عاجل - من هو عبود بطاح؟.. وتفاصيل اعتقاله من مستشفى كمال عدوان
في أجواء مشحونة بالأحداث المتلاحقة في قطاع غزة، برز اسم الفتى الفلسطيني عبد الرحمن بطاح، الشهير بلقب "عبود"، كأحد أبرز الأصوات الشابة التي تسلط الضوء على معاناة مدينته وسط الصراع المستمر. رغم صغر سنه، كسب عبود شهرة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عرف بطرحه المختلف وتغطيته المميزة للواقع اليومي لقطاع غزة بطريقة تجمع بين الحس الساخر والتعبير المباشر عن الصعوبات التي يعيشها أهالي القطاع.
عبد الرحمن بطاح يتصدِّر عناوين الأخبار
في الأيام الأخيرة، تصدر عبود مجددًا عناوين الأخبار بعد اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية أثناء اقتحامها مستشفى كمال عدوان في منطقة جباليا شمال قطاع غزة. كان عبود هناك لتوثيق ما يحدث داخل المستشفى، الذي بات ملاذًا للمرضى والنازحين من جيران المستشفى الذين لجأوا إليه بحثًا عن الأمان من القصف. وعلى الرغم من اعتقاله، سرعان ما أُفرج عنه، حيث ظهر عبر حسابه على إنستغرام ليطمئن متابعيه البالغ عددهم نحو 4 ملايين شخص، قائلًا: "الحمد لله. الله نجانا". وقد نشر صورة أخرى برفقة بعض المفرج عنهم، معلقًا بجملة طمأنت الكثيرين "نحن بخير".
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر اعتقال عبود بطاح بشكل واسع، وعبّر كثيرون عن قلقهم مما تعرض له من قسوة، واصفين ما جرى بأنه محاولة لإسكاته ومنعه من نقل معاناة شعبه. ونشر شقيقه علي صورًا مؤلمة تُظهر آثار التعذيب الذي تعرض له عبود خلال فترة احتجازه، مما زاد من الغضب الشعبي تجاه الحادثة.
كانت مستشفى كمال عدوان قد شهدت حصارًا شديدًا من قبل الجيش الإسرائيلي، تلاه اقتحام عنيف تسبب في أضرار كبيرة للمبنى. وبحسب إدارة المستشفى، فإن الاقتحام المتكرر أدى إلى تدمير أجزاء من المستشفى، وأسفر عن مقتل أطفال بعد قصف غرفة الأكسجين. وتعتبر هذه العملية جزءًا من التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر في المنطقة منذ نحو ثلاثة أسابيع، والذي استهدف المستشفى 14 مرة منذ بداية العملية.
الوضع داخل المستشفى
وتشير وزارة الصحة في غزة إلى أن الوضع داخل المستشفى بات كارثيًا، حيث لم تُوفر الإمدادات الأساسية للمرضى، من غذاء وأدوية ومستلزمات طبية ضرورية، وسط قصف مكثف ونيران تطلقها طائرات الاحتلال وآلياته الثقيلة التي تحاصر المستشفى منذ أيام.
ولم يكن عبود بطاح مجرد راصد للأحداث، بل تحول إلى مصدر لنقل أصوات المدنيين والكوادر الطبية داخل المستشفى. وفي ظل الظروف الصعبة، استمرت صفحته على إنستغرام كمنبر حيوي، حيث استخدم حسابه لتوجيه نداءات استغاثة بشأن النقص الحاد في الأدوية والمواد الطبية بالمستشفى، خاصة بعدما تعرض محيطه لأعمال قصف متكررة.
وتعاني مناطق عديدة شمال غزة من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مقلق، حيث تتواصل الهجمات الجوية والبرية والبحرية، وتمنع القوات الإسرائيلية إمدادات الغذاء والمياه والأدوية والوقود عن السكان، مما يؤدي إلى تدمير منازل المدنيين وتفجير أحياء سكنية بأكملها. وخلال الأيام الأخيرة، استشهد عشرات الفلسطينيين، فيما أُصيب عدد كبير من المدنيين إثر القصف المكثف الذي استهدف منازل في بيت لاهيا وغيرها من المناطق السكنية.
تزامنًا مع ذلك، شهد مخيم جباليا ومحيطه تصعيدًا غير مسبوق، حيث تم استخدام براميل متفجرة وروبوتات مفخخة لتدمير المنازل وإحراقها. وتوالت نداءات الاستغاثة من قبل العائلات العالقة تحت الأنقاض أو المحاصرة بالنيران، مطالبةً الطواقم الطبية والدفاع المدني بالتدخل لإنقاذهم.