ماذا يحدث فى الكنيسة ؟
انتشر خلال الايام الماضية جدل كبير حول أزمة الأنبا أبانوب أسقف المقطم، وأنباء عن إجباره على ترك الخدمة وإعادته إلى الدير، مطالبين بضرورة وجوده بـ دير سمعان الخراز بطلب من اقباط المنطقة وعزله لابد أن يكون بموافقتهم، الأمر الذى أوضحه قداسة البابا تواضروس الثانى ، خلال عظته الأسبوعية ، ان نيافة الأنبا أبانوب أسقف عام وتزكيته تكون من البابا فقط وليس المسيحيين فى المنطقة، ويمكن أن يتغير مكانه من خدمة إلى خدمة أخرى ويمكن أن يذهب إلى الدير فالعمل أمامه كثير.
وقال الباحث القبطى واصف ماجد ، بدء الموضوع عندما اعلنت الكنيسة عن معاد سيمنار المجمع المقدس المنعقد فى نوفمبر الجارى وطرحت من ضمن البرنامج حضور الدكتور جوزيف موريس فلتس والدكتور سنيوت دلوار لمحاضرت الاساقفة والمطارنة عن موضوعات معينه، و بالتزامن مع اعلان برنامج السيمنار ظهرت قائمة علي مواقع التواصل الاجتماعى تدعو لرفض المحاضرين سابقى الذكر تلك القايمة موقعا عليها من 17 عضو من اعضاء المجمع المقدس .
وتابع فى تصريحات خاصة ل “الفجر ” و في ذات السياق تم نشر فيديوهات تعلن الرفض والشجب من بعض أعضاء المجمع المقدس وهم نيافة الانبا بنيامين مطران المنوفية في برنامج تليفزيونى علي قناة مى سات التابعة للانبا ارميا رئيس المركز الثقافي الاعلامى القبطى الارثوذكسى التابع للكنيسة. ليس هذا فحسب بل قد أكد علي تزايد المحتجين الي 80 عضو من أعضاء المجمع في تصريح مكتوب علي صفحة المطرانية الرسمية التابعة له فيما يعرف بالكبسولة وهى شبه عمود صحفي او مقتطفات يقدم فيها نصائح روحية وحياتية، وكان مقطع الفيديو التالي من صاحب النيافة الانبا موسي أسقف الشباب، كذلك صرح أيضا نيافة الانبا ابانوب بفيديو في ذات السياق.
ومما ترتب علي تلك الاحداث حالة من القلق و السجس داخل المجتمع الكنسي و خاصة علي فضاء مواقع التواصل الاجتماعى. و تعددت وتباينت الاراء بين مؤيد و معارض. وشيوع فكرة أن تلك بودار انقسام داخل المجمع المقدس بالكنيسة.
و قد قمت بدوري بتقديم مقترحا بتولي سكرتارية المجمع المقدس شخصية توافقية تستطيع تجميع كل الاطراف بدلا من نيافة الانبا دانيال السكرتير الحالي والذي من ابمفترض ان تنتهى مدته في أعمال السكرتارية، فقمت بصياغة هاشتاج علي الفيسبوك وهو #انهاء_مدة_الانبا_دنيال. وتصدر هذا الهاشتاج كل الصفحات القبطية و أصبح تريند. و في سياق زمنى متقارب قام البابا تواضروس باعفاء الانبا ابانوب كأسقف عام علي منطقة كنائس المقطم، مما أثار حفيظة الكثيرين و اعتبروه كرد فعل علي موقف الانبا ابانوب بسبب قضية السيمينار وتصريحه بالفيديو كما سبق وذكرنا. نظرا لانه تابعا لايبارشية قداسة البابا ولانه ليس في ثقل الانبا موسي والانبا بنيامين فممكن الاطاحة به.
اخيرا للخروج من الأزمة ارى ان يتم اختيار شخصية توافقية من الاحبار الاجلاء أعضاء المجمع المقدس للقيام بمهام السكرتارية، وتجميد اى مواقف قد يظن منها انها تصعيدا او نتيجة للحادث و ان يبقي الانبا ابانوب في مكانه لحين اشعار أخر او تهدئة الأمور الملتهبة.وأوضح قداسة البابا أن الأنبا أبانوب كان مرسوم في منطقة المقطم منذ 10 سنوات وحدث خلافات كثيرة بينه وبين الأباء الكهنة وتم تشكيل لجان كثيرة لتساعد فى العمل بهذه المنطقة ولكن الاستجابة لم تكن 100% ومؤخراً ظهرت عدد من السلبيات وتم التحقيق معه وخلال التحقيق قدم استقالته وقال إنه يفضل أن يعيش في المغارة والرهبنة فقدم الاستقالة بخط يده وقال إنها بسبب ظروفه الصحية ولم يكن هناك إجبار من أحد، موضحا أن هذه الاستقالة تحت الدراسة وبكل يقين نعمل من أجل صالح الشعب والخدمة والعمل يكون أمام الله وبضمير خالص.
ووصف البابا ما نُشِر على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الموضوع بأنها «أكاذيب»، فقال: «امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص هذا الموضوع بالعديد من الروايات والأكاذيب، منها مثلًا أن الاستقالة جاءت بالإجبار وهو ما لم يحدث إطلاقًا، وأيضًا قيل إن هنالك خمسة أشخاص لهم ميول غير أرثوذكسية ستتم سيامتهم كهنة وهو أمر بعيد تمامًا عن الحقيقة فلا يوجد أي حديث عن سيامة مثل هؤلاء، وأن الأكذوبة الثالثة التي قيلت هي أن هناك ترتيبات لإقامة يوم صلاة عالمي في المقطم، وأيضًا لا يوجد أي تفكير في أي شيء من هذا القبيل».
وحذر البابا أبناءه: «أرجوكم انتبهوا من صفحات الإثارة والسوداوية، لأن الهدف منها أن تقسم الكنيسة، خد بالك، خليك ناصح ولا تشارك في نقل مثل هذه الشائعات والأكاذيب، والأفكار الفاسدة التي يرددونها»، مضيفًا: «صاحب الكنيسة هو المسيح ونحن جميعًا خدام في يده وما يحكمنا هو الأمانة (أمانة العمل)»، موضحا «يوم سيامة الأسقف العام لم تكن له تزكية من الشعب بل هو من اختيارنا للقيام بتكليفات محددة، قد يحدث قصور في أداء هذه التكليفات وينتهي الأمر».
ودعا البابا أبناء الكنيسة قائلا: «أرجوكم لا تستمعوا للأكاذيب، الكنيسة بخير، وعمل الله سيستمر والخدام الأمناء كثيرون والخدمة تحتاج إلى حكمة وتعقل وروية وهدوء لكي تتم بكل سلام وخير»، وأكد أن «السوشيال ميديا» ليست المكان المناسب لأن تطرح عليها الطلبات فيما يخص الكنيسة، وأن أي إنسان له طلب، «أبوابنا مفتوحة، بابي مفتوح، وكافة الآباء كذلك لكل من يريد طرح رؤية أو رأي، بدلًا من أسلوب الإثارة والفوضى والتصرف برعونة» مشددا «انتبه لئلا تصنع خطية تأتي نتيجتها عليك وعلى بيتك وعلى عملك وحياتك بشكل عام»، واختتم حديثه: «في كل أمورنا حتى أمام هذه الضيقات التي نواجهها نرفع أيدينا إلى الله ونطلب منه قائلين يارب اذكر عملك واحرسه وباركه، وكن معنا واحفظ كنيستك وأرضنا وسلامة حياتنا».