مأساة الإنسانية في غزة.. قصة مسعف فلسطيني فقد والدته تحت أنقاض الحرب
ندى خاطر
تتوالى قصص الألم والفقد في قطاع غزة، حيث تشتد وطأة الحرب على السكان، وتتعاظم معاناتهم مع كل يوم جديد.
وفي خضم هذا الصراع المأسوي، تظهر قصص إنسانية تعكس عمق المأساة، مثل قصة المسعف الفلسطيني عبد العزيز البرديني، الذي لم يكن يعلم أن الجثمان الذي ينقله هو والدته، حيث اجتمعت ضحايا الغارات الإسرائيلية مع معاناته الشخصية في لحظة من الألم لا تُنسى.
تفاصيل القصة
في يوم عادي من أيام الحرب، انطلق عبد العزيز البرديني، المسعف البالغ من العمر 30 عامًا، لأداء واجبه في نقل الجرحى والضحايا.
كجزء من مهامه اليومية، توجه مع زملائه إلى موقع غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، وبينما كان عبد العزيز يقوم بنقل جثة إحدى الضحايا، لم يكن يتخيل أبدًا أن هذه الضحية ستكون والدته.
وعند وصوله إلى مستشفى "شهداء الأقصى" القريب، وجد نفسه متوجهًا إلى نقل الجثة دون أي إدراك لما ينتظره.
وعندما قام برفع قطعة القماش البيضاء عن وجه الضحية، صُدم بملامح والدته، التي كانت ضحية أخرى في دوامة العنف، "والله ما عرفتك يما"، كانت صرخته التي أطلقتها وسط نوبة من البكاء، وهو يحتضن جثمان والدته، حيث اختلطت مشاعر الحزن والألم بمأساة الفقد.
الحصيلة المؤلمة
تُظهر هذه القصة المؤلمة واقع الحياة اليومية في غزة، حيث يواجه المسعفون والضحايا وضعًا يزداد سوءًا مع استمرار الحرب.
وقد أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن عدد القتلى جراء هذه الحرب المستمرة قد تجاوز 43،204، مما يبرز حجم المأساة الإنسانية التي يعاني منها القطاع.
الجدير بالذكر إنها قصة واحدة من العديد من القصص المؤلمة التي تسجلها الحرب في غزة، حيث يجتمع الفقد والآلام مع كل يوم جديد.
وتظل مأساة عبد العزيز البرديني مثالًا صارخًا على الكارثة الإنسانية التي تعيشها المنطقة، لتذكرنا بأن كل رقم في إحصائيات القتلى هو إنسان له قصته الخاصة وأحلامه وآماله.