الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة يعقوب الرسول
تحتفل الكنيسة البيزنطية، بذكرى القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة يعقوب الرسول وأوّل أساقفة أورشليم، ويًعلِم الكثيرون من آباء الكنيسة أن يعقوب هذا هو ابن كلاوبا المدعو ايضًا حلفى، اخي القدّيس يوسف، ومريم زوجة كلاوبا، ابنة عم مريم العذراء.
وقد لقّب بحكم هذه القربى منذ الأجيال الأولى للنصرانيّة "بأخي الرب" على حسب عادة الكتاب المقدّس. ويعقوب هذا اخو الرسولين سمعان ويهوذا، يدعوه الانجيليّون "يعقوب الصغير"، للتمييز بينه وبين يعقوب بن زبدى اخي يوحنا الإنجيلي. هو أوّل اسقف لأورشليم، وكاتب أولى الرسائل الجامعة ليهود الشتات.
يذكر أن القدّيس ايرونيموس، اشهر مفسّري الكتاب المقدس، أن الرسول يعقوب استشهد سنة 62 في عهد الامبراطور نيرون. وهو نفسه يعقوب بن حلفى الذي عيّدت له الكنيسة في التاسع من هذا الشهر.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يعتقدُ بعضُ اللاهوتيّين الحديثين أنّ النارَ التي تحرق وتخلِّصُ في آنٍ واحدٍ هي يسوع المسيحُ بالذات، الديّانُ والمخلِّص. فاللقاءُ به هو الدينونةُ الحاسمةُ، وأمامَ عينيهِ يتلاشى كلُّ زيفٍ. كما أنّ اللقاءُ به يحرقنا ويحوّلُنا ويحرّرنا لنصبح بالحقيقةِ ذواتَنا. فالأشياءُ المبنيّةُ خلالَ الحياةِ يمكنها أن تظهرَ كالقشِّ اليابسِ، أو كالافتخار الفارغ وتتهدَّم. لكن في ألمِ هذا اللقاءِ الذي فيهِ يصبحُ رجسُ كياننا ومرضه واضحًا، يكمنُ خلاصُنا. نظرتُهُ ولمسةُ قلبِهِ تشفينا من خلال تحوّلٍ مؤلمٍ بكلِّ تأكيد "كما بنار". مع ذلك، فهوَ ألمٌ طوباويٌّ، فيه تدخلُ فينا قوّةُ محبّتهِ القدّوسة كشعلةٍ، فتجعلنا أخيرًا أن نكونَ ذواتَنا بشكلٍ كاملٍ وبذلكَ نكونُ تمامًا لله.
هكذا يظهرُ أيضًا ترابطُ العدلِ والنعمةِ: فالطريقة التي نحيا بها ليست دون أهميّة، لكنّ قذارتنا لا تسمنا إلى الأبد، أقلّه إن بقينا مشدودين نحو يسوع المسيح، نحو الحقيقةِ والمحبّة. وفي الواقع، لقد سبقَ وأُحرِقتْ هذه القذارة في آلام يسوع. سوف نختبرُ ونقتبلُ في لحظةِ الدينونة انتصارَ محبّته على كلِّ الشرِّ في العالمِ وفينا. فيغدو ألمَ المحبّةِ خلاصَنا وفرحَنا.