انتهاك للسيادة وتحديات دبلوماسية.. الاحتلال الإسرائيلي يفرض شروطًا جديدة لإنهاء الحرب في لبنان
تتجه الأوضاع في لبنان نحو مزيد من التعقيد في ظل الحرب المستمرة مع إسرائيل، حيث تسعى تل أبيب لفرض شروط جديدة لحل النزاع، تتعارض بشكل صارخ مع سيادة لبنان وتناقض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
وتبرز الوثيقة التي سلمتها إسرائيل للولايات المتحدة، والتي تتضمن مطالب محددة تتعلق بوقف القتال، وتطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الجانبين وتأثير ذلك على الوضع الإقليمي.
تفاصيل الوثيقة الإسرائيلية
وفقًا لمصادر أمريكية وإسرائيلية، سلمت الحكومة الإسرائيلية الولايات المتحدة وثيقة تتضمن مجموعة من الشروط لإنهاء الحرب في لبنان، والسماح بعودة المدنيين النازحين.
وقد أعدت الوثيقة من قبل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي يعتبر من المقربين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتم تقديمها إلى البيت الأبيض قبل زيارة مبعوث الرئيس بايدن، عاموس هوكشتاين، إلى بيروت.
المطالب الإسرائيلية
تتضمن الوثيقة مطالب تتعلق بتعزيز السيطرة العسكرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
ومن بين أبرز هذه المطالب السماح للجيش الإسرائيلي بالمشاركة الفعالة في "الإنفاذ النشط" للعمليات العسكرية، وهو ما يتضمن الانتشار عند الحاجة للتأكد من عدم إعادة تسليح حزب الله أو إعادة بناء بنيته التحتية العسكرية.
كما تطالب إسرائيل بحرية عمل قواتها الجوية في الأجواء اللبنانية، مما يتعارض مع ما ينص عليه القرار 1701 الذي ينظم حالة "اللاحرب" في المنطقة.
ردود الأفعال والمواقف الدولية
فيما يتعلق بتلك المطالب، أعرب مسؤولون أمريكيون عن شكوكهم في إمكانية قبول لبنان والمجتمع الدولي لهذه الشروط، التي قد تقوض سيادة الدولة اللبنانية.
وتأتي زيارة هوكشتاين في هذا السياق، حيث يهدف إلى الاجتماع مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، بما في ذلك رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لمناقشة المطالب الإسرائيلية.
وقد شدد بري على وجود إجماع في لبنان حول الالتزام بالقرار الأممي 1701، مؤكدًا رفض أي تعديلات قد تطرأ عليه بناءً على الشروط الإسرائيلية.
تحركات المبعوث الأمريكي
يبدو أن هوكشتاين يركز على تعزيز وجود القوات اللبنانية في الجنوب كجزء من الحل الدبلوماسي، حيث يسعى لنشر ما لا يقل عن 8000 جندي لبناني في المنطقة، مع رفع مستوى تفويض قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لتتمكن من دعم الجيش اللبناني في مواجهة الجماعات المسلحة.
العمليات العسكرية الإسرائيلية
في السياق العسكري، نفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان قبيل زيارة هوكشتاين، حيث استهدفوا ما يعرف بـ "بنك حزب الله" الذي يتلقى تمويلًا من إيران.
وذكر مسؤول استخباراتي إسرائيلي أن البنك يعمل بشكل مستقل عن النظام المالي اللبناني، مما يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين حزب الله والدولة اللبنانية.