حرب سوريا.. الجيش ينسحب من مطار التيفور والمعارضة تقترب من دمشق
تشهد الحرب في سوريا تطورات متسارعة على الأرض، حيث انسحب الجيش السوري مؤخرًا من مواقع استراتيجية، بينما تتقدم قوات المعارضة باتجاه العاصمة دمشق.
يتراجع الجيش من مطار التيفور العسكري
انسحب الجيش السوري من مطار التيفور العسكري، الذي يقع في منطقة استراتيجية بريف حمص الشرقي، وجاء هذا الانسحاب في إطار إعادة تموضع قواته بعد تعرضه لهجمات متكررة من قبل فصائل المعارضة المسلحة.
ويُعتبر التيفور من أهم القواعد العسكرية التي كان يعتمد عليها النظام السوري لتقديم الدعم الجوي في معاركه المختلفة، مما يضع علامات استفهام حول تأثير فقدانه على الموازين العسكرية.
المعارضة تقترب من تخوم دمشق
واصلت المعارضة المسلحة تقدمها باتجاه العاصمة دمشق، مستغلة تراجع الجيش السوري في محاور متعددة، وتركزت العمليات في المناطق الريفية المحيطة بدمشق، حيث تخوض المعارضة معارك شرسة لتحكم الطوق على المدينة، وهو ما يثير المخاوف من تصعيد محتمل داخل العاصمة ذاتها.
تضغط الأطراف الدولية نحو الحلول السياسية
تزامنًا مع التحولات العسكرية، دفعت الأطراف الدولية نحو استئناف المفاوضات السياسية، في محاولة للحد من تداعيات الصراع.
بينما يبقى السؤال حول جدوى هذه الجهود مع استمرار المعارك الميدانية التي تُبرز تحديات كبيرة أمام الوصول إلى تسوية شاملة.
تتفاقم معاناة المدنيين
تتصاعد معاناة المدنيين مع اشتداد المواجهات، ويواجه الآلاف ظروفًا إنسانية قاسية، إذ ازدادت موجات النزوح الجماعي نحو المناطق الأكثر أمانًا، ومع غياب المساعدات الدولية الكافية، تبدو الأزمة الإنسانية في سوريا مرشحة للتفاقم.
تشكل هذه التطورات علامة فارقة في الحرب السورية، حيث يواصل الصراع إعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة.
مطار التيفور العسكري (T4 Airbase)
مطار التيفور العسكري، المعروف أيضًا باسم قاعدة T4 الجوية، هو أحد أهم القواعد العسكرية في سوريا.
يقع المطار في محافظة حمص، على بعد نحو 85 كيلومترًا إلى الشرق من مدينة حمص، بين مدينتي تدمر والقريتين.
يتميز بموقعه بالقرب من حقول النفط والغاز في منطقة البادية السورية، مما يجعله ذا أهمية استراتيجية كبيرة.
يحتوي المطار على مدرجين رئيسيين وعدد كبير من الحظائر المحصنة للطائرات.
يعتبر قاعدة أساسية للقوات الجوية السورية، كما استخدمته القوات الروسية والإيرانية في عملياتها داخل سوريا.
الدور في الصراع السوري
استخدم المطار كمنصة لتنفيذ ضربات جوية ضد قوات المعارضة وتنظيم “داعش” في مناطق مختلفة من سوريا.
تعرض المطار للعديد من الهجمات خلال الحرب، أبرزها الهجمات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع مرتبطة بإيران أو حزب الله داخل المطار.
على مدار الحرب السورية، حافظ النظام السوري على سيطرته على المطار، رغم الضغوط والهجمات المستمرة.
هجمات على المطار
في أبريل 2018، شنّت إسرائيل هجومًا على المطار، ما أدى إلى تدمير عدة منشآت عسكرية بداخله، مستهدفة مستودعات أسلحة تابعة للقوات الإيرانية.
تعرّض المطار لهجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، كجزء من النزاع الإقليمي بين إسرائيل وإيران.
ومع اقتراب المعارضة من دمشق، يبقى مصير العاصمة والتوازن العسكري في البلاد مرهونًا بالأسابيع القليلة القادمة.