تمثل تعبيرًا وانسجامًا مع موقف دولي
"أعد لنا أرضنا.. أعطنا ما سرقته" كلمة موجَّهة إلى ملك بريطانيا في أستراليا
في تصعيد مثير للجدل، وجهت انتقادات لاذعة ضد الحكم البريطاني عقب خطاب ألقاه الملك تشارلز الثالث في البرلمان الأسترالي. وخلال تصريحاتها التي استمرت لدقيقة واحدة، صرحت ثورب بحدة: "أعد لنا أرضنا! أعطنا ما سرقته منا!"، موجهة رسالة مباشرة للملك تشارلز، مؤكدة أن "هذه ليست أرضك، وأنت لست ملكًا علينا"، في إشارة إلى ما وصفته بـ "الإبادة الجماعية" التي عانى منها السكان الأصليون منذ حقبة الاستعمار الأوروبي.
تصريحات ثورب جاءت خلال حفل استقبال الملك
تصريحات ثورب جاءت خلال حفل استقبال رسمي نظم في البرلمان الأسترالي في العاصمة كانبيرا، حيث كان يكرم الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، كجزء من جولة الملك الأولى في الخارج منذ تشخيص إصابته بالسرطان. الجولة، التي تمتد على مدى تسعة أيام وتشمل زيارات إلى أستراليا وساموا، تحمل طابعًا خاصًا على المستويين الشخصي والسياسي، خصوصًا في ظل تصاعد النقاشات حول إرث الاستعمار البريطاني وتأثيره على السكان الأصليين في أستراليا.
ما يميز موقف ليديا ثورب هو أنها كانت دومًا من أبرز المنتقدين للملكية البريطانية والمؤسسات المرتبطة بالإمبراطورية. وفي عام 2022، أثارت ثورب الجدل عندما أدت اليمين الدستورية بصفتها سيناتورة، حيث رفضت أداء القسم التقليدي بالولاء للملكة الراحلة إليزابيث الثانية. وبدلًا من ذلك، قالت بتهكم إنها ستخدم "جلالة المستعمرة الملكة إليزابيث الثانية"، في إشارة واضحة إلى رفضها للنظام الملكي واعتباره رمزًا للاستعمار.
تعبيرًا وانسجامًا مع موقف دولي
موقف ثورب ينسجم مع حركة أوسع داخل أستراليا تسعى إلى إعادة النظر في العلاقات مع التاج البريطاني ومراجعة تأثيرات الاستعمار على المجتمعات الأصلية. هذه الحركة تطالب بإجراءات تصالحية تشمل الاعتراف بحقوق السكان الأصليين وإعادة الأراضي، بالإضافة إلى نقاشات حول مستقبل النظام الملكي في أستراليا.
في الوقت نفسه، لا تزال الملكية البريطانية تتمتع بدعم قطاع من المجتمع الأسترالي، ويظل الملك تشارلز شخصية محترمة بين العديد من الأستراليين. ومع ذلك، فإن التصريحات والانتقادات مثل تلك التي أطلقتها ليديا ثورب تساهم في تأجيج النقاشات حول ما إذا كانت أستراليا ستظل دولة تحت التاج البريطاني في المستقبل القريب، أم أنها ستسلك طريقًا نحو جمهورية مستقلة.