالثة على أن تكون المملكة السعودية محطة الترانزيت خلال الرحلة، ويستطيع الشخص خلالها أداء مناسك العمرة.

كما أنه لا تخضع عمرة الترانزيت للضوابط التى تنظمها وزارة السياحة عبر بوابة العمرة والحصول على الباركود، مما ساعد على انتشار عمليات النصب على المواطنين من خلال إعلانات على صفحات التواصل الاجتماعى «الفيسبوك» من بينها إعلان حول تأشيرة عمرة الترانزيت بمبلغ ٢٥٠٠ جنيه، وهكذا الأمر جعل العديد من المواطنين يقعون فريسة للنصابين الذين استغلوا ارتفاع أسعار تأشيرات العمرة.

قوت محمد، إحدى ضحايا النصب فيما يُسمى بـ «عمرة الترانزيت» حكت لـ«الفجر»: «علمت عن العمرة الترانزيت لأول مرة من خلال إعلانات على الفيسبوك، بعدما تواصلت معهم هاتفيًا أكدوا أن التكلفة لا تتوقف على تأشيرة العمرة فقط، بل تشمل الإقامة ليلة واحدة بالمدينة، وثلاث ليالٍ بمكة، شاملة تذكرة الطيران والانتقالات الداخلية»، مضيفة أنها بادرت بالحجز نظرًا لقلة التكلفة مقارنة بأقل برنامج لأداء العمرة والذى يتجاوز ٣٥ ألف جنيه، بينما تبلغ تكلفة عمرة الترانزيت ١٥ ألف جنيه طبقًا لإعلان الشركة.

وتابعت: «اكتشفت عملية النصب بمطار القاهرة بعدما علمت أن تذكرة الطيران مزورة، وعدم وجود رحلة فى هذا التوقيت، بعدها حاولت التواصل مع أرقام الشركة لكن دون جدوى، والمؤسف فى الأمر أننى أرسلت جواز السفر وصورة شخصية عبر الواتساب، وأرسلت الشركة تأشيرة عمرة على الفور وتحققت بأنها صالحة ومسجلة على موقع العمرة، وهو ما دفعنى لإرسال المبلغ كاملًا عبر محفظة فودافون كاش».

أما زهرة عبدالنبى، فقالت: «اكتشفت عملية النصب فى مطار الأردن، حيث من ضمن ضوابط عمرة الترانزيت المغادرة للسعودية عبر دولتين لبنان أو الأردن، نظرًا لعدم  سماح وزارة السياحة بمصر بالعمرة الترانزيت»، موضحة أنها كانت ضمن مجموعة عددها  ٥٠ شخصًا سافروا للأردن وأثناء الانتظار بمطار عمان  للسفر للسعودية، فوجئوا بعدم وجود طيران للمملكة السعودية فى التوقيت المذكور بالتذاكر، وتواصلوا مع السفارة المصرية بالأردن وانتظروا فى صالة المطار ١٣ ساعة بعدها عادوا لمصر.

وأضافت: «عقب عودتنا ذهبنا لمقر الشركة لكن المفاجأة أن الشركة ليس لها علاقة بالأمر، وأن هناك مجموعة من النصابين استغلوا اسم الشركة المعروف ونشروا إعلانات على جروبات العمرة للنصب على المواطنين، وأوضح مسئولون بالشركة أن هناك ضحايا آخرين وقعوا فى نفس الفخ، نافين أى علاقة لهم بما يسمى بعمرة الترانزيت».

وأوضحت شويكار محمد، مسئولة عن شركة للسياحة الدينية، أن هناك كيانات عشوائية وسماسرة وراء عمرة الترانزيت، والتى يحققون منها أرباحًا هائلة، وفى المقابل حظرت وزارة السياحة العمل بنظام عمرة الترانزيت، وفى حالة إثبات عمل أى شركة بها يتم سحب التراخيص على الفور».

وأضافت أن: «العشوائيات التى تحدث تُعرض آلاف المواطنين الذين يصعب عليهم تحمل تكلفة العمرة للنصب، لأن أقل برنامج عمرة يتجاوز قيمته خمسة أضعاف قيمة عمرة الترانزيت، حيث إن تأشيرة الترانزيت وحجز الطيران يمكن لأى شخص حجزها أونلاين، ما أدى لانتشار حالات النصب، لهذا لا بد من تدخل الحكومة لوقف تلك العشوائية وهذا لم يكن يحدث دون السماح بالعمرة الترانزيت من خلال الشركات المرخصة فقط».

وأكد سلطان عبدالحميد،  صاحب شركة سياحة دينية، أن: «أغلب شركات السياحة تعمل فى تأشيرة عمرة الترانزيت نظرًا للإقبال الضخم عليها، رغم تعليمات وزارة السياحة المشددة حول حظر تأشيرة عمرة  الترانزيت، لكنها بدأت بكثافة قبل وضع ضوابط العمرة، وازدات عقب إعلان الضوابط لأن تكلفة أقل برنامج عمرة وهو الاقتصادى يصل إلى ٣٧ ألف جنيه».

وأضاف أن العمرة الترانزيت تنظمها المملكة السعودية عبر السماح للشحص بالدخول للسعودية ترانزيت لمدة خمسة أيام، ويحق له أداء العمرة أثناء تلك الفترة، والحجز يكون على طيران السعودية فقط، موضحًا أن تكلفة عمرة الترانزيت لا تتجاوز ٢٤ ألف جنيه، تختلف حسب الإقامة بالفندق وطيران الذهاب والعودة، لكن النصابين يقومون بجذب المعتمرين من خلال أسعار وهمية أقل عن الحقيقة.