د.حماد عبدالله يكتب: كرامة المنافق ( المفقودة !! )
لايمكن أبدًا أن يبكي منافق علي فقد كرامته، فالمنافق، يترك كرامته وإرادته الحره علي باب المسئول الذي ينافقه !! هذه هي أهم شروط النفاق، حيث لا كرامة لمنافق !! فالمنافق حينما يشدو بقصيده مديح لرئيسة أو للمسئول عنه والراغب في إقتناص شيىء منه لا يحق له !! فهو يعلم تمامًا بأن المشاهدين للموقف !!عالمين تمامًا بأن القصيدة نفاق!! وأن الطلب بغير ذي حق !! وأن المسئول الطيب حينما يصمد أمام أول قصيده نفاق، فليس من المفترض أن يصمد أمام الثانية والثالثة فهناك مثل شعبي مصري يقول " الزن علي الودان أمرْ من السحر"!
والمنافق لا يعير شيئًا إهتمامًا قدر إهتمامه بتحقيق مأربه، وبالتالي الكرامه لا مكان لها ولا حساب ولا قيمة لدي المنافق !!
هذا المقال شدني إليه مايدور في برامج "التوك شو" والإستضافات لبعض ممن يدعون بأنهم من النخبة أو من السياسيون القدامى أو حتى هؤلاء المتخلصون من أذناب نظم سابقة، نجدهم فى الحديث مع صاحب البرنامج فى حالة من "التيهان"!!
حيث مرة يهاجموا النظام وما ترتب على مجىء فلان أو علان، ومرة أخرى منافقون للمسئول الكبير، وكأن الدنيا لا تسير ولا تتوجه إلى المشرق لإستقبال شمس النهار دون إرادة هذا /المسئول، الذى وهبته لنا السماء !!
ومن كثرة تفاهة المتحدث، ونفاقه الواضح للبيان، يخجل صاحب البرنامج فيحاول الخروج من هذا المأزق المكشوف للمشاهدين حتى لا يحولوا مؤشر الجهاز،
( تليفزيون ) أو (راديو ) !!
فالشيء الغير معقول أن يصدق المنافق نفسه، بل التناقض فى حديثه المباشر على الهواء، فمرة يسب المسئول ومرة يرفع من قيمته !! ومرات يدعوا لمحاسبته على إهداره للمال العام أو المساعدة على تربح الغير دون وجه حق من مال عام.
ومرة أخرى وبعد مداخلات على الهواء، ينقلب الضيف المهاجم إلى مطالب بالتصالح وأنه أى الضيف ( هميشى على العجين مش هيلخبطه ) مثل شعبى مصرى أصيل !!
أى أنه مستعد أن يكون ( قرد ) أو ( نسناس ) فى حديقة حيوان المسئول !!
ومع ذلك لا يستوعب هذا المنافق ( على الهواء مباشرة ) أن عشرات الألاف من المشاهدين، يرصدونه وهو يقوم بدور البهلوان.
إن النفاق فى العمل العام، يتطلب فى بعض الأحيان إستخدام مثلًا شعبيًا يقول ( إذا بليتم فإستتروا ) وفعلًا " اللى اختشوا ماتوا " !!
هذه السلبيات التى تمارس على الهواء مباشرة فى قنواتنا الفضائية والأرضية، تدعوا للأسف الشديد علنمى مستوى وضحالة ما يقدم للمصريين وخاصة الشباب والأطفال الذين فقدوا الأمل تقريبًا فى الغد !!